اليوم الأربعاء سنحتفل بالذكرى السادسة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله -.
وكأنها البارحة، حين نتذكر مقامه الرفيع يلقي كلمة أمام شعب هذا الوطن الكبير (المملكة العربية السعودية)، بثتها شاشة تلفزيوننا الرسمي، وفيها أكد سلمان بن عبدالعزيز الحازم أن المملكة في عهده ستستمر على النهج نفسه الذي سار عليه أسلافه، وأكد في كلمته تلك التي عزّى فيها الشعب السعودي بوفاة الملك عبدالله أننا - بحول الله وقوته - سنظل متمسكين بالنهج القويم الذي سارت عليه هذه الدولة منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز - رحمه الله - وعلى أيدي أبنائه من بعده - رحمهم الله -.
واعتبر الملك سلمان أن الحكم في وطننا أمانة عظمى، شاء الله أن يحملها، سائلاً الله أن يمده بعونه وتوفيقه.
إن كنا قبل شهر ونصف الشهر احتفلنا باليوم الوطني الـ90 فإننا سنحتفل هذا اليوم بمناسبة هي أغلى من الذهب، وهي أنصع من الألماس، ذكرى تولي هذا القائد الشجاع مقاليد الحكم، وتدشينه مرحلة صعبة من التحديات والتطوير.
من المستحيل أن نختصر إنجازات خادم الحرمين الشريفين في فترة توليه الحكم ضمن سطور معدودة؛ فما فعله سلمان بن عبدالعزيز تعتبر كل جزئية من تلكم الأفعال وحدها منفردة؛ تحتاج لحديث طويل مسهب. تكفي شجاعته في الإقدام على التغيير، وشجاعته في فتح صفحات جديدة، وشجاعته في دخول مراحل غير مسبوقة، عبر تحديث منظومات الدولة كافة، وتطويع الاستراتيجيات لتفتح مجالات واسعة للحريات وتمكين المرأة، وتنظيم جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والرياضية كافة، ومحاربة الفساد.
ستة أعوام من العمل اليومي مضت علينا، ووطننا يتبدل ويتطور، واجهنا تحديات كثيرة، ثبتنا في وجه أخطار أحاطت وهددت وطننا، ثبات ملكنا - أيده الله - وقوته وثقته بإخلاص شعبه، كانت هي السلاح الذي اعتمد عليه في دحر تلك التهديدات؛ إذ كلما استهدفت هذا الوطن الآمن خرج المخلصون من شعبه يدافعون عنه من دون دعوة أو طلب، سواء كان على الحدود أو في وسائل التواصل الاجتماعي. أي إساءة أو تطاول على ملكه يأتي ضده الرد قاسيًا وقويًّا من شعب سلمان بن عبدالعزيز؛ فهو يظل الرمز الذي نرتبط به، ويرتبط وطننا هذا باسمه.
الآن، وبعد ستة أعوام من المملكة العربية السعودية في أمانة ابنها البار الملك سلمان، تطلعنا وأملنا للمستقبل يبدأ عبر الدعاء لهذا القائد بطول العمر، وأن تتوالى السنون علينا - سنة بعد سنة - وذكرياتها ونحن في ظل قيادته وحكمته وحزمه وعزمه وأمله وإنسانيته.
ستة أعوام حقق فيها مشروع خادم الحرمين الشريفين الإصلاحي الكثير، وسنواصل البناء عليها سنوات - بإذن الله - في خدمة المملكة العربية السعودية وتطويرها وحمايتها، بتتالي الأجيال المخلصة الوفية، وبجهود التحسين والتطوير، والأهم بروح التغيير للأفضل.
في الذكرى السادسة لمقامكم الرفيع كملك نتمنى لكم العمر المديد يا خادم الحرمين الشريفين، وندعو الله أن ينصركم ويحميكم ويسدد خطاكم، وأن يحفظ وطنكم، وأن يزيده من فضله، وأن يديم عليه نعمه الظاهرة والباطنة، ويحفظها جل شأنه من الزوال.
سلمان بن عبدالعزيز، كل عام وأنت «الملك» الساكن في القلب؛ فالمملكة العربية السعودية وشعبها مدينون لك بالكثير.
** **
- عبدالله بن محمد بن حصوان