فهد عبدالله الغانم السبيعي
عندما تهم وزارة سيادية عريقة مثل الحرس الوطني بدعم مسيرة موظفيها وتشجعهم على نيل أعلى الدرجات، والتناغم بينهم وبين مديريهم ومرؤوسيهم من جوانب متعددة أتت بمجملها حاجة ملحّة وتحدٍ لما نعيشه اليوم في عصر من التقدم والابتكارات والإنجازات التي بالطبع لن تقف عند حد معين، وفي ذلك {فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}.
لقد حرّك صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني في العشرين من شهر أغسطس من هذا العام (2020م) مقولة خالدة تتداول منذ سنوات وهي العبارة المشهورة «رجل ذو همة، يوقظ أمة» وذلك بتوجيهه الكريم بإطلاق مبادرة «همّتك» ضمن برنامج تطوير وزارة الحرس الوطني, التي تهدف إلى تكوين قاعدة بيانات تضم عدداً من أسماء منسوبي الوزارة من ذوي الخبرات لإشراكهم وإتاحة الفرصة لهم للعمل والممارسة مع استشاريين وخبراء من مختلف دول العالم.
يأتي ذلك في إطار الاستفادة من خبرات منسوبي وزارة الحرس الوطني وتعزيز مساهماتهم لتكون ضمن إطار مؤسسي، للمساعدة في تنفيذ عديد من المشاريع والمبادرات المستقبلية بالتعاون مع الخبرات الفنية والتقنية والإدارية المتراكمة داخل منظومة الوزارة.
مبادرة «همّتك» هي ذات مسارين رئيسين: الأول (ذوو الاختصاص)، ويهدف إلى الاستفادة من منسوبي وزارة الحرس الوطني والشؤون الصحية للاستنارة بخبراتهم كمستشارين ومتخصصين، غير متفرغين، في مسيرة مشاريع تطوير وزارة الحرس الوطني التي تتقاطع مع خبراتهم ومهاراتهم.
أما الثاني (أعضاء فرق العمل، ويهدف أيضاً إلى إشراك منسوبي وزارة الحرس الوطني والشؤون الصحية كأعضاء في فرق عمل مشاريع برنامج التطوير بناءً على خبراتهم ومهاراتهم، وسيتم إلحاق الأعضاء للاستعانة بهم في مشاريع التطوير لفترات محددة ليتسنى لهم الحصول على تدريب على رأس العمل، لتطوير مهاراتهم في شتى المجالات. كذلك المبادرة تتيح الفرصة لهم للعمل والممارسة مع استشاريين وخبراء عالميين.
بعد إطلاق سموه هذه المبادرة التي تستهدف من يريد أن يرتقي إلى المجد من المتميزين وذوي القدرات والابتكارات الذين يسعون إلى تكريس جهودهم في مجال عملهم الذي ينتمون إليه بكل وجدانية وهمة ونشاط. هذا جزء من حياتهم اليومية ويشعرون نحوه بالإخلاص والتفاني والمحبة والتقدير التي يحظون به داخل أروقة الوزارة.
داخل الحرس الوطني إنجازات ومبادرات تتميز بالعطاء اللا محدود من قبل الموظفين والموظفات، من مدنيين وعسكريين، الذين انخرطوا في هذه المبادرة ورحبوا بها، فحراكهم أشبه بخلية النحل التي تتميز بالانضباطية والإنتاجية وتطوير الذات. يقف خلف كل تميز تحظى به هذه الوزارة شاب وطني طموح ومسؤول ناجح يسعى وبكل حماس نحو تقدم ورقي وزارته العريقة، هو يريد أن يرى هذا القطاع وقد أخذ نصيبه من الاهتمام والتشجيع.
اهتم الأمير الخلوق ذو الفكر النيّر والنظرة الفريدة التي لامست تطلعات كل من ينتمي إلى وزارة تحقق الإنجازات تلو الأخرى ويهمها في المقام الأول تميز منسوبيها ومشاركتهم في الأعمال الناجحة. فمنذ أن وطئت أقدام الوزير هذه الوزارة بدأت عملية التطوير والتحديث بوتيرة مناسبة تتوافق مع طبيعة التغيير من أجل الاستفادة من التقنية الحديثة والكوادر البشرية المتميزة.. هو صاحب برامج شاملة وهمم سوف تؤتي ثمارها في السنوات المقبلة.
عبدالله بن بندر، وزير عالي الهمة، شغوف بالقمة التي لا تغيب عن أفكاره وخططه بأهدافها الواضحة، وهو يحمل رسالة وطنية سامية عنوانها الرقي والتقدم والمضي قدماً من تطور إلى آخر.
إن التميز مع الثقة والسعي للوصول إلى القمة هي بواعث على الفعل. يقول المتنبي: (رب همة أحيت أمة) هذه المقولة هي جزء من إيمان عبدالله بن بندر وهمته التي لا يرضى بها شخصياً إن لم تكن من أعلى الهمم وأفضلها.
يعي ويدرك جميع المنتسبين لهذه الوزارة في كافة قطاعاتها مدى الاهتمام اللافت من قبل مسؤوليها وقادتها لمواكبة ركب التطور الحضاري والإنساني نحو بناء وعطاء وابتكار وإنجاز تستفيد منه الأجيال المقبلة. فبالنية الصادقة والإرادة القوية مع المثابرة وبذل الجهود سوف تعانق المجد وتصبح فاعلاً في مجتمعك وفي عملك ومحبتك له، هي تعبر عن مدى شعورك وارتياحك النفسي والجسدي.
ولكن المهم قبل هذا وذاك هو أن تدرك أن لهمتك التي تريد لها المكانة التي تستحقها بأنه لا بد من تقوية عزيمتك وإصرارك. ومثابرتك وإخلاصك في عملك.. حافظ على مواعيدك.. وأنجز ما يوكل إليك بكل سرعة مع إتقان.. اتخذ من حسن الخلق عنواناً لتعاملك مع رئيسك وزملائك.. لا تفرح بما فعلت أو قمت به من إنجاز متميز.. ولا تتحدث عنه بكل فخر أو غرور، بل دع الآخرون يقيّمون وبالتالي سوف يشيدون بك وبإنجازك.
يعّبر العالم توماس أديسون عن همته ومدى اهتمامه بها فيقول: «لست أشعر ببرود الهمة لأن كل محاولة خاطئة أتخلى عنها هي خطوة تقودني للأمام». ويقول آخر: (إذا أوهن عزمك فاصنع من التعب سوطاً). أعلم يا عزيزي أن همتك مع هذه الوزارة ليست واحدة بل متعددة ومتنوعة صغيرة كانت أم كبيرة ولكنها تعشق التحدي وتنمية الذات الذي بدوره سوف ينعكس على إنجازاتك وأعمالك المتميزة التي أرضيت بها نفسك ورؤسائك الداعمين.
إن وتيرة الهمم ماضية في طرقها ولا تقف عند حد تجول العالم وتتلقفها أيدي المتميزين من ذوي الهمم العالية ربما تفوق الخيال أحياناً.. يصف أحد العلماء جانباً من علاقة البعض مع محيطه فيقول ديموقريطيوس: (من أعطى أخاه المال فقد أعطاه خزائنه، ومن أعطاه علمه ونصيحته فقد وهب له نفسه). همتك في عملك هي كل شيء يترك أثراً حميداً .. هو شعورك بالمسؤولية الذي يقودك إلى أسمى الأمنيات وأرقى الغايات، وإلى المجد والعلياء.
أنهل من الكتب الرائعة لعلماء كان لهم تجارب حيّة مع هذه الخصلة الرفيعة المستوى.. هناك «العادات السبع للناس الأكثر فعالية» لستيفن آر. كوفي، و»خطوات عظيمة» لأنتوني روبنز، و»السلم السحري للنجاح» لنابليون هيل، وأيضاً كتاب «100 طريقة لتحفيز نفسك» لمؤلفه ستيف تشاندلر، وأخيراً الكتاب المتميز لمحمد موسى الشريف تحت عنوان «الهمة طريق إلى القمة».
قال سمو ولي العهد، وملهم الشباب، وعراب الرؤية (2030) «همة السعوديين مثل جبل طويق ولن تنكسر إلا إذا أنهد هذا الجبل وتساوى بالأرض» لقد حوّل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - هذه العبارة الصادقة لخارطة طريق ملهمة نحو رؤيا جريئة تنبض بالتجارب، ومنصة متجددة في الابتكار وعلو الهمة لكافة شباب وشابات الوطن.
الحرس الوطني يدعم مسيرتك في كافة القطاعات المدنية والعسكرية والصحية والفنية والرياضية والاجتماعية، لذا فالأمل معقود على منسوبي ومنسوبات هذه الوزارة في حراك يسوده التفاعل المستمر والعمل الجاد من أجل (الهمم العالية) من إنجازات وابتكارات لترفع من مستواهم ومستوى قطاعهم المرموق.
إن مبادرة «همتك» تعني للمسؤول الأول في وزارة الحرس الأمير عبدالله بن بندر الشيء الكثير ومنحها الاهتمام والتشجيع الذي تستحقه، لأنها سوف تصب في صالح الإنسان في هذا الوطن الغالي عبر رؤية المملكة الكبرى (2030) المقبلة، كل المؤشرات تقود إلى أن هذه المبادرة ستقطف ثمارها اليانعة مبكراً، عبر محاولة تنمية الجوانب الإيجابية التي تتوافق مع التحول الجاد لمسيرة هذا القطاع الضخم.
روي عن (الفاروق)، عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: «لا تصغرّن همتكم، فإني لم أر أقعد عن المكرمات من صغر الهمم». هؤلاء يدركون بأنه لا مجال بأن يغفل أي جانب صغيراً أو كبيراً من أجل زيادة العطاء والإنتاجية، يقدمون مبادراتهم القيمة ولا يستصغرون أياً منها، فمسافة الألف ميل تبدأ بخطوة. «همتك» التي تريد لها النجاح عبر تحقيق الانجازات والابتكارات، ما هي إلا شموع كامنة بداخلك تنتظر الاشتعال، من يعشقون الدرجات العليا، وينمون قدراتهم، وينشرون إبداعاتهم القيّمة، يحتفل بها في كل عام، لتكون نبراساً حياً من أجل طريق منير.
خاتمة
«الطير يطير بجناحيه، والمرء يطير بهمته» - أمير الشعراء أحمد شوقي.