إبراهيم بن جلال فضلون
سداسية: عطاء في اتجاهات عدة، باتت العاصمة السعودية الرياض محرك العالم وأحد مصبات القرارات المتعلقة بالمجتمع الدولي، وصانعة علاقات جمة، باتصالات مع زعماء العالم في الشرق والغرب لعقد الاتفاقيات الاقتصادية التي تدعم القرار السياسي للرياض في المحافل الدولية، لتصبح رئيسة قيادية بريادة عالمية لمجموعة العشرين، وتقدمها في التصنيفات العالمية المعتمدة ومؤشرات المنظمات الدولية؛ في كافة المجالات، إذ تصدرت السعودية مؤشر الدول الأكثر إصلاحًا على مستوى الأعمال والاقتصاد، وسجلت قفزات ملموسة في مؤشر التنافسية لبيئة الاقتصاد الداخلية؛ وهو ما يؤكد سلامة منهجية سير الرؤية والآليات التي تقوم على تنفيذها.
سداسية: نهج رسمها ملوكنا الكرام -يرحمهم الله-، وأبدع مُهندسها في سياساتها، الابن الخامس والعشرون للمؤسس، الذي أضاءت به الرياض للعالمية، حينما تم تعيينه أميراً لها بالنيابة، وهو في التاسعة عشرة من العمر، ثم أميراً لها بعد عام واحد، في 18 أبريل من عام 1955، حولها عبر أكثر من خمسة عقود، من بلدة متوسطة الحجم إلى إحدى أسرع العواصم نمواً في العالم العربي، بإنجازات ومشاريع كبرى، ليُتوج ملكاً بجهود تجاوزت الحدود، لتصل إلى قيادة جهود دولية وضمان استقرار المنطقة والعالم، عبر مجموعة العشرين، وما خاضته في تعزيز الاقتصاد العالمي، خصوصاً في فترة جائحة «كوفيد - 19»، واتفاقات السلام الأخيرة في مدينة جدة وقمم مكة، وغيرها.
سداسية: تولى خلالها الملك سلمان مقاليد الحكم، ليصف في أولى كلماته، بأن توليه الحُكم في البلاد خلفاً للملك الراحل، عبد الله بن عبد العزيز، بـ»الأمانة العظمى»، مؤكداً بأنه سيتمسك بالنهج القويم «الذي سارت عليه هذه الدولة منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبد العزيز - رحمه الله - وعلى أيدي أبنائه من بعده».
سداسية: حققت الكثير من الإصلاحات في مختلف الجوانب، الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية، وفي مجال حقوق الإنسان وتمكين المرأة، وغيرها، فأوجدت ترحيباً عالمياً غير مسبوق.. جعلت المملكة لاعباً رئيسياً في المنطقة، ومؤثراً في استقرار الاقتصاد العالمي. قد قال فيها الحكيم الملك سلمان: «سيكون لاستضافة المملكة العربية السعودية أعمال مجموعة العشرين لأول مرة دور رئيسي في تقديم منظور منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالإضافة إلى وجهات نظر الدول النامية».
سداسية: حظيت فيها البشرية برئاسة السعودية لقمة العشرين بعديد من البرامج الدولية التي تدعم الصحة العامة والاقتصاد العالمي والإنسانية، وتهدف إلى تمكين الإنسان وحماية الكوكب وتشكيل آفاق جديدة تحت هدف موحد هو «اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع». قدمت المملكة مبادرات حكومية للقطاع الخاص، وخصوصاً المنشآت الصغيرة والمتوسطة، شملت أكثر من 218 مليار ريال، ودعم القطاع الصحي بمبلغ 47 مليار ريال».
سداسية: بدأ نورها بكلمة خادم الحرمين الشريفين بمجلس الشورى الأسبوع الماضي، مشيداً بالدور الوطني قائلاً -سلمه الله-: «لقد أثمرت جهود بلادكم في التصدي المبكر للحد من آثار الجائحة، وهو ما ساهم في تدني انتشار العدوى، وانخفاض أعداد الحالات الحرجة، ولله الحمد».
سداسية: برؤية حالمة جعلت هامتنا كجبل طويق، فوق هام السحاب، كانت عماد التحولات السعودية في زمن قياسي، ونقاط ارتكاز للإنسان والمكان والزمان في مشروع متكامل، آخذ في التصاعد، منذ تولي الأمير محمد بن سلمان زمام رؤية أنبتت لنا الخير ببرامج سياسية واقتصادية واجتماعية نابضة لنقل المملكة إلى مصاف الدول المتقدمة بحنكته الثاقبة للمستقبل.. وسط إشادات دولية، غيّر بها الصورة النمطية للمملكة من مجرد مصدر نفطي إلى تريليونات اقتصادية مُتنوعة الموارد.
سداسية: كانت ملاذًا لارتكازها على عمق السعودية العربي والإسلامي، والقوة الاستثمارية الهائلة التي تمتلكها إلى جانب قدرتها على ربط القارات الثلاث بحكم موقعها الاستراتيجي بمشروع «نيوم»، ومع دوران عجلة العمل كان التوجه نحو تحريك صندوق الاستثمارات العامة، الذي يدير أصولاً بأكثر من 300 مليار دولار، أمرًا مهمًّا.
سداسية: تستحق مؤلفات في كتابة تاريخ لامس بمضامينه وجدان كل مواطن ومُقيم؛ بل والبشرية التي تنفست الصعداء برئاسة المملكة لمجموعة العشرين، رئاسة صنعت ولاءً لا نظير له، ورؤية لا حياد عنها في صياغة الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي السياسي والاقتصادي، كون المملكة رُكناً أساسياً لأمنه واستقراره وازدهاره، تنعكس آثارها على العالم العربي والإسلامي، بل والدولي لنراها على الجانب الأمريكي في كلمات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو: «نحن مصممون على التأكد أن العلاقة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية تبقى قوية حتى نتمكن من حماية أميركا»، وأن «المملكة العربية السعودية شريك مهم للأمن القومي للولايات المتحدة»، فماذا لو رفعت أياديها؟!!.
سداسية: القدرة والتأثير والجذب بقوتها الناعمة، التي مثلها العالم الأميركي جوزيف ناي: «القدرة على التأثير والجذب والإغراء دون إكراه أو دون استخدام القوة كوسيلة للإقناع»، لتحقيق إنجازات، عملت الدول على تبنيه بشكل لافت، وكان للمملكة دور بارز في تحقيق الإنجازات والفوز بالقوة الناعمة بشكل كبير، وخاصة أن السعودية على المستوى الاجتماعي تعد من الدول الأكثر تفاعلاً مع التقنيات الافتراضية ووسائل التواصل الاجتماعي، وتحتل أرقاماً مُتقدمة بين دول العالم.
سداسية: تُبقينا الأقوى دائماً، - فنسأل الله- عز وجل- أن يبارك ويسدد خطى ملكنا المُفدى وحكومتنا الرشيدة، وأن يُديم علينا وعلى وطننا الغالي الأمن والأمان والرخاء والازدهار، ويبقى القول الفصل، ألهمنا العالم بإرثنا وحاضرنا.