خالد بن عبدالكريم الجاسر
«قمة الكبار»، «قمة التاريخ»، «قمة العالم»، «قمة الرياض» تقود سباق البشرية المحموم بجمع قادة العالم الاقتصادي من 19 دولة والاتحاد الأوربي في وطن الخيرات وقبلة المسلمين، ومأوى المُستقبل، لأنها خلقت نموذجاً إقليمياً مُتفرّداً في الاستثمار من خلال أهم مكوناته، وهي طاقاته المُحركة له، إنه «الإنسان»، وهو ما أكدت عليه كلمات الملك سلمان -حفظه الله- في مواقف عدة آخرها كلمته في افتتاح القمة وضرورة الاستعداد لانتشار أي أمراض في المستقبل وليس كورونا وحده، وكذلك ولي العهد في تصريحاته التي أعادت تموضع مملكة الاستباقية على خريطة الدول المُتقدِّمة في التعامل مع أعتى الملفات والأزمات وأساليب التصدي لها؛ من الإرهاب إلى جائحة «كورونا» من خلال برنامج سعودي طموح في ظروف استثنائية، بما لم يتكرر من قبل في تاريخ «مجموعة العشرين»، يكون شعارها التهام الفرص بمبدأ العدالة الاجتماعية وحصول الجميع على رعاية شاملة، وتوزيع اللقاحات بتكاليف يسيرة، ليكون ضخ أكثر من 11 تريليون قوة ومبلغاً يفوق ما ضُخ لتخفيف أضرار أزمة 2008 المالية بأربع مرات، إضافة إلى تحديات البطالة وسوق العمل، وهو ما انعكس على الأرض مع الاعتراف بالعوائق والصعوبات الشاقة، خاصة بالدول الفقيرة بإفريقيا، والتي قضى على أغلبها الوباء، لتقع في دوامة الفقر والمديونية المفرطة، لولا الرئاسة الحكيمة لـG20 ومعالجة الديون لأكثر من خمس سنوات وعام إضافي، بما يتجاوز نطاق مبادرة تعليق مدفوعات خدمة الدين، وهو المصادق عليه أيضاً من نادي باريس.
وكأن الرائي للواقع وأرقامه، يجد أن النجاح العالمي وانتشاله من بين براثن الإفلاس، قد بدأ منذ أن وعد الأمير محمد بن سلمان مواطنيه لحظة تدشين رؤيته الحالمة، بدءاً من الإنسان السعودي حتى ألهم العالم بالمملكة وما فيها من عبق التاريخ وأصالة وطاقات وإمكانيات انعكست على الجانب الإنساني والثقافي والتنموي، وما زامنها من اتخاذ قرارات شجاعة تم تعزيزها في الداخل بإصلاحات اجتماعية واقتصادية كبرى، بدأت من مُكافحة الفساد، وبتر أذرع التطرف والإرهاب ورفع مستوى الشفافية والمساءلة، وتمكين المرأة والمساواة بين الناس، وتمكين الشباب، وتعزيز رأس المال البشري والتحول نحو التقنية الرقمية.. لتتجه الأنظار إلى قمة الرُؤى بالرياض، لتعزيز التعاون الشمولي للمملكة مع شركائها في المجموعة بدورها الريادي التاريخي في مواجهة تحديات استثنائية، لتحقيق أهدافها التنموية، ولإيجاد تفاهم دولي حول قضايا الاقتصاد والتنمية وحرية التجارة وتدفق رؤوس الأموال، وبما يحقق للعالم استقراره وازدهاره.
من أجل ما سبق وغيره فالجميع حضر هذه القمة؛ بدولها ومؤسساتها المدنية، ووسائل الإعلام، ودعوة عدد من الدول من خارج «مجموعة العشرين» كما جرت العادة لحضور القمة، بهدف تحقيق التعافي العالمي وتشكيل مستقبل أفضل للجميع، بمخرجات قمة بهذا الحجم وهذا التأثير، لصناعة وتفصيل قضبان ذلك القطار البشري نحو الأمل والمستقبل الحالم بمقدمة هذه المجموعة الكبرى والريادة السعودية، ولعل للأرقام والإحصاءات دلائل لا تُخفى، كونها قرائن واثباتات واقعية، يُدرك منها الجميع، حُسن الريادة السعودية وقيادتها الحكيمة برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله.