محمد ناصر الأسمري
من نعم الله جلَّ وعلا أن جعل لأناس فضائل وأفضال وحبَّب الناس فيهم وإليهم، وما جزاء الإحسان إلا الإحسان والذكر الحسن للإنسان عمر ثان.
أستذكر هنا الوزيرين حسن بن عبد الله آل الشيخ مديني المولد وزير التعليم العالي والذي درس في مكة المكرمة -رحمه الله - وحسين إبراهيم منصوري مكي المولد -رحمه الله - وزير المواصلات الذي عملت تحت رئاسته سنوات.
وجدت أن العزيز حمد عبد الله القاضي، وهو من الأوفياء والوفاء له سجية قد كتب كتاباً عن الشيخ حسن آل الشيخ عنوانه: الشيخ حسن آل الشيخ الإنسان الذي لم يرحل، دوَّن فيه لمحات عن حياة الراحل وما كان له من صفات الرجولة والنجدة والنخوة.
أما أنا فإني مدين للراحلين بالفضل والامتنان، فقد كانا معينين لي.
كنت مبتعثاً للدراسة العليا في الولايات المتحدة لدراسة الإعلام والاتصال. ومع حماس الشباب رغبت في التحدي لزملاء وزميلات في أن أحصل على درجتي ماجستير بدلاً من واحدة واتفقت مع مشرفي الأكاديمي أن يعطيني درجة إعادة وكتب الملحقية التعليمية في أمريكا بطلب تمديد البعثة ستة أشهر وذهبت المعاملة إلى لجنة ابتعاث الموظفين في وزارة التعليم العالي ولم تتم الموافقة لتعنت شخص فيها كان يرى أن التدريب يتوقف عنده.
أكملت متطلبات الحصول على الدرجتين في الاتصال communication
وفي أساليب تطوير النظم التعليمية وعدت للوطن.
وعرضت الأمر على الوزير حسين المنصوري، بمعاونة كريمة من الدكتور المهندس ناصر السلوم وكيل وزارة المواصلات الرئيس لي فقدما لي الشكر، وأبلغني الوزير المنصوري أنه هاتف الوزير حسن آل الشيخ لاحقاً لخطاب بطلب تمديد بعثتي. قابلت الوزير حسن آل الشيخ مبلغاً إليه تحيات معالي الوزير المنصوري. كان ودوداً مرحباً، وقال أنت يا ولدي تستحق التقدير ابتعثت للحصول على درجة وعدت باثنتين، وأنا إن شاء الله مساند لك.
عرض الأمر وأبلغ الوزير أن اللجنة قد رفضت ذلك سابقاً، فطلب معاليه إعداد محضر اللجنة بالموافقة وإعادته إليه، ثم وقَّع بصفته الرئيس، وقال أعيده لبقية الأعضاء فوقّع الأعضاء.
على أثر هذا تم صرف المستحقات المالية لفترة إيقاف البعثة أذكر هذا مستذكراً الشيخ حسن -رحمه الله - حين كان يأتي إلى شخص كان يعمل سائقاً له في الطائف وهو جار لنا وكنت صغيراً لا أعرف من هذا الشخص الذي يأتي لسائقه العم حميدو -رحمه الله.
وأستذكر الشيخ حسين فقد كان نعم الرجل الحاني الذي نلت منه الكثير من النصح والتوجيه.
الوزيران حسن وحسين أحسنا إلي كما غيري ولا أملك إلا الدعاء لهما بالرحمة والغفران.
ولا يذهب العرف بين الله والناس