عبدالكريم الحمد
شكلت أيام الفيفا في كل موسم هاجسًا مرعبًا للاعبي الأندية ومدربيها وجماهيرها في العالم بسبب الإصابات التي قد يتعرض لها اللاعبون في هذه الأيام. وقد تتنوع أسباب تلك الإصابات، سواء لما يفرزه الإرهاق الذي يقع على اللاعب عندما يشد رحاله إلى معسكر منتخبه في مدينة أخرى أو دولة أخرى إن كان محترفًا خارجيًّا، أو بسبب قصر المدة الزمنية بين أكثر من مباراة خلال ذلك الأسبوع؛ لذا لجأ مدربو أندية عالمية للمطالبة باختصار أيام الفيفا، وكذلك اختصار تصفيات القارات المؤهلة لبطولة القارة وكأس العالم للمنتخبات. وتبقى تلك المطالبات وجهات نظر في إطار مهني مسؤول، تعبّر عن آراء ذوي الاختصاص في الأندية طالما أنها بعيدة عن التصيد والتحريض.
المباراة الودية الأولى التي خاضها المنتخب السعودي الأول لكرة القدم السبت الماضي أمام منتخب جامايكا شهدت خروج (سالم الدوسري وعبدالمجيد الصليهم وعبدالله الحمدان) بسبب الإصابات التي لحقت بهم أثناء مجريات المباراة الودية؛ وهو ما أثار جدلاً واسعًا في مواقع التواصل الاجتماعي نظرًا لعدد الإصابات، وللقيمة الفنية أيضًا للاعبين الثلاثة الذين قد تتضرر أنديتهم بفقدانهم مطلع الموسم الحالي الذي يشهد تنافسًا شرسًا منذ بدايته، وما ينتظر بعض تلك الأندية من لقاءات حساسة كالهلال والنصر؛ إذ يلتقيان في الجولة الخامسة دوريًّا، وكذلك اللقاء المرتقب في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، وكلاهما خلال الأيام القريبة القادمة.
الإصابات في كل الملاعب هي قضاء وقدر، سواء كانت مع النادي أو المنتخب. ويؤخذ على بعض الأجهزة اللياقية والطبية في المنتخبات إهمالها إمكانيات اللاعب اللياقية والبدنية؛ وهو ما يتسبب في تزايد فرص تعرضه لإصابات عضلية أو مفصلية بشكل أكبر. والمتمعن فيما حدث للاعبين الثلاثة في المنتخب من إصابات يجد أنها خارجة عن الإرادة، وليست تبعات تقصير من أجهزة المنتخب اللياقية والطبية كما يزعم بعض المتعصبين الذين فاق ولاؤهم لأنديتهم ولاءهم لمنتخب الوطن. فالقميص الأخضر تنتظره استحقاقات قارية وعالمية مهمة، تفوق استحقاقات بعض الأندية التي لا تتجاوز طموحاتها سوى الظفر ببطولة محلية.
وكإعلام سأبقى أنا وغيري الكثير من زملائي الإعلاميين مدافعين ومنافحين عن مصالح المنتخب واستقراره فنيًّا وإداريًّا في زمن طغى فيه إعلام الميول، وأعمى بصيرة أصحاب بعض المنابر والأقلام إلى أن وصل بهم الحد للتشكيك في الاختيارات والتغييرات، وتأليب الرأي العام ضاربين بعرض الحائط المصلحة العامة لمنتخب الوطن الذي يبحث مدربه ومسؤولوه عن استقرار ذهني لرسم خارطة طريق أمم آسيا وكأس العالم 2022.
قبل الختام
فئات معينة من إعلام وجماهير لم تترك المنتخب في حاله، وكأنه بات غريمًا تقليديًّا لناديها. قليلاً من الحكمة يا هؤلاء!!