عبدالحفيظ الشمري
الأديب الأستاذ إبراهيم شحبي من الكتّاب الرائعين والنادرين في مجال العمل السردي إجمالاً قصةً ورواية وهو من المميزين، وممن أسسوا للكتابة في العقد الوسط من كتّاب العمل السردي. ولكنه وباعتقادي ممن ظلموا في تجربته الإبداعية من قبل الكثير من المؤسسات والمنابر وإن أخذ القليل من حقه، ولكنه كان من المفترض مع من شاكله بالتجربة من كتّابنا وكاتباتنا ممن هُمّشوا وأُبعِدوا بطريقة أو بأخرى عن الاستكتاب والمشاركة والمتابعة وعن أي شيء في هذا المجال!.
وحقيقة ليس عليهم ذنب في هذا الموضوع وإنما أحمّلها على المنصات والقنوات الثقافية التي كانت من المفترض أن تكون أكثر ترتيباً وحضوراً مع الكتّاب في المملكة العربية السعودية؛ لأننا لم ننل الحقوق كاملةً من أمثال إبراهيم شحبي وهم الذين خدموا المشهد الثقافي وربما من أخطر ما أقوله اليوم: ان الملاحق والأوراق الثقافية أسهمت في ضياع حقوق المثقفين والأدباء، فإن كان الكاتب مناسباً لهذه الصفحات أو غيرها وجدته يخرج علينا بقضّه وقضيضه كما نجد في بعض الصحف من يهذي ومع ذلك تتناقل الصحف الأخرى هذيانه بشكل غير مناسب.
أمر آخر هو أننا نحمل التجربة النقدية والقائمين عليها مسؤولية عدم إنصاف هذا الرجل المبدع ومن معه في هذه المرحلة ممن جايله، فقد انصرفوا نقادا ودارسين مع الشعر والشعراء، وأمور جانبية من أجل تلميع شخصية معينة من الكُتّاب، أو حظوة أو شيء من هذا القبيل والأمثلة كثيرة؛ فقد نبت الشعر في ظل هذه الطبطبة النقدية ولكن السرد رغم معاناته وقف شامخاً، وككتّاب سرد - برأيي- أننا لا ندين للتجربة النقدية بأي شيء؛ فهي لم تخدمنا ولم تقدم لنا شيئاً وكذلك لا الملاحق ولا الأوراق الثقافية فعلت لأجل السرد شيئاً ذا قيمة تُذكر؛ فقد اعتمد الكاتب السردي على ذاته في إيصال تجربته الإبداعية إلى المتلقي.
ونجاح العمل السردي يجيّر لمجهودات ذاتية للكتّاب على عكس ما حدث لدى الشعراء. وإبراهيم شحبي لديه تجربة شعرية وربما حظيّ من خلالها بأكثر مما حظيّ به في تجربته السردية.
وأقول كل هذا لأنني بصدق أحمّل التجربة النقدية مسؤولية عدم خروج السرد كما ينبغي، وأرجع وأؤكد أن العمل الإبداعي السردي روايةً وقصةً خدمت ذاتها بذاتها. وكم كنت أتأمل في هذه المقاربة أن النقد لو عمل بصورة جمعية وبشكل متكامل لخدم العمل القصصي والروائي، ولنجح أكثر مما هو عليه الآن.
والجميل أن تتواصل التجارب الإبداعية في عطائها بعيداً عن الطبطبة ومحاولات صنع أسماء وهمية لم نعد نراها الآن ؟! .. وما يبعث على الفأل في تجربة المبدع ابراهيم شحبي ومن معه من الأسماء الأدبية والإبداعية أنها بقيت شامخة رغم ما تمر به التجربة من تراجع .. لعلنا نستعيد بريق الإبداع الجميل في قادم أيامنا وللجميع التحية والتقدير.