حماد الثقفي
«نحن نؤمن أنّ هذه فرصة فريدة لتشكيل توافق عالمي بشأن القضايا الدولية عند استضافتنا لدُول العالم في المملكة».. هكذا أعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في أول يوم من إعلان استضافة المملكة للقمة، والتزامها خلال رئاستها لمجموعة العشرين بمواصلة العمل الذي انطلق من أوساكا وتعزيز التوافق العالمي.. قائدة بـ»قمة العالم» لأكبر الدول الصناعية في ظروف استثنائية عصفت بشتى الأقطار، مُتجاوزة سابقتها من القمم بنجاحات غير مسبوقة، حتى وقف العالم خلفها؛ لأنها المسؤولة عن واقعه ومُستقبله، وعن استقراره واستمرار أمنه، وعن تنميته وتقدمه وتطوره، فنهضت برؤى مُغايرة للتوقعات، حملت على عاتقها مسؤولية مواجهة التحديات الكُبرى التي تعيق مسيرته ونجاحه أياً كان حجمها ونوعها وحدّتها وتأثيرها حيث يولد الطموح في أرض الحجاز ورياضها بشكل افتراضي غير مسبوق استحقت وبجدارة ومن قبل انطلاقها بوصف القمة التاريخية، حيثُ تنهض الرؤى لتقود الأمجاد والحضارات التي سادت وتسود العالم، برسم المُستقبل عربياً وإسلامياً، ودولياً، برؤية أدهشت العقول وحيرت الاقتصاديين، متعمقة في حلقات إنجازاتها على مدار السنوات الثلاث الماضية، لتُلهم العالم بسعودية جديدة، ويكفيها الأرقام التي هي عين الواقع، والنتائج تتحدَّث عن نفسها.
ولا عجب إذاً أن تأتي كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، بافتتاح أعمال هذه القمة السباقة، وفي نفس الشهر الذي جددنا بالوفاء والولاء بيعته السادسة-أطال الله عمره- شاملة وافية، لما لحق العالم من زلازل اقتصادية، والتحدي المالي الكبير بعد الأزمة المالية التي تعرض لها العالم في عام 2008، نتج عنها إنشاء مجموعة G20 الاقتصادية للخروج من تلك الطامة العاصفة والنهوض بالاقتصاد العالمي بعد ذلك، وضرورة الإنسانية في أعمالها خاصة الدول الفقيرة، عبر تحقيق التوزيع العادل في اللقاحات المنتظرة، بأسعار ميسورة لجميع الشعوب، مع الدعم المالي العام بتخفيض مديونيات الدول غير القادرة على الالتزام والوفاء بمديونياتها على مدار خمس سنوات ومهلة عام آخر، ليتمكن العالم من النجاة بسفينته من أبحُر الركود الاقتصادية والأوبئة الفتاكة، وقد خرجت تطعيماتٌ ناجحة بنسب نجاحٍ تتجاوز 90 %، 95 %، بدعم القمة الاستثنائية وقيادة المملكة للوصول لهذا الإنجاز البشري الكبير وتوزيعه بشكل عادلٍ على مليارات البشر.. ومن الطبيعي أن المكان الذي يجمع زعماء العالم بأكثر من 80 في المائة من اقتصاد العالم، أن يجمع مُبدعيه وعباقرته في جميع المجالات، لنفع البشرية انطلاقاً من مملكة الإنسانية، ليبقى الخير في الأرض.
إنها مفخرة عربية جليلة تُقدمها المملكة العربية السعودية لدول وشعوب العالمين العربي والإسلامي، تُبين مَن وما قدراتها وإمكانياتها الزاخرة بفضل الله من عطاءات تتبوأ الإنجازات والنجاحات فيها المكانة الكُبرى، ودور المملكة في مواقفها لحماية استقرار الدول ورفض الفوضى والإرهاب.