أ.د.عثمان بن صالح العامر
مما يثلج الصدر ويسرُّ الخاطر التربُّع على كرسي الصدارة في مؤشرات الأمن الدولية حسب تقرير التنافسية العالمي. ولم يكن لهذا أن يتحقق لولا توفيق الله - عز وجل - ثم وجود قيادة حكيمة عازمة حازمة، تولي الأمن أهمية كبرى، وتهتم بكل ما من شأنه سلامة وطمأنينة واستقرار المواطن والمقيم والزائر لهذا البلد المبارك المملكة العربية السعودية، أرض الحرمين الشريفين، والتفاف شعب وفيّ حول ولاة أمره، وتراص لبناته خلف قادته.
وحتى نضمن استمرار هذه المنة الربانية العظيمة فمن الواجب على كل منا أن يتذكر دومًا أن الأمن لا يقدّر بثمن، وأنه ليس مسؤولية مقام وزارة الداخلية فحسب - مع كل الشكر والتقدير لما تبذله الجهات الأمنية في بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية من جهد ليس له مثيل - بل هو واجب ملقى على عواتقنا جميعًا. ويتطلب الوفاء بهذا الواجب تذكُّر خمسة أمور مهمة في نظري، هي بإيجاز:
* معرفة طبيعة المرحلة، ومن ثم التحرك على ضوء خيوط ومعالم هذه المعرفة التي تتيح لك تحقيق مصالحك الشخصية فيما لا يتعارض ويتناقض مع مصلحة الوطن الجماعية. ليس هذا فحسب، بل ربما فرض عليك التضحية بمصلحة خاصة من أجل العموم، واستشعر أن هذا أقل ما يجب أن تقدمه للوطن في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم أجمع، وأنت لست بمعزل عما هو حادث في جميع الجهات الأربع للكرة الأرضية.
* اجعل من نفسك قدوة لمن حولك ممن هم تحت يدك خاصة؛ فأنت راعٍ، ومسؤول عن رعيتك، لا يسمعون منك إلا طيبًا من القول، ازرع فيهم المواطنة الصالحة والوطنية الحقة، واحذر السب والشتم والتعليق السلبي أمامهم على ما هو في نظرك يتناقض مع ما تراه، فجمع الكلمة وتوحيد الصف واستشعار الوحدة المجتمعية أهم وأولى بكثير من الفرص الشخصية التي تعتقد أن هذا القرار أو ذاك فوّتها عليك.
* كن أنت رجل الأمن الأول؛ إذ إن أي حادثة تحدث، سواء كانت سرقة، أو ترويجًا للمخدرات، أو بيعًا للمسكرات، أو تخويفًا للآمنين، فضلاً عن انتقاص الدين والاستهزاء به والعياذ بالله، أو النيل من ولي الأمر والعلماء، أو التواصل مع جهات خارجية تريد المساس بأمن الوطن واستقراره، كلها جرائم يراد من جراء اقترافها خرق سفينة المجتمع؛ لذا فالواجب عليك أن تبلّغ الجهات ذات الاختصاص.
* اعمل ما استطعت من أجل أن تضيف لبنة بناء جديدة في مجتمعك. أنجز بكل إتقان وأمانة ما أسند إليك من عمل، وأقبل على مؤسستك الحكومية أو الخاصة وأنت متفائل بغد مشرق، واحذر أن يدب اليأس في نفسك، أو أن يستقر الخوف المبالغ فيه بين حناياك، ولا تنشغل بما هو خارج مقدورك - مما هو في دائرة اهتمامك ويداعب فكرك، مثلك في هذا مثل غيرك، سواء كان أمرًا سياسيًّا أو اقتصاديًّا أو عسكريًّا - عما هو في وجهك وواجب عليك إنجازه حتى وإن قلّ.
* لا تنسَ الوطن ورجال أمنه وولاة أمره من الدعاء، في كل الأوقات، وحين الخلوات، وعند السجدات. حفظ الله البلاد والعباد. وإلى لقاء. والسلام.