أحمد المغلوث
شهدت المملكة مؤخرًا حدثًا على قدر كبير من الأهمية أرى ضرورة التوقف أمامه كما توقفت أمامه مختلف وسائل الإعلام في العالم، فبات والحق يقال حديث الجميع، خاصة وأنه يحدث في زمن صعب يعيشه العالم الواسع والشاسع بل وجميع عيون الدول الغنية والمتوسطة والفقيرة تتطلع اليه «بلهفة» وذلك لما سوف ينتج عن هذا «الحدث» الهام والأبرز هذه الأيام، وما سوف يتمخض عنه من قرارات ونتائج تهم هذه الدول وشعوبها.
هذه الشعوب التي باتت تعيش أوضاعا لا تحسد عليها مع عودة الإغلاق شبه التام وتراجع اقتصادياتها وتوقف صادراتها وحتى وارداتها، مما جعل قياداتها في حيرة من أمرهم لولا تلك الجهود الخيرة التي اتخذتها قيادة المملكة والتي تمت مناقشتها، بل إثارتها من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان من خلال كلمته في القمة حفظه الله، والذي تناول فيها مختلف الجوانب المتعلقة بما اتخذته المملكة من إجراءات احترازية لمواجهة جائحة كورونا المستجد، والتي شكلت صدمة غير مسبوقة طالت العالم أجمع خلال فترة وجيزة.
كما أن هذه الجائحة قد سببت للعالم خسائر اقتصادية واجتماعية وما زالت شعوبنا واقتصادياتنا تعاني من هذه الصدمة، وكلمة المليك تناقلتها وسائل الإعلام، بل راحت تقوم بتحليلها وإعادة نشرها، حيث تصدرت الصفحات الأولى في صحف العالم وعلى الأخص دول قمة العشرين. حيث نقلت اجزاء كثيرة من الكلمة، التي أشار فيها قائد الوطن إلى ما سوف تبذله «القمة» ومن خلال تعاون دولها من قصارى جهدها لتجاوز الأزمة الكورونية المقيتة من خلال التعاون الدولي. ونوه المليك بما تعهدت به قمة العشرين غير العادية في مارس الماضي من دعم مالي، 21 مليار دولار، مع حشد الموارد العاجلة. إن هدفنا العام هو اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع. وعلى الرغم من أن جائحة كورونا قد دفعتنا إلى إعادة توجيه تركيزنا بشكل سريع للتصدي لآثارها، إلا أن المحاور الرئيسية التي وضعناها تحت هذا الهدف العام -وهي تمكين الإنسان، والحفاظ على كوكب الأرض، وتشكيل آفاقٍ جديدة - لا تزال أساسية لتجاوز هذا التحدي العالمي وتشكيل مستقبلٍ أفضل لشعوبنا، وعلينا في المستقبل القريب أن نعالج مواطن الضعف التي ظهرت في هذه الأزمة، مع العمل على حماية الأرواح وسبل العيش، ونستبشر بالتقدم المحرز في إيجاد لقاحات وعلاجات وأدوات التشخيص لفيروس كورونا، كلمات ومقولات باتت تتردد على كل لسان في دول» قمة العشرين» وغيرها من الدول، فماذا يقول الواحد منا كمواطن أو مراقب أو ككاتب رأي وهو يشاهد ما قامت به قيادة الوطن الحكيمة من فعل وتأثير في هذه القمة وغيرها في الداخل والخارج من أدوار فاعلة ومبهرة جعلت المملكة في عيون العالم محط تقدير واعجاب كبيرين.. خاصة والعالم وعلاقاته ومصالحه تتغير أمام قوى جديدة وحسابات مختلفة تفرضها الأحداث والمتغيرات وحتى الكوارث والأوبئة كما هو حاصل مع وباء كورونا الذي تسبب في تراجع اقتصاديات دول عديدة، بل ودول غنية، ولولا الحياء لطلبت وبدون تردد المساعدة من صندوق النقد الدولي.. وماذا بعد؟ الا يحق لنا كمواطنين أن نفخر ونعتز بانتمائنا لهذه المملكة الشامخة والعالية. بل باتت «المملكة المبهرة» والتي مع إشراقة شمس كل يوم تتجدد عطاء واشعاعا أنار العالم، وأثار فيه مشاعر الاعجاب بعدما أثبتت، ومن خلال إدارتها لهذه القمة المتميزة بنجاح كبير، جدارتها وروعة قادتها.