ليس هناك ما يؤكد أو ينفي بقاء من عدم بقاء الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون على قيد الحياة واستمرارها في ادارة الفنون بأنواعها وهي التي تأسست عام 1393 هـ ـ 1973 م، حيث يتساءل الكثير من الفنانين وبخاصة المسرحيون عن مصير الجمعية ومصير مسرحهم، وبرغم ان وزارة الثقافة بادرت بإنشاء العديد من الهيئات المعنية بالفنون والأدب، ومن بينها هيئة المسرح والفنون الأدائية، إلا أن المبادرة الخاصة بالمسرح لم تنزل على ارض الواقع من بعد تدشين المسرح الوطني والذي هدف الى دعم ابداعات المسرحيين السعوديين، وتعزيز إمكاناتهم في الفنون الأدائية، حيث تضمن التدشين في حينه ( 28 ـ 1 ـ 2020 م ) عرضاً مسرحياً بعنوان (درايش النور) مزيجاً بالتراجيديا والكوميديا والاستعراض الغنائي، وكان العرض لمدة ليلتين على مركز الملك فهد الثقافي، اعود لموضوعي وهو بقاء من عدم بقاء جمعية الثقافة والفنون واتساءل كمهتم بشئون المسرح، هل فعلاً ستنتهي الجمعية بعد ان غضت الوزارة الطرف عن اشراكها في برامجها المستقبلية؟ واعني بالتساؤل مسرح الجمعية الذي قدم عشرات العروض الاجتماعية والتجريبية على مدى ما يقارب نصف قرن مضى، فمازال المشهد رمادي اللون نسمع فيه ان الجمعية ستنضم للأندية الادبية، وهناك من يقول سيتم استبدال مسمى الجمعية بفروعها بمسمى بيوت الفن، أو تتحول الى مراكز ثقافية، وحتى الان لا يدري الفنان المسرحي ماذا سينتهي أمر الجمعية إليه؟ وكل ما يخشاه الفنان المسرحي الذي ولد ونشأ وترعرع بمسرح جمعية الثقافة والفنون، أن تسند مهام الفنون المسرحية الى شركات أو مؤسسات ربحية، وبالتالي تموت الجمعية ببطء وهي واقفة ! لكن في المقابل هناك من يرى ان الجمعية لم تعد قادرة على تنشيط فنونها وبالذات المسرح الاجتماعي المحبب للجمهور، مجرد تقدم مسرح التجريب والعبثي، له عروض محلية وليس له جمهور، وتسافر به خارجياً لمهرجانات بلا فائدة من فوائد السفر الخمس المعروفة ! فإذا ما صدقت الرواية بزوال الجمعية من خارطة الفن السعودي، فقد يعود صوت الفنان طلال مداح ليسمعنا اغنيته التي كتب كلماتها ولحنها له الفنان ابو بكر سالم رحمهما الله، ليعبران بلسان حال كل فنان مسرحي ( ذا اللي حصل من بعد .. ما قضيت اعشار السنين .. يتهدم المبنى .. وذاك الحب اللي ساسه متين .. مابين طرفة عين .. راح الحبيب الزين .. وراحت معه احلى .. ليالي حبي الغالي الثمين) أخيراً تقبلواحياتي وتحيات كل مسرحي ينتظر القرار، تبقى الجمعية أو يتهدم المبنى.
** **
- مشعل الرشيد