إلاَّ تَأَبِّيْكَ، إٍذْ أسْرَفْتَ في المَنِّ
(أمَا خَطَرْتِشْ على بَالَكْ؟،، مِسَهَّرْنِيْ)؛؛
خَلِيْتُ مِنِّيَ، لا الأشْياءُ طَوْعَ يَدِيْ
لا النَّايُ، لا العُوْدُ، لا الصَّهْبَاءُ في الدَّنِّ؛؛
ياهَذِهِ لْ كَادَ أَنْ تَنْشَقَّ بَرْدَ شِتَاً
ذِي الوَجْنَةُ (الخُوْخَةُ) المَوَّاجَةُ الفَتْنِ؛؛
مَسْفُوْحَةٌ في المَسَاءِ الغَضِّ، زَمَّلَها
وَعَسَّ فيها البِكَارَاتِ التي تَكْنِيْ؛؛
ياهَذِهِ لْ كَادَ أَنْ تَنْشَقَّ عَنْ عَسَلٍ
فَضَجَّ بي المُرُّ، عَرِّشْ بي وعَسِّلْنِيْ؛؛
مَرْتُوْقَةٌ مِثْلَمَا الصُّبْحِ الذي ثَمِلَتْ
أنْفَاسُهُ دُوْنَهَا، ياصَحْوُ أَثْمِلْنِيْ؛؛
لَوْ أَزْبَدَتْ، مِنْ حَبَابٍ غَيْرِ مُسْكِرَةٍ
حتى إذا ضَمُرَتْ فالعَدْنُ في عَدْنِ؛؛
صَفَّيْتُها مِنْ غُبَارِ الفَجْرِ حِيْنَ ضَحَتْ
ومِنْ غُبَارِ عَشَايا الرِّيْحِ صَفَّتْنِيْ؛؛
تكُونُ ذَنْبِيْ، وإني ذَنْبُها أبَدَاً
لكِنَّ ذَنْبِيْ دَعا، يارَبَّها اغْفِرْنِيْ؛؛
(أما خَطَرْتِشْ عَلَى بَالَكْ؟) فَمَا وَتَرٌ
إلَّا عَزَفْتُ، (بَيَاتِيْ) شَابَ في الرَّنِّ؛؛
وإنَّنِي أَنْتَ لكِنْ أنْتَ أيُّ أناً
تَنْفَكُّ، لو تَتَصَفَّى مِنْكَ لا مِنِّيْ؛؛
أنا الذي دُوْنَ ما تَهْوَى تُمَالِئُنِي
وأنْتَ لو فَوقَ مَنْ أهْوَى، أَفِضْ عَنِّيْ؛؛
تَرِقُّ حَتَّى كأَنِّيْ هَجْسُ قَافِيَتِي
آوَيْتَهَا، كُنْتَ ما تُؤْوِيْ سِوى فَنِّيْ؛؛
وكُنْتَ تَخْتَالُ، ياذِي المَيْعَةُ انْدَفَقَتْ
وكُنْتَ في مَيْعَةٍ صَخَّابَةِ الظَّنِّ؛؛
وكُنْتَ ما كُنْتَ، لو حَبَّرْتَ زِيْنَتَنَا
لازَّيَنَتْ، غَيْرَ ما آتَيْتَ مِنْ مَنِّ؛؛
ذَا سَيِّدٌ، كُنْتَ (مَكَّاوِيَ) ياحَزَنِيْ
خَطَطْتَنِيْ، خُطَّنِيْ، في النَّقْشِ أَسْلِمْنِيْ؛؛
وَذِيْ تِهَامِيَةٌ صَوْتاً، تِهَامِيَةٌ
آهَاً، كَأَنْ مَنُّها في صَوْتِها الخَنِّ؛؛
ياسِتَّ كُلْثُوْمَ، ياكُلْثُوْمُ يادَبَقَاً
قُلْنَا مُصَفَّىً، وقالُوا شِبْهُ مُنْجَنِّ؛؛
قُلْنَا مُصَفَّىً، وكانُوا لَيْتَهُمْ خَزَنُوا
هذا المُصَفَّى، فإِنْ أَسْجَعْ يُلايِلْنِيْ؛؛
ياصَوْتُ مٍنْ ذَهَبٍ ، ياآهُ مِنْ سَغَبٍ
ويالمَوَاوِيْلُ غَنَّتْ لي وَغَنَّتْنِيْ؛؛
ويالسَّوَاقِيَ حِيْنَ اللَّيْلُ سَاقِيَتِيْ
ويالمَقَامَاتُ رَاءَتْ بي وَرَاءَتْنِيْ؛؛
أَشْبَاهُ، والنَّاسُ لا أَشْبَاهَ واخْتَصَمُوا
عَلَىْ السُّقَامِ، كَأَنْ خَاصَمْتَ أَسْقِمْنِيْ؛؛
عَزْفَاً، كَأَطْلَالِ (نَاجِيْ) أو كَنَادِبَةٍ
إذا عَدَوْنَا، وقُلْ يَاظِلَّهَا اسْبِقْنِيْ؛؛
كَأَنْ (كِدَا) الحُبُّ، لكنِّيْ عَدَوْتُ مَسَاً
فَأَيْنَهُ الظِّلُّ، لَمَّا -غِمْتَ- تُمْطِرْنِيْ؛؛
وأَيْنَ بَرْدَانُ، تَهْزَا بي، وتَنْهَرُنِيْ
يالَيْتَ بَرْدَكَ، دِفْئِيْ أنْتَ وانْهَرْنِيْ؛؛
(أًمَا خَطَرْتِشْ على بَالَكْ؟) تُنَغِّمُنِيْ
فَكَيْفَ لَوْ سَيِّدٌ، ياآهُ نَغِّمْنِيْ؛؛
شَطْحَاً فَلا رَفْرَفٌ إلا تُغَامِزُهُ
وحِيْنَ وَاتَىْ، فَعَنِّيْ،، لا تُغَامِزْنِيْ؛؛
شَتَّ الذي كَانَ إذْ يَظْمَا يُلاعِبُنِيْ
وَرَاحَ يَنْأى، يُنَادِيْ الفَقْرَ: أَتْرِفْنِيْ؛؛
وإنَّنِيْ دُوْنَ أسْمَالِيْ، تَلَعَّبُ بِيْ
تقولُ إني عَرِيْتُ اليومَ.. أَلْبِسْنِيْ؛؛
ياعُرْيَهَا كَيْفَ رَقْصُ الليلةِ انْصَرَمَتْ
ويالذُّيُولُ اللَّواتِيْ لَوْ تَغَشَّتْنِيْ؛؛
مَقَامُ رَصْدٍ، وسِيْكَا، والحِجَازُ، أنا
وَهِيْ البَيَاتُ، كأَنْ رَقْصَانِ في المَتْنِ؛؛
مِنْ كَوْثَرِيٍّ كَثِيْبٍ مُزْبِدٍ قَمَرَاً
أَقْمَارُ حِيْنَ تَأَبَّى وَهِيَ في الدَّجْنِ؛؛
مُلَوَّحَاتٌ،، أَذِيْ أقْمَارُ مِنْ عَسَلٍ
وَعَابِسَاتٌ،، كَأَنْ لَعَّابَةُ الجِنِّ؛؛
سَالَتْ إذا اجْتَمَعَتْ، ضُمَّتْ إذا انْفَرَقَتْ
غَمْزَاً وتَلْحَنُ، في دَاجِيْكَ فَرِّقْنِيْ؛؛
مَنْ بالمَعَرَّةِ إلَّا أنْتَ مُنْتَبِذَاً
خَفْقَ الرِّياحٍ عَلائِيَاً فَعَلِّلْنٍيْ؛؛
في حُنْدُسِيَّاتِ مَعْكُوفٍ ومُنْبَسِطٍ
كالشَّيْبِ في البَرْقِ،كَهْلاً إِنْ تُشَيِّبْنِيْ؛؛
قَدْحَاً، فَوَمْضَاً، تَلَوٍّ،،،كاخْتِلاجِ دَمِيْ
أَوْمِضْ، تَلَوَّ، فَقَدْحَاً، لو تُخَالِجْنِيْ؛؛
وَغَنِّ لي مِثْلَمَا تَهْزَا بها غُنَنِيْ
(أَمَا خَطَرْتِشْ على بَالَكْ؟)، كما إٍنِّيْ؛؛
أَسْكَرْتَ لَيْلَةَ وَصْلٍ، ليتَ تَعْزِفُنَا
أًسْكَرْتَ لَيْلَةَ هَجْرٍ، لَمْ تُسَاعِفْنِيْ؛؛
لو لامْرِئٍ في الرِّياحِ الغُرِّ ما عَزَفُوْا
لَشَتَّ بي الصَّوْتُ، قُمْ أَعْزِفْكَ واعْزِفْنِيْ؛؛
تَمُرُّ ظَمْآنَ في أثْوَابِ هَاجِرَةٍ
لَعَّابَةِ الفَيْحِ، لو في المُرِّ مَرِّ رْنِيْ؛؛
وقُلْ لَهُمْ لو رَقَصْنَا لَيْلَةً ثَمِلَتْ
بِنَا، بِرَقْصِ الحَزَانَىْ تَالِيَ اللَّحْنِ؛؛
لَفَاضَ عَنْ عَرَشَاتِ اللَّيْلِ كَوْكَبُهُ
نَوَّرْتَ فيْهِ مُدَارَاتِيْكَ في الغَنِّ؛؛
مَلَكْتَنِيْ لو أَعُسُّ اللَّيْلَ أَحْسَبُهُ
غِلَالَةً دُوْنَ ما أَرْجُوْ، فَمَلِّكْنِيْ؛؛
** **
- محمد العُمري