شريفة الشملان
يسعدني أن أرحب بمعالي أمين المنطقة الشرقية، وأثني على الجهود الجميلة التي كللت الشرقية عمومًا بالأخضر والزهور، كما لا ننسى الجماليات التي وُضعت هنا وهناك. ولعلي أشكره والمجلس البلدي على جمال فن الرسم على جدران بعض البنايات في شارع الخليج بالدمام، وأملى أن تضاف كلمة (العربي) فلا يبقى الخليج لا يعرف نفسه.
الدمام الخضراء المزهرة كما نتمناها، خاصة في محاذاة بعض الشوارع الرئيسية، وأهمها شارع الأمير محمد بن فهد الذي يخترق مدينة الدمام، هذا الشارع الجميل عند المنطقة قرب الخليج العربي حيث المقاهي الجميلة والمحال التجارية والمطاعم المرفهة جدًّا، هذا شيء يسعدنا جميعًا، وإن كان يعز علينا أن تسمح البلدية بوضع أسماء أجنبية بعضها مضحك، ولا يتناغم مع خدمات بعض المطاعم التي تحمل اسمًا غربيًّا وهي تقدم أكلات شعبية كالفول والفلافل والكبسة!
ما زلت سيدي الأمين أقدّم الشكر على جعل الدمام عروسًا للشرقية، وهي تلبس أجمل حللها في هذا الفصل الرائع، فيفخر أهلها ومَن سكنها، وتفتح ذراعيها لضيوفها.
الدمام تلك الصغيرة التي دخلناها ببساطتها وعذرية أرضها وسمائها، والكهرباء التي تنقطع ساعات وتعود سويعات، صارت مدينة، توسعت ومُلئت صحراؤها بيوتًا وشوارع.
هذه التي سآخذ معاليكم بجولة في نواقصها، وأضع المجلس البلدي وأعضاءه ومراقبيه أمام مسؤوليتهم وحق المواطن عليهم.
البداية: نحن نتجول بكل فرح في الواجهة البحرية، جمال الاخضرار، وأماكن واسعة جميلة، وملاعب للصغار، أماكن للجلوس ومظلات، كل ذلك جميل، ويسعدنا الشد على أياديكم. لا شك أن التقارير اليومية وربما الأسبوعية تصل معاليكم. الأمور كلها تمام، خضرة ومياه، ووجوه مستبشرة.. لكن يا سيدي ليست تمامًا؛ هل أخبر المراقبون بتقاريرهم عن رداءة الأوضاع لدرجة الخوف على الصحة العامة، وعلى انزلاق الصغار والكبار في دورات المياه؟ هل قالوا بتقاريرهم بضرورة الإصلاح؟ إن كانوا قالوا فهم أدوا عملهم أو جزءًا منه، وإن لم يقولوا فيجب محاسبتهم.
يا سيدي، ولك الكرامة وللقراء الكرام، هل ممكن أن يخطر على بال واجهة بهذا الجمال والكبر أن يوجد بها مرافق بهذا السوء؟ وهل حدثوك عن أن المكان تفترشه القاذورات، وأن من يرتادوه سواء من مواطنين أو من ضيوف على البلد لا يبالون بمستوى النظافة، ويتركون المكان يشكو من سوء التصرف، ويشكو من ظلم ما يفعلون؟
جزيرة المرجان الجميلة الوصول لها وحده نزهة، أضف لذلك كونها مقسمة لأماكن لطيفة وجميلة، عبر ساقية من البحر نصلها، شكلها دائري؛ إذ البحر يحيطنا من جميع الجهات. هناك (الملوية) التي في الصعود لها جمال، ومطالعة الخليج العربي نعمة أخرى. نعم نجد بعض القاذورات هنا وهناك. لا بأس، دائمًا نُحضر أدواتنا لجعل المكان لائقًا للجلوس، لكن الشيء الذي لا نستطيع إحضاره هو -والكرامة لك وللجميع- المرافق الصحية التي نخشى على الكبار قبل الصغار من وضعها. ألم يخبروك بتقاريرهم الأسبوعية أو الشهرية عن ذلك؟
معالي أميننا، وأنا أصحبك لها لتحكم معاليكم، فهل نفكر معًا باستثمار تلك المواقع، والدولة تضع الاستثمار في كل مكان موضعًا واضحًا في مسيرتها؟ فلقد رأينا خططًا استثمارية في كل مكان. النظافة يا سيدي تفرض (مخالفة) مادية، تؤخذ على من يترك أوساخًا، وبالوقت نفسه ستأتي ثمارها سريعًا. الناس لا تقطع إشارة المرور لأنها تخشى دفع المخالفة، وكذا لن تملأ المكان قاذورات لأنها ستخشى الدفع (اضربهم على جيوبهم).
وقبل أن أنتهي أذكر أن كل تلك القاذورات تجلب القوارض، وأيضًا القطط بأشكالها، وربما أمراضها، ولا ننسى الغربان التي تنعق ما شاء لها.. وكما عرفنا، كلفت بلدية جدة الكثير لتتخلص منها، فلا يجب أن ننتظر دفع الكثير.
دورات المياه نرى أمرها سهلاً وبسيطًا: تُطرح مناقصة، وتُرمم، وتُصان من قِبل الجهة المشغِّلة، ويكون استعمالها بدفع مبالغ صغيرة، تؤمِّن نظافتها وصيانتها، مع مكاسب لمن يشغِّلها ويصونها. فأكبر عيب في هذا الزمن النظيف أن نجد أماكن لا ترقى لمستواه.
أشكر لك تحمُّلك، وسألقاك -بإذن الله- بمقالات أخرى، نزور مناطق أخرى في الدمام، وسنصحب معنا سادة أفاضل من موظفي الدولة.
لك فائق تحياتي واحترامي، وكذا للسيدات والسادة في المجلس البلدي.