عوض مانع القحطاني - الرياض / تصوير - فتحي كالي:
أطلع معالي وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ وسائل الاعلام المحلية والأجنبية على تجربة المملكة في مجال التعليم عن بعد على اثر جائحة كورونا، وعلى خطط الوزارة المستقبلية عن التعليم، وقد تم ذلك في المقر الرئيسي للفصول الافتراضية، حيث قام معالي نائب وزير التعليم د. عبد الرحمن العاصمي برفقة عدد من القيادات باعطاء تقارير مفصلة عن تجارب المملكة في هذا الشأن، وقد تحدثت المتحدثة باسم وزارة التعليم ابتسام الشهري لوسائل الاعلام عن مراحل تطبيق التعلم عن بعد في أنحاء المملكة والعوائق والمصاعب التي واجهت تطبيق هذا النظام ولكنها تجاوزت ذلك خلال أيام.
كما قدم الأستاذ / علي الزهراني مستشار وكيل التعليم والدكتورة شرين العوفي عن النجاحات التي حققتها رجال التعليم في مجال التعليم عن بعد.. وضربوا أروع المثل في تقديم الدراسة عن بعد من خلال هذه القنوات التعليمية التي تجاوزت 23 قناة تبث على مدار الساعة، ومن خلال تصوير كامل الحصص الدراسية ومن خلال (120) ساعة تصوير تلفزيونية يومياً.
وقالت الدكتورة العوفي: تعاملنا مع الأسرة كان صعباً، كيف تتعامل الأسرة مع الطالب من خلال هذه التقنية ولكن من خلال التدريب والتفاعل والممارسة أصبحت الأسرة تساهم مساهمة فعالة معنا، وأصبح لديها خبرة ونحن نقدر دور تفاعل المجتمع مع التعليم عن بعد.
كما قدم مدير مشروع دروسي، الأستاذ / طلحة المختار، تفاصيل كاملة عن الأستوديوهات والغرف الالكترونية التي تدار بكوادر سعودية ومن خلف الأبواب المغلقة، مشيراً إلى أن هناك ثلاث قنوات فضائية خاصة بالفئات الخاصة لعموم المراحل وقد شملت الجولة جميع المباني والأستوديوهات وقدم المعلمون والمعلمات نموذجاً لشرح التعليم عن بعد من خلال هذه القنوات وقد أثنى رجال الاعلام على هذه الجهود واعتبروها جهوداً جبارة.
وعقب ذلك قدمت مدير عام التعليم د. عهود الفارس تقريراً مصوراً عن التعليم في المملكة وعدد الطلاب والمدارس وعدد المعلمين والمشرفين وعدد مناطق المملكة.. كما تطرقت إلى الجوانب الاحترازية التي اتخذتها الوزارة لحماية المعلمين والطلاب في المدارس من هذه الجائحة والخطط التي وضعتها الوزارة بالاضافة إلى تجهيز المدارس بأحدث التقنيات والقنوات الفضائية التي تبث هذه الدروس للطلاب في منازلهم.
وعقب أن تجول معالي الوزير والإعلاميون في مواقع النقل المباشر للتعليم عن بعد، ألقى معالي الوزير آل الشيخ كلمة رحب فيها بالوفود الإعلامية، وقال عندما بدأت الجائحة كان لدينا 3 منصات وكنا نبث من خلال هذه المنصات، ولكن وجدنا أن جائحة كورونا تطول وهي مرحلة شاقة، وبدأت في إعداد الخطط اللازمة من خلال تحديث استوديوهات عالمية تبث التعليم عن بعد، والحمد لله بتضافر الجهود والزملاء في التعليم استطعنا أن نحول هذه المدرسة النموذجية إلى 20 استوديو.. وهذه تمكننا مستقبلاً من استخدامها بطرق مختلفة في مجال التعليم عن بعد.
وأوضح معاليه أنه في منهجية التعليم عن بعد تم استخدام (23 محطة تلفزيونية)، وانتقلنا إلى (اليوتيوب) بحيث تكون متاحة للأسر للدخول إلى موقع «مدرستي» وتغطي كل الدروس وكل دروس أصحاب الاحتياجات الخاصة بما فيها الاختبارات والقدرة على النقاش، كما أن بإمكان الطالب أخذ أفضل شرح للمعلم.. وتم تطوير جميع البرامج.
وبعد ذلك أجاب الوزير على أسئلة الصحفيين، ففي سؤال للجزيرة عما حققته الوزارة في التعليم عن بعد وماذا خسرت.. وماذا عن التعليم المدمج، قال معاليه هذه تجربة وهي تجربة ناجحة ونحن لدينا ما يقارب من 4 ملايين و800 ألف طالب وطالبة، موضحاً أن هناك 98 في المئة من الطلاب دخلوا مدرستي ويتابعوننا، علماً أننا كنا نتوقع أننا سوف نستهدف 70 في المئة، ولكن بعزيمة الرجال في التعليم حققنا هذا الرقم القياسي و30 إلى 40 في المئة يتم متابعتهم عن طريق «عين» يتم متابعتهم من قبل المدرسة.. مؤكداً معاليه أن «مدرستي» جاءت لكي تبقى مع التعليم وتتطور ويكون لها دور كبير جداً في التعليم الحضوري والمعلم يقدم درسه وهو في الفصل وتسجل لمن لم يتمكن من الحضور، ولذلك فالمنصة سوف تبقى على مستوى التعليم وسيكون هناك دراسات تطوير للمدارس الصغيرة والبعيدة والمناطق النائية والمدارس السعودية في الخارج.
وحول الفصل القادم بيَّن معاليه أنه لم يتضح شيء حتى هذا اليوم، ولكن هناك لجنة مشكلة و-ان شاء الله- سوف تتضح الرؤية عن التعليم عن بعد أو بالحضور في المدارس والجامعات عن بعد.. ونحن نعمل حالياً على تقويم الوضع ولدينا قرار من المقام السامي بالرفع عن الوضع الحالي والمتوقع من خلال التعاون مع وزارة الصحة، ومن خلال هذه اللجنة المشكلة وخصوصاً في الجامعات السعودية، حيث إن التقييم يتم كل أسبوع، وما يستجد وكذلك في التعليم العام، وتقريباً أوشكت الأمور على النهاية -بحول الله- وسوف تتضح الصورة خلال الأيام القادمة مع أوضاع جائحة كورونا في العالم وما يستجد من اللقاحات.
وبيَّن معاليه أن المملكة نجحت في إيصال التعليم عن بعد وسوف نقدم للعالم نموذجاً لهذه التجربة الناجحة، لأن التحديات التي واجهتها خلقت لنا فرصاً ونجاحات كبيرة.. سواء من ناحية قنوات «عين»، ومدارسنا المتكاملة وطريقة العمل، لإدارة أزمة التعليم عن بعد.. ومميزات هذا النظام الذي طبقته شركة الخدمات التعليمية من خلال مهندسين سعوديين وهذا فخر لنا جميعا فرب ضارة نافعة.. كيف حولنا هذه الجائحة إلى تحدٍّ ووصلنا إلى ما نريد على المدى الطويل.. وله فائدة عظيمة.
وقال معاليه: نحن نراجع وندقق جميع المناهج ونستبعد ما يشوه الدين أو يحرض على التطرف، ولن نتنازل عن أسسنا الثابتة في عقيدتنا السمحة، وهذه الأسس نبني عليها ونقيم عليها مناهجنا وكل الأنشطة لتحسين جودتها بما يخدم الوطن وحب الوطن وأمنه واستقراره.
وبين معاليه أن هناك مسؤولية مشتركة مع الإعلام والمسجد بالإضافة إلى دور المدارس في نبذ أي تطرف أو غلو، وجعل بلادنا منارة علم وللعالم، مبينا معاليه أن رؤيتنا هدفها تطوير التعليم وتطوير مخرجاته بما يحقق الفائدة المرجوة للطلاب في عموم المدارس.