سهوب بغدادي
فيما تبرز لنا العديد من القنوات والحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي الرامية لذات الهدف، مما يوضح أن الانتقادات الموقوتة تسير ضمن منظومة مؤدلجة بعناية وذلك ليس بالأمر الغريب. إذ تتنوَّع الأهداف من الكسب السريع - ماديًا ومعنويًا- إلى التضليل الإعلامي والذي يندرج ضمن سبل الحرب الإعلامية. في هذا الموطن، هل تعد الحملات الإعلامية مستهدفة لكيان ما أو خطة معينة؟ قد تكون مقننة وما سبق ذكره، بينما قد يستغل البعض -الجهات الإعلامية التي لا تتسم بالأمانة والمصداقية- لتحقيق الاستفادة واستغلال الحدث للحاق بالركب والدخول في الموجة وإن كان اقتحامها سيغرق الكيان وصورته الذهنية لدى المتلقي.على الرغم من ذلك، نجد المقتحمين يصرون على الفعل مرارًا.
أرى أن النهج العدائي مستمر حتى اللحظة وسيستمر ليطال أي إنجاز أو حدث كبيراً كان أو صغيراً، ولنا في الإنجازين الوطنيين خير برهان، بالاستناد إلى دراسة تم نشرها مؤخرًا نصت على أن نسبة الأخبار المزيّفة بقناة الجزيرة القطرية تتجاوز 85 % من إجمالي عناوين الأخبار اليومية والبرامج التلفزيونية الوثائقية والحوارية. كنت محظوظة إذ وقعت عيني أولاً ثم يدي على كتاب «الدعاية السياسية» لسعادة الدكتور غازي العمري الذي استطرد مشكوراً في الشرح الوافي حول ماهية الإعلام وانبثاق الوجه الإعلاني «البروباجندا» منه، الأمر الذي يستلزم التفرقة والوعي لدى المتلقي لتفنيده ومعرفة النهج والأهداف المنوطة به. أيضاً، قام كل سعادة الدكتور العمري وسعادة الدكتور سلطان المجيول بالدراسة المحكمة على المنهجَيْن الكمي والكيفي، مع استخدام التقنيات وقاعدة بيانات رصدت من خلالها عناوين نشرات الأخبار «المانشيت» والمحتويات المختلفة لبرامج متعددة في القناة، من ثم حلّلت فيها لغة الخطاب إعلامياً، وقامت بدراسة المضمون؛ لتؤكد النتيجة لاحقاً، أن القائمين على القناة يعملون ضمن أجندة تمررها عبر إطار إخباري زائف.
وبغض النظر عن معرفتنا بأن ليس كل ما يتردد في الأخبار صحيحاً، إذ توظّف القنوات الوجه الآخر والرأي مع إسقاط الرأي الآخر، والذي من شأنه تعزيز أجنداتها من خلال صحافة المواطن التي ترمز لأعضاء من العامة يلعبون دورًا فعَّالاً في عملية جمع ونشر الأخبار والمعلومات عبر صحافة الإنترنت ووسائله ومنصاته المتنوعة. في الوقت الذي تعد صحافة المواطن غير مهنية بالمعنى الحركي نستطيع تفسير استخدام شبكات ووسائل الإعلام «المهنية» -افتراضاً- لها. إن الوسائل الإعلامية في يومنا هذا وفي غالبيتها حادت عن مبادئ المهنية الإعلامية والأخلاقيات المتعارف عليها لتقع على شاكلتها وإن تعددت الأوجه. إلا أن الصورة الذهنية والهالة الإعلامية للوسيلة الإعلامية تلعب دوراً لا غنى عنه في تمرير هذه الأجندات الخفية والمقنعة بالمصداقية والشفافية والشعارات الخاوية، لذا ينتج عنها صدى مدوي دون تأثير. في الختام، أكبر دور المملكة والمواطنين وجميع العاملين لأجل الوطن وعكس صورته الحقة داخلياً وخارجياً وقد كان لنا في استضافة المملكة لقمة العشرين خير مثال من خلال دورها الريادي واللحظي في الاستجابة لاحتياجات العالم وتلمس أحواله إثر الجائحة الصحية العالمية، كان الهدف إلهام العالم، وتحقق الإلهام وأكثر من ذلك.
قيل في القيادة «الاختبار الحقيقي للقيادة يكمن في مدى جودة وحسن التصرف خلال الأزمات» ومن هنا انعكس حسن إدارة وتصرف المملكة العربية السعودية خلال الأزمة الصحية وتداعياتها الاقتصادية وما إلى ذلك، لتشكل مثالاً يحتذى به ونهجاً راسخاً للمستقبل - بإذن الله.