كنت في الرياض قبل أسبوعين لزيارة ابنتي بعد وضع مولودتها الجديدة، لم تكن الرياض التي تركتها قبل عام بعد زيارة خاطفة، وحتماً لن تكون الرياض بعد عامٍ آخر.
فهي في ورشة تطور عملية مستمرة ووثابة وشامخة، مركز أعمال متطور لجميع أبناء الخليج والعالم، وحركة تجارية متواصلة لا تجد البيروقراطية لتنام في أدراج الوزارات، بل حتى مسئوليها ممن يتصدرون المشهد الحكومي ليسوا هم من عهدناهم في الحكومات العربية التقليدية (كِتابُنا وكِتابكم)، بل يُخيَّل إليَّ أن المسئول إن لم يطور من نفسه ومن العمل سيستغنى عن خدماته فوراً، ولن تتحمل الدولة تكلفة فشله أو اجتهاداته الخاطئة، فهم قرروا قاعدة : إما تنجح أو تنجح.
لهذا اهتمت الشقيقة الكبرى بتوفير جميع الخدمات اللوجستية حتى ينجح المستثمر وكل من يضع أمواله في بيئة آمنة ومحققة للنجاح.
هذا الاقتصاد الجبار وتلك البيئة النشطة والآمنة، جعلت من الشقيقة الكبرى محط إعجاب العالم قبل إعجابنا وتقديرنا نحن الإخوة الأشقاء القريبين منها.
فلا غرابة أن تنجح وأن تقود وأن يُنظر لقيادتها بفخر واعتزاز، حكمة الكبار ونشاط وحيوية الشباب ممثلة في قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الشاب الطموح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظهما الله ورعاهما-.
كمواطن خليجي وعربي ومن هذه الأمة، عليَّ أن أفخر بما تحقق وبما أُنجز، إن العالم تقوده الرياض خلال أشهر معدودة لمواجهة التحديات.
كانت البداية في شهر مارس الماضي من هذا العام عندما دعا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان إلى مؤتمر عالمي للتصدي لتبعات الجائحة الوبائية كوفيد - 19 على الاقتصاد العالمي، والثانية قبل يومين باستضافة الرياض عاصمة العرب قمة مجموعة الـ 20 وإطلاق مبادرات سعودية حظيت بتقدير واحترام شعوب العالم أجمع.
كيف لي ألا أفتخر كمواطن وكمراقب سياسي خليجي بهذا النجاح الباهر الذي حققته الشقيقة الكبرى وقيادتها الحكيمة، فيكفي أن مليار إنسان استفاد من تعليق الديون بمبادرة كريمة من السعودية تقدمها للشعوب الأكثر فقراً، بالإضافة إلى عدد من المبادرات الطموحة جداً لدعم الاقتصاد العالمي وإصلاح منظمة التجارة العالمية مع دعم الجهود الدولية لتوفير لقاح مواجهة فايروس كوفيد - 19 الذي قضى على أكثر من مليون إنسان.
انتابتني مجموعة من مشاعر الفخر والاعتزاز بقادة أمثال جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الشاب المتواضع والصارم والحازم الأمير محمد بن سلمان، وهم يتحدثون عن دعم مشاريع الطاقة النظيفة، فيما شرح الوزراء المعنيون في المؤتمر الصحفي بختام قمة مجموعة الـ20 أن مليارات من الدولارات قد رصدت لتحقيق أهداف الطاقة النظيفة للمحافظة على الإنسان والكوكب.
هناك رسالة واضحة تقدمها العربية السعودية للعالم، بأن هناك دولاً بالإقليم تضع إمكاناتها ومواردها وموارد شعبها من أجل نشر الخراب والتدمير وصنع المؤامرات وقتل الإنسان وإهدار الموارد، فإن هناك دولاً تصنع المستحيل وتضع كل إمكاناتها من أجل أن يسعد الإنسان وحمايته من الوباء القاتل وتوفير سبل عيش كريمة وبديمومة للإنسانية كلها.
فأي الدولتين تستحق الحياة والدعم وبنفس الوقت الدعاء لها ولقادتها بالتوفيق.
بتقديري الدعاء لها لا يكفي دون أن نبذل الأسباب كلٍّ من جانبه في مساعدة بعضنا وأن نمنع الاختراق الذي يستهدف وجودنا الخليجي واستقرارنا وأمننا، فكلٌّ منا خفير وراعٍ مسئول عن رعيته في أسرته وأبنائه من ألا نُخترق كل من قِبله، في ظل زحمة الاستهداف المقصودة لأمننا الخليجي والقومي الذي تمثله الرياض وعواصم الدول الخليجية العربية، وأنا هنا أضيف لأمننا القومي القاهرة وعمان الأردن، وصولاً لتعافي بقية منظومتنا العربية -بإذن الله- مما أرادوا لنا من خراب ممنهج قاده وخطط له بعض الأشقاء للأسف.
قادتنا نجحوا، وعلينا نحن كشعوبهم الخليجية أن نساعدهم في هذا النجاح، لنكون شركاء في التنمية المستدامة التي نعيش أجواءها الآمنة المطمئنة ونحن نسير ضمن دولنا من الكويت مروراً بمناطق وقرى الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية وحتى تصل إلى ابوظبي ومدن الامارات الشقيقة ومدن سلطنة عمان ولا تخشى أحداً ولا تخاف من سلب أو نهب أو اعتراض لسيرك، وأكاد أجزم أننا نفتح أبواب دواويننا دون خوف من أحد. أليس ذلك نعمة تستحق الشكر لله سبحانه ودعم ولاة الأمر.
ألا يستحق قادتنا أن نفتخر بهم وقد جنبونا الفتن التي عصفت بدول أخرى فأهلكت الأخضر واليابس وزادت من آلام الناس.
ما لكم كيف تحكمون؟!.
** **
خضير العنزي - النائب السابق بمجلس الأمة الكويتي