عبدالمحسن بن عبدالرحمن بن عسكر
مما لا شك فيه أننا اعتدنا على معظم ما يُنتج في العالم من سلع يتم التعريف بها من خلال القنوات الإعلامية التقليدية مثل الصحافة والتلفاز وخلافه، لكن يبدو أن هذا سيصبح من الماضي نظراً إلى التغير الذي حصل على نمط الحياة لدى العامة في المعمورة والنقلة النوعية التي أحدثها التليفون النقال وإدخال تقنية الحاسب الآلي من خلالها مما حدا بمعظم شركات الهاتف للتنافس على إيجاد الجديد والحديث لخدمة المستهلك وتيسر ذلك له في المنزل.
وما حدث من وجود وسائل تواصل اجتماعي والنقلة النوعية لتلك الوسائط جعلت المستهلك مدمناً على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وانستقرام وخلافه إلى استغلال ذلك وجعل تلك الوسائل بالمجان في مقابل ما تحصل عليه من مبالغ خيالية من الشركات لإيصال منتجاتهم للمستهلك وهو في داره دون دفع مبالغ طائلة للإبداع والبحث عن كيفية إيصال المنتج إلى المستهلك النهائي وبأقل تكلفة من الوسائل الاعتيادية واحتمالية نجاحها من عدمه تعتمد على أخذ وقت ثمين منه من خلال الإعلان التجاري وهنا بعض الإخصائيات عن وسائل التواصل الاجتماعي:
- وصل عدد مستخدمي التواصل الاجتماعي إلى 2.8 مليار مستخدم على مستوى العالم ما يمثل 37 في المائة من سكان العالم.
- يلجأ ما نسبته 95 في المائة من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إلى متابعة منتج معين.
- يقضي المستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي 69 في المائة من وقتهم عليها عبر الهواتف الذكية.
- هناك أكثر من 50 مليون شركة صغيرة تستخدم فيسبوك للتواصل مع عملائها.
- ما يقرب من 78 في المائة من المستخدمين الذين يتذمرون من خدمة ما أو علامة تجارية عبر تويتر يتلقون إجابة في خلال ساعة.
- تحظى أفضل العلامات التجارية على انستقرام بمعدل تفاعل يقارب 4.21 في المائة وهو أعلى 58 مرة من فيسبوك و120 مرة من تويتر.
- هناك ما يقدر بحوالي 1.5 مليار مستخدم نشط شهريا على يوتوب يقومون بالدخول الموقع مرة واحدة شهرياً على الأقل.
- عليه ومن خلال هذه الإحصائيات الحديثة يتضح مدى خطورة الإعلانات التجارية علينا وبالأخص فئة الشباب من الجنسين وإلى حد ما المرأة السعودية والتي مع الأسف يبدو أن وسائل التواصل أخذت الكثير من وقتها وفكرها وعطائها وخاصة فيما يبدو من متابعة بعض المشاهير عن بعد وهو في الواقع وسيلة من إحدى وسائل الإعلانات الدعائية التي ما إن تصبح المرأة حتى تتطلع عن ما هو معروض في التواصل الاجتماعي والبحث عن الشراء لحاجة أو عدم حاجة فقط لاشباع رغبات ما تم دسه في هذه الوسائط وأصبحنا بطريقة أو أخرى مدمنين على سلع ربما لسنا بحاجة لها في حياتنا فقط لأنها دخلت بيوتنا من خلال أجهزتنا.
- كذلك هناك ما يسمى بالطلبات عن طريق مواقع أمازون وخلافها بل أحياناً ليست بعيدة عن منازلنا إما سلع استهلاكية أو ترفيهية لغرض أشباع مواكبة ما يسمى trend توجه المجتمع.
- بالاستفادة من شراء احتياجاتنا من خلال الإنترنت كما هو الحال في معظم الدول الآن ولكننا يبدو أن لنا خصوصيتنا حتى أننا تجاوزنا ذلك وأصبحنا مثل المدمنين على ذلك وهذا في اعتقادي سلوك ربما له آثار جانبية على المدى البعيد منها على سبيل المثال لا الحصر.
- عدم إنتاجية مجتمع لا يصنع رغيف عيشه.
- الاتكالية على الأسواق العالمية في كل صغيرة وكبيرة.
- عدم وجود ثقافة الادخار.
- قلة التخطيط والإبداع ووضع أولويات لاحتياجاتنا.
وفي الختام نصبح ضحية بين التاجر والمشاهير ووسائل التواصل الاجتماعي من خلال الإدمان على الطلبات غير الأساسية في حياتنا وعدم التركيز على الإنتاجية والإبداع كما هي من أولويات رؤية 2030 ونصبح بلداً استهلاكي بالدرجة الأولى تحت مظلة المشاهير وعبر وسائل التواصل الاجتماعي.