سهوب بغدادي

فيما يعرف النقد بالتعبير المكتوب أو المنطوق من ذوي الاختصاص في مجال ما، ويحتمل السياقين الإيجابي والسلبي، وقد يتم اقتراح الحلول المحتملة. أيضاً للنقد فنون وأصول، من أبرزها النية في التحسين أو لفت الانتباه إلى إشكالية ما، وعلى أن يكون النقد في الاختصاص ومن ذوي الاختصاص، والعمل على إيجاد الحلول أو تحسين الوضع أو جعله أقل سوءاً، فيما يتسم النقد البناء بالمنطقية مع الأخذ بعين الاعتبار أن هذه السمات قد توظف بشكل فعال في أي موطن. كما يعد النقد أحد سبل التطوير والتحسين المستمرين. لذا نشهد العديد من النطاقات القابلة للنقد بشكل معتاد ومتكرر في أغلب الثقافات والدول. كمجالي التعليم والصحة وما إلى ذلك. فكلما كان النطاق أكثر حيوية وأهمية كثرت انطباعاته المتعلقة به والناتجة عن تفاصيله. بغض النظر عن انغماس البعض في هذا الفن بغية الانتقاد واللوم فقط أو لكون الفعل هذا قد يعبر عن آراء بعض الفئات وبذلك يتم كسبهم دون الالتفات إلى الأهداف الأسمى الاصلاحية. على سبيل المثال لا الحصر، نجد أن نقد وزارة التعليم أو منسوبيها أمر لا بد منه في كل زمان ومكان، باعتبارالتعليم ملفاً مفصلياً لتنشئة الأجيال والازدهار في النواحي الأخرى المنوطة به، إلا أن المنتقد غالباً ما يغفل عن مسببات الإشكالية، أو توجيه الاقتراحات والتوصيات في أوقات غير ملائمة على الرغم من أهمية الموضوع وموضوعية الحلول المقترحة، فعلى سبيل المثال من يطالب بإيجاد حل لحوادث المعلمات خلال تنقلهن من وإلى الصرح التعليمي في خضم جائحة كورونا. حيث تأتي الاقتراحات والشكاوى المختصة بملف التعليم عن بعد في المقام الأول على الرغم من أهمية القضية الآنف ذكرها. وقس على ذلك في جميع السياقات.

في الوقت الذي نشهد فيه ارتخاء نوعياً في الأنشطة بشكل عام نتيجة الفيروس المستجد، إلا أن بعض الكيانات سجلت نجاحات غير مسبوقة وإنجازات جديدة، كالاكتفاء والأمن الغذائي رغم حدة الوباء وتداعياته على سلاسل الإمداد الغذائي في العالم ونقص المواد التموينية في كثير من الدول، أعلنت وزارة البيئة والمياه والزراعة عن تقديراتها بتخطي الأمن الغذائي في المملكة العربية السعودية جائحة كورونا، بفضل الله ثم للمنظومة الشاملة لتحقيق الوفرة وكان شهر رمضان خلال الجائحة أبرز مثال على الوفرة ولله الحمد. أيضاً شهدنا الاستجابة السريعة من وزارة الصحة من خلال انعقاد لجنة متابعة كورونا منذ اليوم الأول والعمل على أكثر من جبهة بما فيها ضمان التواصل الفعال مع مختلف الشرائح كتخصيص مترجم لغة إشارة للصم وضعاف السمع وذلك لم يكن متوافراً منذ اليوم الأول، فضلاً عن ظهور التطبيقات وتدشينها حسب الحاجة على وجه السرعة. وبالتأكيد عاصرنا التعليم الإلكتروني والمنصة التي قامت في يوم وليلة، لنضمن استمرارية العملية التعليمية.

فيما أكدت هيئة تقويم التعليم والتدريب نتائج طلبة المملكة في اختبار TIMSS 2019 في الرياضيات والعلوم للصفين الرابع الابتدائي والثاني المتوسط، الذي تنظمه الجمعية الدولية لتقييم التحصيل IEA في أكثر من 60 دولة حول العالم، أن هناك تحسناً ملحوظاً في مؤشرات التحصيل الدراسي مقارنة مع عام 2015. علاوة على نص تقرير التنافسية العالمي الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي على تقدم المملكة 3 مراكز على صعيد التنافسية الدولية. والأهم من ذلك حصول المملكة على مراتب متقدمة بشكل كبير في المؤشر الدولي لقياس الأمن والأمان والثقة بالأجهزة الأمنية.

كل هذه الإنجازات تم تحقيقها خلال فترة استثنائية، فالقادم أفضل -بإذن الله-.