على سور مقبرة في نابولي كتب قاطنو تلك المدينة لافتة موجهة للأموات «لو تعلمون ماذا فاتكم»!
إشارة إلى الإعجاز الذي حققه ناديهم على حساب أثرى أثرياء أندية إيطاليا حينها في ثمانينيات القرن الماضي!
هذه العبارة تفصل بيني وبينها قارتان!!
ولكنني سأكتبها لمن سيقرأ هذا المقال وهو لم يبصر نور هذه الحياة.
يااااه، لو تعلم ماذا فاتك في عشرينيات هذا القرن!
حتمًا لو كنت هلاليًّا حينها فعليك فقط أن تحقق (كأس العالم)، وتحتكر كل بطولات الموسم حتى تهدأ نفسك! فأنت أمام بطل دوري وبطل كأس ملك وبطل آسيا!
السطر أعلاه ثقيل جدًّا، يكاد يهدم باقي المقال كما هدم الهلال مشروع النصر!
ما حققه الهلال هذا الموسم يندرج تحت وصف «الفسقة على أشدها»!
ضرب في جميع الاتجاهات، وتعنيف بحق كرة القدم!
تنمُّر.. تسديد فواتير.. جلد فاخر..
لا علامة استفهام ولا تعجب على سطور بطولاته، لا فواصل ولا نقطة نهاية!
إنه يستمر في الكتابة دون أن يفكّر في تلك الفوضى الجميلة التي تركها خلفه!
يرد الصاع بذراع.. ولا ينقطع نفسه إلا على منصة.
يقول نجيب محفوظ:
الخوف لا يمنع من الموت، ولكنه يمنع من الحياة!
كان الهلال كالعاصفة التي لا تخشى شيئًا!
الهلال كان العاصفة التي تمحو كل ما تواجهه دون أدنى ذرة من العاطفة!
لقد كان يهدم كل «مشروع» من طابقه الأول!
يربت على كتفه ليزيل غبار فوضاه.. ثم ماذا؟
وكأن شيئًا لم يكن!!
هل هذا كل شيء؟ إطلاقًا!
فالهلال لا يزال يصنع التاريخ، ويضع إمضاءاته على كل ورقة بطولة أمامه، ويحدد جغرافية القارة الرياضية بأكملها؛ ليرسم الحدود التي يريدها، والتي لا يريدها!
ياااه، لو تعلمون ماذا فاتكم!
** **
- علي المنهبي