محمد السنيد - الرياض:
رفع الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للخطوط الحديدية «سار» د. بشّار بن خالد المالك التهاني والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه - بمناسبة الذكرى السادسة للبيعة.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للخطوط الحديدية «سار»: تحِلُ الذكرى السادسة للبيعة وتولي سدي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم في البلاد، مستذكرين رؤية وتضحيات مؤسس هذه البلاد العظيم ورجالاته وأبنائه الملوك من بعده حتى عهد العزم والحزم في ظل قيادة مولاي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه.
وأكد د. المالك أن ذكرى البيعة مناسبة نستعيد من خلالها عزم السعوديين وإصرارهم على بناء وطن قوي يكون موقعه في مقدمة دول العالم، بتوجيهات ودعم لا محدود من قادة هذه البلاد الذين جعلوا النمو والتطور سمة ملازمة لبناء المملكة العربية السعودية، وفق ثوابت الدين السمحة وأخلاقنا العربية والإسلامية، وهي مناسبة غالية نُهنئ فيها أنفسنا والوطن بما شهدناه ونشهده من تسارع لعجلة التنمية عقدًا بعد آخر حتى غدت بلادنا محط أنظار العالم أجمع، لتأتي رؤية المملكة 2030 وترسم خارطة طريق حديثة قوامها الإنسان السعودي وغايتها منح بلادنا المكانة التي تستحقها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.
وختم د.بشار المالك تصريحه بالقول: إننا وفي ظل هذه الرؤية الطموحة نعمل عبر الشركة السعودية للخطوط الحديدية «سار» لأن تكون بلادنا محورًا لربط القارات الثلاث ومنصة لوجستية عالمية عبر تمكين قطاعاتنا الصناعية والتعدينية من خلال شحن البضائع والمعادن وتنويع خيارات التنقل الأمن بين المُدُن للرُّكّاب وسط دعم لا محدود من لدن سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- مما أحدث نقلة نوعية عززت تحقيق الأهداف اتجاه قطاع النقل والخدمات اللوجستية في المملكة، داعياً المولى عز وجل أن يحفظ قادة هذه البلاد ويديم علينا نعمة الأمن والرخاء.
الانطلاقة:
تُعد القطارات من وسائل المواصلات الأساسية في الدول حول العالم, وهي أحد المشاريع الإستراتيجية التي تُسهِّل التنقُّل والسفر بين المحطّات في المُدُن والقرى وتُسرِّع من عمليات الشحن للصناعة والتجارة. ولقد حرصت حكومة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله ورعاه- على تعزيز مسيرة البناء للخطوط الحديدية مع صدور قرار مجلس الوزراء رقم 381 في العام الهجري 1437 والقاضي بأن تكون «سار» المالكة للبُنى التحتيّة لمشاريع النقل عبر السكك الحديدية بالمملكة، تلاه صدور قرار مجلس الوزراء رقم 352 الصادر بتاريخ 1440 هـ بأن تكون «سار» المالكة للأصول التشغيلية الثابتة والمنقولة إضافة لملكيّتها البُنى التحتيّة لمشروعات القطارات بالمملكة.
بدأت أولى رحلات «سار» في العام 2006 بإشراف من صندوق الاستثمارات العامة لإنشاء شركة سعودية بكوادر وطاقات وطنية تختص في إدارة وتشغيل السكك الحديدية والقطارات لتؤسس خطًا جديدًا في مسار النقل العام وربط المناطق والمُدُن ببعضها عبر شبكة قطارات واسعة. كما عملت الشركة السعودية للخطوط الحديديّة «سار» على تطوير البُنية التحتيّة لقطاع السكك الحديدية لتصبح محورًا لربط مناطق المملكة ببعضها البعض للاستفادة من موقع المملكة الإستراتيجي بين القارات الثلاث والخليج العربي والدول المُجاورة ودعم الشركات الوطنية وتوظيف واستقطاب الكوادر الوطنيّة الموهوبة وتقديم خدمات مميزة مُرضية للعملاء والمسافرين عبر القطارات.
البنى التحتية للخطوط الحديدية:
يعد قطار الشمال الذي انطلقت أولى رحلاته عام 2017، من وإلى محطات الرياض، المجمعة، القصيم، وحائل، ومحطة الجوف، من القطارات الحديثة التي تتميز بالكفاءة العالية للعمل في الأجواء المناخية الحارة والطبيعة الرملية للمملكة، إضافة إلى تطابقها من الناحية الفنية والتصميم ليتم تشغيلها بسرعة 200 كم في الساعة.
وتنقسم قطارات الركاب إلى نوعين (نهارية، وليلية)، حيث تتكون النهارية من قاطرتين وتسع عربات، وتصل السرعة التشغيلية لقطار الركاب إلى 200 كم في الساعة، في حين تصل الطاقة الاستيعابية للقطار في الرحلة الواحدة إلى 444 راكباً منها 120 في درجة الأعمال، و322 في الدرجة الاقتصادية.
فيما يتكون القطار الليلي والذي خصص للمسافات الطويلة، من قاطرتين و13 عربة، وتصل سرعة القطار إلى 160 كلم في الساعة، في حين يوفر القطار الليلي مقصورات خاصة مزودة بأسِرَّة، كما يحتوي كل قطار ليلي على 377 مقعداً منها 42 مقعدًا مخصصًا لدرجة الأعمال و238 خاصة بالدرجة الاقتصادية ومساحة واحدة لكرسي متحرك و96 سريرًا موزعة على 24 مقصورة خاصة.
وإنفاذًا لتوجيهات حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - بعد قرار مجلس الوزراء بنقل أصول المؤسسة العامة للخطوط الحديدية (شبكة الرياض- الدمام) وقطار الحرمين السريع إلى شركة «سار» التي اقتربت من إكمال إدارة وتشغيل سكك الحديد في المملكة العربية السعودية بشكل كامل, بعد ضم البنية التحتية للسكك الحديدية حول المملكة تحت مظلة «سار».
(خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - خلال تدشين مشروع قطار الحرمين السريع)
وفي العام 2018 تم تدشين «قطار الحرمين» برعاية كريمة وحضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - لتنطلق أولى رحلات قطار الحرمين لخدمة زوار بيت الله الحرام من الحجيج والمعتمرين والزائرين والذي يُعدُّ واحداً من أسرع عشر قطارات للركاب في العالم وأكثرها أمانًا، وفي استمرار لثقة الحكومة الرشيدة تم إسناد تشغيل «قطار المشاعر» لشركة «سار» بطاقة إجمالية تبلغ سبعة عشر قطارات وتسع محطّات لخدمة الحجّاج وتسهيل تنقُّلاتهم بين المشاعر المُقدّسة تخفيفًا لأعباء وجهود المواصلات بين المشاعر.
وجاء قرار مجلس الوزراء في مايو من العام 2019 بإسناد تقديم الخدمة والصيانة لقطار المشاعر المقدسة لشركة «سار»، لتحقق الشركة تقدماً ملاحظاً في نقل حجاج بيت الله الحرام للمشاعر المقدسة بنقل أكثر من 2.333.748 حاجاً عام 2019 بزيادة نسبتها 13.8 % عن العام 2018 .
قطارات «سار» للشحن:
استمرت «سار» في رسم ملامح الخطوط الحديدية لتكون أكثر كفاءة وموثوقية وأداة تمكين مهمة للقطاعات الاقتصادية، فكانت البداية العام 2011 عبر «قطارات المعادن» في المملك ة انطلاقاً من دورها ومساهمتها في تحقيق رؤية المملكة 2030، إذ تمكنت «سار» من نقل أكثر من 58 مليون طن منذ العام 2011 وحتى شهر أكتوبر من العام الحالي 2020 بما أسهم في إزاحة أكثر من 4.5 مليون شاحنة عن الطرق للفترة ذاتها.
وتمتلك سار أكثر من 2000 عربة شحن و157 قاطرة تستهدف نقل أكثر من (10) ملايين طن سنوياً, فيما تعزز «قطارات البضائع» من خدمات الشحن العام بين 9 محطات، إذ يوفر قطار الدمام خدمة شحن الحاويات ما بين ميناء الملك عبد العزيز بالدمام، والميناء الجاف بالرّياض على نحوٍ آمن وسريع. وينقل القطار سنوياً ما يقارب 350 ألف حاوية، وتستهدف «سار» بحلول عام 2030م رفع الكفاءة التشغيلية لهذا الخط مع اكتمال مشروع ربط الجبيل-الدمام لتصل إلى حاجز 1.1 مليون حاوية.
السلامة:
حصدت «سار» جائزة السلامة الدولية لعام 2020، لثاني مرّة تواليًا من مجلس السلامة البريطاني، لتطبيقها أعلى معايير وإستراتيجيات السلامة في مقار العمل، والالتزام بالحفاظ على صحة وسلامة العملاء والمنسوبين من المخاطر والإصابات، والحد بشكل ملاحظ من وقوع الحوادث.
كما تتبنى سار منهج السلامة الأوروبي المُتقدّم (ETCS L2) والمستخدم في أطول شبكة قطارات في العالم التي تملكها «سار» والذي يهتم بمراقبة الإشارات وتحركات القطار ليهدف إلى تعزيز ورفع معايير السلامة وأنظمة الأمان، كما يقوم النظام على عوامل عدة منها خفض أعداد الحوادث على السكك الحديدية وزيادة الأمان والثقة في السكك الحديدية ورفع مُعدّلات نقل المعادن على متن قواطر الشحن وسككها, وتقليل الأخطاء البشرية التي قد تُسبب حوادث ضارّة, وتمكين الشباب السعودي بقيادة وإدارة الأنظمة المتطوّرة وصيانتها.
قطارات الركّاب:
(أطوال الشبكات والوجهات وسعة الإركاب لكل شبكة)
العام 2017 أطلقت «سار» خدمات نقل الركاب على مراحل عدة، إذ شملت المرحلة الأولى تسيير رحلات من محطة الرياض، مرورًا بالمجمعة، حتى محطة القصيم مع وصول عدد المسافرين على متن رحلاتها خلال العام الأول إلى 183 ألف راكب عبر 714 رحلة، تلتها محطة حائل ثم محطة الجوف في نوفمبر من العام 2018، وتمكنت الخطوط الحديدية من نقل أكثر من (2.9) مليون راكب خلال العام 2019 عبر شبكات الخطوط الحديدية الثلاث (الشمال - الشرق - الحرمين).
المعهد السعودي التقني للخطوط الحديدية «سرب»:
تهتم «سار» بتطوير وتدريب الكوادر الوطنية المتميزة في معهد «سرب» المُتخصّص في التدريب التقني والمهني لصناعة الخطوط الحديدية، ويقوم المعهد على شراكة مع كبرى المؤسسات والأكاديميات المُختصّة في المجال ليعمل من أجل تأهيل الكفاءات الوطنية الطموحة، حيث تجاوز عدد المُتقدِّمين في العام 2019 عن 11 آلاف مُتقدّم.
الإنجازات:
حقائق عن «سار»:
- تُدير «سار» أطول (شبكة) قطارات في العالم لنقل الركّاب والبضائع تعمل وفق نظام السلامة الأوروبي المُتقدّم (ETCS L2).
- تملك «سار» واحدًا من أطول عشر قطارات للشحن في العالم بطول إجمالي يتجاوز 3 كيلومترات للقطار الواحد.
- قطار الحرمين الشريفين من ضمن أسرع عشر قطارات للركاب في العالم بسرعة تصل إلى 300 كم/الساعة.
- نحو 3 ملايين راكب تم نقلهم عبر الشبكات الثلاث «الشمال- الشرق - الحرمين» لـ15 وجهة في عام 2019.
- تمتلك وتدير «سار» ثلاث شبكات رئيسة تمتد على مساحة 5.500 كم.