مها محمد الشريف
احتفل محرك البحث العالمي غوغل باليوم الوطني الإماراتي الـ49، والذي يوافق يوم الأربعاء 2 ديسمبر، بوضع صورة العلم الإماراتي على صفحته، محملة بسمات مميزة تركز على الاهتمام بهذا التاريخ المجيد ليوم تحتفل به دولة الإمارات العربية المتحدة، بقيام اتحاد الإمارات السبع، وهذا التلاحم العظيم بين الحكومة والشعب في أبهى الصور وأجملها.
سياسة خارجية ملتزمة بالمواثيق الدولية تحظى بأهمية كبرى وتأييد الدول المتقدمة، تربطها بالمملكة العربية السعودية علاقات وثيقة تتوحد في كل المجالات والمصير، يجمع الشعبين إرث حقيقي من أواصر المحبة والتآخي، وانعكاس لتاريخ طويل بين البلدين، وفي جانب آخر، فإننا نتحدث عن دولة عصرية مزدهرة هكذا هو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في ذاكرة البشر والمكان الإماراتي والخليجي والعربي وأكثر من ذلك فقد تربع في قلب التاريخ، كثر هم الذين صنعوا تاريخاً لأنفسهم في أوطانهم، وفي أماكن عديدة على وجه الأرض، وكلٌ منهم كتب تاريخه بطريقته وحسب غاياته وأهدافه.
وثمة من صنع التاريخ بصنائعه الحميدة وترك الآخرين هم الذين يكتبونه، ويحفظونه، ويعلمونه أولادهم من بعدهم لا نقول إلا كان زايد رحمه الله وأفعاله باقية، لم يؤسس هذا الرجل ورفاقه من أصحاب السمو دولة بمفهومها الجغرافي فقط وإنما أسسوا حباً وألفةً وتعهد سقياها بروحه وأبوته وحكمته على مدى أربعة عقود أنفق خلالها المليارات لبناء نهضتها وتأسيس بنيتها.
لقد كان في ذاته نموذج الإنسان الإماراتي النقي، المحب للخير لكل الناس، ورب الأسرة الحكيم الذي يعطي كل ذي حقه ويجله كل أفرادها وهو الصارم في مواقف الحق هذه الروح التي سكنت نفوس أبنائه شعب الإمارات في عهده واحتفظوا بها من بعده كمنهج لحياتهم وعلاقتهم مع وطنهم وتعاملاتهم في بلدهم في كل ذكرى للوطن، تحفز الإنسان على النجاح وأوصلته إلى الفضاء وتقوم بواجباتها الإنسانية في جميع الدول التي تحتاج إلى المساعدة، اهتمامها بالصحة والتعليم والإسكان والتوظيف والنقل والاقتصاد عمل كامل وشامل منذ عهد المغفور له سمو الشيخ زايد إلى يومنا هذا، حيث لا يمكنك أن تذكر هذا الاسم فيأتيك لوحده دون أن تستحضر معه دولةً بكل حاضرها وماضيها.
يستعيدون زايد الخير الذي صنع مع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم دولةً حديثة ملأت أسماع وأبصار العالم اسمها الإمارات العربية المتحدة حين بدأت باتحاد إمارتيهما أبو ظبي ودبي واكتملت بسبع الإمارات عام 1971 وما غرسه من فضائل وإنجازات وولاء عظيم في نفوسهم لهذا الكيان وانتصر بالعدل وإعطاء كل ذي حقٍ حقه على الانتماء القبلي والتعدد المكاني فتشكل مجتمع منصهرٌ في وحدة اسمها الإمارات فقط.
وبدأ حكيم العرب بدفع عجلت البناء بدءاً بالتعليم والصحة فهما الدعامتان الأساسيتان لمسيرة النهضة واستثمار الموارد الوطنية في صناعة وجه الحضارة العصرية دون أن يغفل عن منابع القوة الثقافية في التراث فاستنهض فيها محاسن العادات والتقاليد ونشر أريج الماضي وعبقه ليعشه الكبار والصغار وتسهم فيه المرأة والرجل على حدٍ سواء، رحل زايد وبقي البناء يمتد بعده في كل الآفاق، يعانق السماء، ويصافح العالم بالحب والخير للإنسانية في كل مكان، وبهذه الجهود بقيت الإمارات الصورة الأجمل في العالم.