د. عبدالعزيز بن عبداللطيف آل الشيخ
يذكرنا الأستاذ الدكتور رمزي الزهراني، الأستاذ بقسم الجغرافيا، جامعة أم القرى بقرب مضي أربعين عامًا على التوصية الذي اتخذها اللقاء الأول لأقسام الجغرافيا بجامعات المملكة، الذي عقد في رحاب جامعة أم القرى بمكة المكرمة، والذي أوصى بتنشيط الجمعية الجغرافية السعودية بجامعة الملك سعود، وتوالت الندوات الجغرافية لأقسام الجغرافيا بجامعات المملكة خلال السنوات الماضية. ويرى الدكتور الزهراني أنه من المهم عقد نشاط ما للاحتفال بهذه المناسبة، بمناسبة التوصية بتنشيط الجمعية الجغرافية السعودية في موعدها كما يليق بها، لا سيما أن الجيل الحديث ربما لا يعلم عنها الكثير، بعد أن خف وهجها. وحتى نضع النقاط على الحروف، فليكن المتحدثون ممن حضروا هذا اللقاء الأول الذين مازالوا معنا حفظهم الله، تقديراً وتكريماً وعرفاناً بالجميل لجيل الرواد، ومن ثم يحدد مصير ومستقبل ندوات أقسام الجغرافيا. والوفاء من شيم الكرام. تعاقب على رئاسة مجلس إدارة الجمعية عدد من أعضاء هيئة التدريس بقسم الجغرافيا بجامعة الملك سعود، وكانت مجالس إدارتها تتكون من أعضاء من عدد من أقسام الجغرافيا بجامعات المملكة ومارست نشاطاتها المتعددة والمتنوعة المتمثلة في عقد الندوات العلمية والمحاضرات والنشر العلمي من خلال مجلتها العلمية المحكمة، وقامت الجمعية برحلات خارج الوطن، إلى بلاد عربية وإسلامية، وكذلك عقدت جمعياتها العمومية كل عام في عدد من أقسام الجغرافيا بجامعات المملكة، وحظيت هذه الاجتماعات بتأييد مادي ومعنوي من أصحاب السمو أمراء المناطق، وكان ذلك التأييد رافدًا للجمعية ومسانداً لها، ونتيجة لنشاطاتها المتنوعة والمتعددة حصلت الجمعية على مركز متقدم ضمن الجمعيات العلمية بجامعة الملك سعود. وفي الآونة الأخيرة بدأت الجمعية باستضافة عدد من الندوات والمحاضرات وبثها عبر منصات الإتصال من بعد ومن ذلك ما يتعلق بطبيعة تخصص الجغرافيا ومنهجياتها، كما شملت ندوات تتعلق بقضايا تهم المجتمع ومن ذلك قضايا، تعنى بالموضوعات البشرية والطبيعية، وقضايا ذات بعد محلي وإقليمي وعالمي، كقضايا التصحر والتغير المناخي والكوارث والمخاطر الطبيعية في بيئات صحراوية وجبلية وسهلية وساحلية. وتستخدم في المحاضرات والندوات، التي تستضيفها، التقنيات الحديثة والمتمثلة في أنظمة المعلومات الجغرافية والاستشعار من بعد وغيرها من الأنظمة الجيو مكانية، كما اعتنت الجمعية بالمعاجم الجغافية لأسماء الأماكن الجغرافية وأصدرت موسوعة تختص بالأماكن الجغرافية في المملكة العربية السعودية باستخدام أحد البرامج الحاسوبية من مجموعة أوفيس، وأصدرت الجمعية عددًا من الكتب ومنها ما يختص بالجغرافيا الطبيعية والبشرية. وتتصل الجمعية بمؤسسات مهمة مثل: الإدارة العامة للمساحة العسكرية ودارة الملك عبدالعزيز، وغيرهما من المؤسسات العامة والخاصة. ونظرًا لاشتراك الجمعية في الاتحاد الدولي الجغرافي، أصبحت بذلك ممثلة للمملكة في ذلكم الاتحاد، ويحضر رئيس مجلس إدارة الجمعية اجتماعات الاتحاد الدورية، التي تنعقد إقليميًا كل عامين ودولياً كل أربع سنوات، كما استضافت الجمعية الملتقى الثالث لأقسام الجغرافيا بالوطن العربي، والذي بحث في قضايا المدن الكبرى في البلدان العربية. ومن أجل ذلك، وكما ذكرنا سابقاً، حظيت الجمعية بمركز متقدم ضمن الجمعيات العلمية بجامعة الملك سعود. فهنيئاً لنا بهذه الجمعية العلمية وبأعمالها ونشاطاتها المتميزة، التي تصب في تطوير علم الجغرافيا ويستفيد منها الوطن الغالي في شتى المجالات بحول الله تعالى، الشكر يوجه للقائمين على الجمعية وللمساندين والداعمين لها ولمن أسهم في تطويرها وتعاقب على إدارتها، فلنحتفل بمرور أربعة عقود من العمل الجاد والمثمر من أجل العلم والوطن ومواطنيه.