(ثبتت إصابتكم بفيروس كورنا المستجد COVID-19)
الصحة والمرض من عند المولى - عز وجل -. وعندما يمرّ الإنسان بعارض صحي أو مرض يشعر بالحزن والأسى. لا بد أن يدرك الإنسان أن تلك المشاعر (مشاعر الحزن والأسى) ليس لها علاقة بالحالة الصحية أو المرضية التي يمرّ بها؛ فعليه أن يعيد ترتيب أفكاره حتى يستطيع أن يتعامل ويخفف من حدة تلك الأمراض الجسدية التي يمرّ بها. وينبغي أن يرضى كل إنسان بقضاء الله.
وهناك فارق كبير بين المرض النفسي والمرض العضوي. ففي حالة الإصابة بمرض نفسي فإن الإنسان يكون غير متحكم في أفعاله وأقواله، ويتحتم عليه اللجوء لغيره؛ لكي يساعده للخروج من الدائرة المغلقة، والعودة للنور مرة أخرى، والسير في الحياة مع ذويه وأقرانه. أما بالنسبة للمرض العضوي فيسهل معالجته والتحكم فيه إذا ما فكر الإنسان بشكل جيد، وذلك بالفعل ما يمكن أن يحدث مع المصابين بمرض العصر (فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»)، الذين تقدر المنظمات الصحية عددهم بما يفوق 50 مليونًا في العالم أجمع في هذه اللحظة.
وبالنسبة لوطننا الغالي (المملكة العربية السعودية) فإن هناك ما يزيد على 355 ألفًا قد أُصيبوا، والغالبية العظمى منهم قد تعافى - بفضل الله -.
إذًا، إن الأمر ليس فرديًّا، أو يحدث لفئات محدودة، بل على العكس يحدث لآلاف البشر في كل يوم، ودون أي سابق إنذار، أو مقدمات، بل إن البعض قد يصاب بدون أعراض لهذا المرض، ولا يظهر عليه إلا علامات بسيطة للغاية. وبالطبع هناك آخرون تظهر عليهم أعراض أكثر حدة.
والشاهد أن فيروس كورونا المستجد كوفيد19 يصيب الجسد، ويمكن السيطرة عليه بسهولة من خلال إعمال العقل، والالتزام بالتعليمات الصحية والبروتوكولات التي أقرتها وزارة الصحة، وتقبُّل الأمر بهدوء دون ذعر. وبالفعل سيمر ذلك مرور الكرام، مثلما حدث مع الغالبية من الناس.
هذا ما يحدث اليوم، وبشكل متكرر، ويحدث آلاف المرات للبشر على وجه الأرض.
عند الإصابة بالمرض - أي مرض - فإن الذي يصاب هو الجسد فقط، ولا يصيب عقولنا وتفكيرنا وقدرتنا على اتخاذ القرارات. علينا أن ندرك ذلك، ونعيه جيدًا حتى نستطيع أن نعيد ترتيب أنفسنا من خلال استخدام عقولنا لمواجهة تلك الأمراض الجسدية؛ إذ ليس من العيب أن نمرض ونصاب بالأسقام، ولكن العيب أن نكابر ونتجنب سبل الوقاية من الأمراض، ومنها - على سبيل المثال - عندما تكون حالتك إيجابية بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19- كورونا). إذا استمعت لعقلك استطعت أن تتقبل المرض بكل هدوء وروية، واستطعت أن تتعامل معه حتى تحصل على فرص العلاج لك ولأفراد عائلتك، والشفاء العاجل بإذن الله تعالى.
علينا أن نؤمن ونتقبل أن المرض والعوارض الصحية ما هي إلا جزء من هذه الحياة، ولا بد لنا من تقبله والتعايش معه. ولنأخذ حكمة ابن سينا عندما يقول: علينا أن نهتم بعرض الحياة لا طولها، وأن نستمتع بها بكل ثانية ودقيقة، ونجلب السعادة لأنفسنا ومحيطنا.
** **
Mansour42418213@
gm1424@gmail.com