علياء بنت خميس الزهراني
كثيرًا ما أقع في أسر التأمل، أمارس هذه العادة كطريقة للاستمتاع بالخلوة مع نفسي وإتقان فن مصاحبة الذات، فكم من الجموع الفكرية التي احتشدت في عقلي ثم ناقشتها ونقدتها وكتبتها بين عقلي وقلبي وأسود بها الورق الأبيض بين يدي!
وحين تكون شغوفًا محبًا لما تعمل فإن أقرب الأفكار وأكثرها خضوعًا للتأمل مع يقع في متناول يدك باستمرار وتتعامل معه بشكل مباشر، فمنذ عملت بالقطاع الأمني فهمت عن كثب أسرار تجليات الجهود الأمنية في هيئة حالة من الرخاء الأمني النادر!
أدركت أن هذا النوع من النعيم لا يتأتى من تلقاء نفسه ولا بمحاولات عادية، وأن الإنجاز في الأحوال الطارئة كمكائد الإرهاب ومفاجآت المشهد العام، لم تكن نجاحات استثنائية بمحض الصدفة، وأن القبض الحازم الصارم على مكامن زعزعة الأمن (أفرادًا كانوا أو جماعات جناية كانت أو دعابة)، أحد أسرار هذا الرخاء.
ومن هنا تلزمنا الإشادة بمن يراقب ويلاحظ ويحرك ويصدر التعليمات والإشارات من داخل قمرة القيادة الأمنية، وبالبواسل الذين يقتحمون حقول الألغام لتطهيرها لغيرهم، وبالكفاءات الفاعلين الذين لا ينكفئون لأي ظرف عن ممارسة أدوارهم المهمة والحساسة في رسم ملامح صورة أمن يحسدنا عليه العدو ويغبطنا عليه المحب من أنحاء العالم.
إن هذه النعمة البيِّنة ليست إلا تراكمات خبرة أمنية ضليعة في التصدي للإرهاب والإجرام وحصد الزعزعة من بواكيرها، وتعامل مرن وتفاعلي مع التغيّرات المصاحبة لتحول ونمو وتطور المجتمع.
هذا الأمن ببساطة بالغة، وبتجريد صادق منصف يفي بالقليل من غرض التمجيد لواقع الحس الأمني، حقيقته تحير الواصف وواقع الميادين هو الدليل الحسي الملموس لكل شاهد ومشاهد والذي ربما ينصف هذا العمل أكثر مما يمكن أن يُقال!
جهود جبارة وعمل مواز للمستجدات لا يهدأ وسباق للتنبوءات وفراسة تفتك أثناء الأحداث وعمل مسهب في المتابعة خلال الأحوال العادية، بعناية إلهية محيطة أولاً، ثم رعاية أبوية ملكية كريمة تتمثَّل في بذل كل ما يمكن بذله لديمومة استقرار المواطن والمقيم على هذه الأرض السخية الطيبة والعمل الدؤوب للقيادات الأمنية المخلصة والجنود الأبطال في خلفية المشهد الأمني، كل هذا وأكثر يتصدر واجهة الحياة بمملكتنا الحبيبة في هيئة هذا الأمن المستتب الذي نردد دوماً على أصدائه، اللَّهم أدم علينا الأمن والأمان.