أ.د.عبدالله بن أحمد الفيفي
- تَعَلَّـقْ بِـرِجْلَـيْـكَ كيفَ تَـشاءْ
ودَعها على الأرضِ تَـمْشي السَّماءْ
خَـفافـيشُ هذي الـمَـغارةِ كُـثْـرٌ
وسَيِّـدُهـا أَنـْتَ هـذا الـمَسـاءْ!
* * *
تَـجَلَّى، تَغَنَّى، فأَشجَى الدَّياجِي،
غِـنـاءَ طَـبِـيْـبٍ بِـتـاريــخِ داءْ:
- سحائبُ نَحْلٍ كَـثِيْـفٍ وزَهْـرٍ
ولكـنَّ شَـهْدَ الخَـلايـا اصطِـفـاءْ
وأَعراسُكُـمْ مِـلْءُ هذا الـوُجـودِ
ولـكـنَّ أفـراحَــكَــمْ كالـدَّواءْ
مُـلَـبَّـسـةٌ بِـالعُـذوبَـةِ ، تُخـْـفِـي
مَـرارَةَ أَسـقـامِـكُـمْ والـرِّيـاءْ!
* * *
إلى أَيْنَ تَـقْـضُـونَ عُمْرَ اللَّيالـي؟
وعُـمْـرُ اللَّيالـي كَـحُـقٍّ خَـواءْ!
وما مِنْ رَصِيْـفٍ يُـؤَدِّيْ صَبـاحـًا
لِـغَـيْـرِ رَصِـيْـفِ مَـسـاءٍ هَـبـاءْ
جِــدارٌ يُـلَـحِّـنُـكُــمْ لِـجِـدارٍ
وعـاصِـفَـةٌ تَـسْـتَـهِـلُّ الغِـنـاءْ!
* * *
- أ(كُنْـفِيْشِيُـوْسُ)، تَرَفَّقْ بِأَوْراقِ
قَلْـبِـيْ ، ورُحـماكَ مِنْ ذا الرُّغـاءْ!
غَزونا الفَضاءَ، وجُسْنا الكَواكِبَ،
في الأَغـبِـيـاءِ بَـجَـسْـنا الذَّكـاءْ
وما كانَ يَـنْـقُـصُنا مِن خَـطـيـبٍ
ومـا كـانَ يُـعْــوِزُنــا مِن هُــذاءْ
خُطِـبْـنـا إلى أنْ تَشَظَّـى الخَطِيْبُ،
وحـتَّى تَـضاحَـكَ مِـنَّا البُـكـاءْ!
وإنَّـا لَـفِــيْ شُـغُـلٍ عَـن فَــراغٍ
مِـن الشُّـغْـلِ كـانَ يُظَـنُّ امْـتِـلاءْ
لَكِذْبُ الكَذُوْبِ الـمَفَوَّفُ أَشْهَى
مِـنَ الصِّدْقِ صِيْغَ صَفِيْـقَ الرِّداءْ
فـوَفِّـرْ عَـرِيكَـتَـكَ الفَـلسـفـيَّـةَ
بِـئْـسَ طَـعامُ العُـقـولِ الـغُـثـاءْ!
* * *
- فنادَى الحَكيمُ، بِشُرفَـةِ نَصِّـي:
مَساكِـنُـكُمْ: مَكـتَـبـاتُ الفَـنـاءْ
وتـاريخُـكُمْ : رِيْـشَـةٌ في مَـهَـبٍّ،
وقَـطْـرَةُ حِـبْرٍ بِـعَـيْنِ الـعَـمـاءْ
يَضُمُّ السَّكاكِـينَ لَـحْمُ الأَضاحي
ولَـحْمُ الـمَساكِـينِ ضَمَّ العَــراءْ
عَـلامَ الغُـرورُ؟ وفِـيمَ الشُّـرورُ؟
ولَستُمْ سِوَى حَفْـنَـةٍ مِن هَـواءْ!
وما جِـئْتُ دِيكًا لِسُوقِ (عُكاظٍ)؛
كَـلامِي كُـلُـومٌ، ووَعْـظِـي بَـلاءْ
تَـرَكْتُ لَكُمْ (قُسَّكَمْ)، فاشنِـقوهُ!
و(سَحبانَـكُمْ)، فاسحَبوهُ كَشَاءْ!
* * *
- رَسولُ الخَـفافـيشِ أَلْـقَى عَلينا
ثَـقِـيْلَ (صَوانِـيْـهِ) عَـبْرَ الفَـضاءْ
فَهِـمْنا جَـميعًا ، بِـرُغْمِ التَّـنائـي،
ورُغْـمِ تُـراثِ الـرُّؤوسِ الـدِّلاءْ!
* * *
خَـفافـيشُ هذي الحَـضارةِ كُـثْـرٌ
وأَنـبـلُـهـا صِـرتَ هذا الـوَبـاءْ!
... ... ...
- (الأستاذ بجامعة الملك سعود، بالرِّياض)