د.عبدالعزيز الجار الله
الانتخابات الأمريكية أدخلت العالم في ركود سياسي واقتصادي واستثماري وإعلامي، الدول لا تخطو خطوة حتى ترى توجه أمريكا والسياسة الجديدة في الشرق الأوسط والنفط، حتى كورونا أصبح أمرها معلقا إلى يناير القادم عندما يتسلم الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، فقد ينتهي ملف كورونا أو يدخل في أطوار الحلول، مثل توافر اللقاحات والأدوية بكميات كبيرة، فالحياة في العالم الغربي والشرقي ينتظر خطوات أمريكا القادمة.
الإعلام نفسه الذي كان يسبق الحدث أصبح يترقب المؤشرات، هل سيكون انتقال الرئاسة بين ترامب بشكل سلس وطواعية، أم نرى تطورات كبيرة مثل ضرب المفاعل النووي الإيراني، والتعجيل في البيان الأمريكي في تصنيف الجماعة الحوثية في اليمن بجماعة إرهابية، هل تقفز أسعار النفط أو هبوط حاد.
الصين والروس والاتحاد الأوروبي التزموا الصمت في انتظار بايدن والتوجه الجديد للسياسة الأمريكية، وبقيت وسائل الإعلام في العالم في حالة عدم استقرار:
هل تعود إلى منهجية وأسلوب ما قبل ترامب تقود الأحداث ، وتعود العديد من وسائل الإعلام للعمل من جديد بعد أن عطلها ترامب وحيَّدها وربما أفشلها، وجعلها تدخل في خسائر مالية وإغلاق بعضها، أو تستمر على نهج ترامب في عزلتها والتقليل من شأنها وجعلها تدخل في مسلسل الخسائر السريعة، وتسريح موظفيها واتجاه بعضها لعمل العلاقات العامة، وإنتاج ميديا جديدة من عمل التسويق وبيع الخدمة الإعلامية؟.
حتى هذه اللحظة لا أحد يعلم ما سيحدث والمؤسسات الإعلامية تنتظر السياسة القادمة.. لكن المؤكد أن لاشيء سيبقى على حاله، ولا شيء سيعود إلى ماضيه لأن التقنية وتطوراتها السريعة والمتلاحقة غيرت آليات مهنة وصناعة وأدبيات وفلسفة الإعلام، حتى إعلام ترامب الذي همَّش وسائل الإعلام التقليدية والجديدة وقاد بنفسه إعلام ابتدعه، قد يتغير سريعاً بصورة لا أحد يتوقعها، ولا يمكن التكهن والتنبؤ بما ستكون، الأكيد أننا أمام تغيرات سريعة وتقنيات جديدة وتطور علمي مذهل.