عبدالله الهاجري - «الجزيرة»:
بكل فخر، وتحت رئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- تستضيف المملكة العربية السعودية قمة قادة مجموعة العشرين في 21 و22 نوفمبر2020، وستنعقد القمة افتراضيًا للمرة الثانية فقط في تاريخ المجموعة، حيث كانت المرة الأولى خلال رئاستنا أيضاً بتاريخ 27 مارس 2020م، عندما اجتمع قدة العالم افتراضيًا 2020 وبشكل استثنائي في بداية جائحة كورونا المستجد.
وتلتزم رئاسة المملكة العربية السعودية لمجموعة العشرين بتقديم تجربة قمة قادة ناجحة لجميع المشاركين.
وسيكون اجتماع قمة قادة مجموعة العشرين، يوم السبت 21 فبراير في تمام الساعة الرابعة عصرًا بالكلمة الافتتاحية، وتستكمل يوم الأحد حيث ستكون الكلمة الختامية الساعة 6:45 مساء، يعقبها المؤتمر الصحفي الرئاسي بحضور معالي د. فهد المبارك ومعالي محمد الجدعان.
وفي رسالة سابقة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بمناسبة تسلم المملكة العربية السعودية رئاسة مجموعة العشرين لعام 2020م، رحب باسم شعب المملكة العربية السعودية وحكومتها، وأعلن حينها للعالم تفاؤلنا وسعينا إلى أن نبني للمجموعة بيئة حيوية للخروج بمبادرات ومخرجات تحقق آمال شعوب العالم.
وأضاف -حفظه الله- في كلمة له، بثَّها الموقع الإلكتروني الخاص بالقمة: «إن مجموعة العشرين منتدى عالمي، يجمع قادة ورؤساء وممثلين لكل القارات؛ وذلك للعمل بشكل جماعي، واقتراح حلول فعّالة ذات أثر إيجابي على العالم أجمع. وقد أدى المنتدى في العقد الماضي دورًا فاعلاً في معالجة الأزمة الاقتصادية، وإيجاد إصلاحات تعزز النمو والتنمية، وصياغة مناهج جماعية بشأن القضايا التي تستوجب التعاون الدولي».
وقال خادم الحرمين في سياق كلمته الترحيبية: «واليوم نواجه جميعًا مشهدًا عالمياً متغيرًا بسبب التغيرات المتسارعة تقنيًّا واقتصاديًّا وبيئيًّا وديموغرافيًّا. ولأن العالم يزداد ترابطًا يوماً بعد يوم تواجه دول مجموعة العشرين وشعوبها تحديات مشتركة. وفي ظل هذه التحديات فإن التعاون الدولي أصبح ضرورة ملحة لمواجهتها. ومن هذا المنطلق تؤمن المملكة العربية السعودية بفاعلية العمل متعدد الأطراف للتوصل إلى توافق ذي منفعة متبادلة، والتصدي للتحديات، وصنع فرص للبشرية».
وأشار الملك سلمان بن عبدالعزيز: «لدينا في مجموعة العشرين مسؤولية وفرصة مشتركة لتطوير التعاون إلى آفاق جديدة. ويتوجب علينا استثمار ذلك لتمكين الإنسان، وتمهيد الطريق للجميع نحو مستقبل أفضل، وسَنّ سياسات اقتصادية مستدامة لحماية كوكب الأرض. كما يتوجب علينا أن نمضي قُدمًا للمستقبل وفق رؤية طموحة وطويلة المدى، من شأنها أن تحقق أقصى استفادة من موجة الابتكار الحالية لتشكيل آفاق جديدة؛ لذلك ارتأت رئاسة المملكة العربية السعودية لمجموعة العشرين تنسيق العمل متعدد الأطراف في عام 2020 تحت عنوان (اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع). وتبعًا لهذا النهج سنبني على إنجازات مجموعة العشرين التي أثبتت القدرة على اتخاذ رؤية طويلة المدى للتحديات والفرص المستقبلية، والتعامل بفاعلية مع القضايا الملحة. ولضمان الشمولية، سنتشارك مع جميع أصحاب المصلحة والعلاقة، ومن ضمنهم مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص ومراكز الفكر والأبحاث الإقليمية والدولية. وسنضمن من خلال ذلك تعظيم القيم المضافة من الحلول المطروحة للجميع».
وتابع خادم الحرمين في كلمته: «وسيكون لاستضافة المملكة العربية السعودية أعمال مجموعة العشرين لأول مرة دور رئيس في تقديم منظور منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إضافة إلى وجهات نظر الدول النامية».
وأكد -حفظه الله-: «تمرُّ المملكة حالياً بتحوُّل تاريخي في ظل رؤية المملكة 2030 للوصول إلى مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح. ومن خلال هذه الرؤية ستعمل المملكة مع أعضاء مجموعة العشرين لتبادل الخبرات، وتعزيز التعاون الدولي بهدف إيجاد الحلول للقضايا الملحة للقرن الحادي والعشرين».
وختم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز كلمته بقوله: «ونتطلع لاستضافة زملائنا من قادة مجموعة العشرين بالرياض في نوفمبر 2020م/ ربيع الآخر 1442هـ، ونرحب بجميع المهتمين والخبراء من دول العالم، ومشاركة قصة وتراث المملكة العربية السعودية الغني، وصنع مستقبل زاهر وواعد للمنطقة والعالم».
ومجموعة العشرين هي «المنتدى الرئيس للتعاون الاقتصادي الدولي» وتضم مجموعة العشرين قادة من جميع القارات ويمثلون دولاً متقدمة وأخرى نامية، وتمثل الدول الأعضاء في مجموعة العشرين، مجتمعةً، نحو 80 % من الناتج الاقتصادي العالمي، وثلثي سكان العالم، وثلاثة أرباع حجم التجارة العالمية.
يجتمع ممثلون من دول مجموعة العشرين لمناقشة القضايا المالية والقضايا الاجتماعية والاقتصادية.
وأعضاء مجموعة العشرين هم: «المملكة العربية السعودية، اليابان، إيطاليا، الأرجنتين، أستراليا، البرازيل، المملكة المتحدة، كندا، الصين، الاتحاد الأوروبي، فرنسا، ألمانيا، الهند، إندونيسيا، جمهورية كوريا، المكسيك، روسيا، جنوب إفريقيا، تركيا والولايات المتحدة الأمريكية».
إضافة إلى أعضاء مجموعة العشرين، فإنه يتم دعوة دول أخرى للمشاركة كل سنة، والدول المدعوة في عامر2020 هي «سنغافورة، الأردن، سويسرا وإسبانيا».
فيما تم دعوة عدد من المنظمات الدولية وهي «منظمة الغذاء والزراعة، مجلس الاستقرار المالي، منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، صندوق النقد الدولي، منظمة العمل الدولية، منظمة التجارة العالمية، منظمة الصحة العالمية، مجموعة البنك الدولي والأمم المتحدة».
كما تم دعوة عدد من المنظمات الإقليمية وهي «رابطة دول جنوب شرق آسيا، البنك الإسلامي للتنمية، صندوق النقد العربي، الاتحاد الإفريقي، الشراكة الجديدة لتنمية إفريقيا ومجلس التعاون الخليجي».
الخطوات الأخيرة للشربا ووكلاء المالية نحو بيان القادة:
عقد الشربا ووكلاء وزراء المالية اجتماعهم نحو اختتام جدول أعمال ووضع الأساس لبيان ختامي قوي للقادة قبل قمة قادة مجموعة العشرين يوم 21 - 22 نوفمبر.
سيرأس الاجتماع معالي الدكتور فهد المبارك، الشربا السعودي والأستاذ عبدالعزيز الرشيد، مساعد وزير المالية للشؤون المالية والدولية والسياسات المالية.
سيكون هنالك اجتماع افتراضي لوزراء المالية في يوم 20 نوفمبر حيث سيناقشون فيه الاقتصاد العالمي قبل انعقاد قمة القادة في اليوم الذي يليه.
سدايا تستكمل استعدادها لإدارة وتشغيل أنظمة الاتصال المرئي لقمة قادة مجموعة العشرين المقبلة عبر منصة «بروق».
مواصلة لنجاحات رئاسة المملكة العربية السعودية لمجموعة العشرين هذا العام، وبإشراف الأمانة السعودية لمجموعة العشرين، أعلنت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) استكمال استعداداتها لإدارة أنظمة الاتصال المرئي لقمة مجموعة العشرين، التي تعقد هذا العام برئاسة المملكة العربية السعودية يومي 21 و22 من شهر نوفمبر الجاري تحت شعار «اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع»، وذلك من خلال منصة «بروق» للاتصال المرئي الآمن الخاصة بالمؤسسات الحكومية.
وتُعد «بروق» منصة اتصال مرئي آمن تديرها وتشغلها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) من خلال مركز المعلومات الوطني؛ الذراع التشغيلية لسدايا، لتقديم خدمات عقد الاجتماعات المهمة والحساسة الافتراضية عن بُعد حصراً للمؤسسات الحكومية بشكل عام، وقيادات الدولة بشكل خاص، بمستويات عالية من الأمان والموثوقية، وهي تسهم في خفض التكاليف التشغيلية والنفقات الخاصة بالاجتماعات الرسمية، وتختصر الوقت والجهد اللازمين لتنظيمها. وقد نجحت منصة «بروق» خلال الفترة الماضية في استضافة أكثر من 700 اجتماع رسمي محلي ودولي.
وقد نجحت المنصة في استضافة القمة الاستثنائية لقادة دول مجموعة العشرين التي استضافتها المملكة في شهر مارس الماضي عبر الاتصال المرئي، كما أنها تستخدم لتنظيم جلسات مجلس الوزراء، ومجلس الشورى، واجتماعات منظمة أوبك، إلى جانب العديد من الاجتماعات المهمة للجهات الحكومية وشبه الحكومية..
وتعمل (سدايا) على تشغيل منصة «بروق» من خلال الكوادر الوطنية الشابة ذات الكفاءة العالية، والتي تعمل بشكل متواصل من أجل تمكين الجهات الحكومية وتعزيز تواصلها عن بُعد مع مختلف الجهات المحلية والدولية، وعقد الاجتماعات بكل أمان وموثوقية، تحقيقاً لأحد أبرز الأهداف التي أُنشئت من أجلها المنصة، والتي تتمثل في الحرص على دعم استمرارية الأعمال خلال الظروف الطارئة، كالفترة التي نشهدها حالياً.
تمكين المرأة كعامل أساسي للانتعاش الاقتصادي
عقدت ندوة افتراضية بشأن تمكين المرأة كعامل أساسي للانتعاش الاقتصادي، وشارك في الندوة د.رهام الرسي، المستشارة الرئيسة لسياسات تمكين المرأة في مجموعة العشرين، ود.هالة التويجري رئيسة مسار المرأة، والسيدة رانيا النشار، الرئيس التنفيذي لسامبا ولتحالف «تمكين»، والسيدة سلمى الرشيد، شيربا مجموعة تواصل المرأة، والسيدة ميشيكو أخيل، المستشارة الخاصة للمساواة بين الجنسين الموارد البشرية، والسيدة كارلا أبيفن المساعدة التنفيذية في منتدى المرأة للاقتصاد والمجتمع، والسيد ستيفانو بيزكانيلا، المدير العام للتمكين للشؤون الدولية والعامة في الحكومة الإيطالية.
وصرحت د. هالة: «إن تمكين المرأة هو أولوية أساسية لرئاسة المملكة العربية السعودية لعام 2020، وقد تم أخذه بالاعتبار إجمالاً عبر مسارات عمل متعددة وكذلك عن طريق النهوض بتحالف تمكين».
تم إطلاق تحالف «تمكين» (EMPOWER) في أوساكا 2019 بعد اقتراح الشيربا الكندي، وتسارع تقدمه بشكل كبير في عام 2020 حيث أصبح التحالف فعالاً واجتمع أعضاؤه للمرة الأولى، وتأسس التحالف وامتد ليشمل على ممثلين من 24 دولة تم ترشيحهم لتمثيل جميع أعضاء مجموعة العشرين (عدا جنوب إفريقيا والصين) إضافة إلى تمثيل 6 من الدول الضيوف.
وذكرت السيدة رانيا النشار، الرئيس التنفيذي لسامبا وتحالف تمكين، أن التحالف يعمل هذا العام على تعزيز حضور المرأة في المناصب القيادية، حيث قالت: «مع وجود أعضاء تمكين من أربعة وعشرين بلداً لمواصلة ربط قادة القطاع الخاص في جميع هذه البلدان لتبادل أفضل الممارسات وتسريع التغيير - ولهذا السبب أنشأنا تقريرين رئيسين مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ومنظمة العمل الدولية لقياس تقدم المرأة وترقيها في المناصب القيادية».
ويقوم تحالف «تمكين» ببناء شبكة تحالف لدعم النهوض بالمرأة على الصعيد الدولي، كما وشارك السيد ستيفانو بيزكانيلا، المدير العام للتمكين، رؤية إيطاليا لدفع التحالف إلى الأمام وإلقاء الضوء على أهمية أن تتم إدارة التحالف وتمثيله من قبل القطاع الخاص الأمر الذي يعزز تأثيره المحتمل خلال الرئاسة الإيطالية.