نشأت الأندية الأدبية السعودية عام 1975 م بدأت بالمدن الرئيسية بالمملكة، ثم توالت الأندية في الافتتاح بمختلف المدن ، قدمت هذه الأندية خلال سنواتها العديد من النشاطات الادبية ، وخطت بعضها خطوات جميلة نحو المسرح ، خاصة النادي الأدبي بالرياض الذي يعتبر اكثر الأندية الأدبية تقديماً للعروض المسرحية بمختلف اشكالها وتوجهاتها للجمهور ، ففي عام 1982 م بدأت خشبة النادي تقدم العروض اولها مسرحية ( النص والإنتاج ) تلاها عرض مسرحية ( الاستاذ مكرر ) 1984 م وكلا المسرحيتان ذات طابع اجتماعي كوميدي جماهيري ، من اخراج رشدي سلام ( مصر ) وفي عام 1989 م اخرج الحبيب القردلي ( تونس ) مسرحية ( الادوار الثانوية ) ذات طابع تراجيدي كوميدي جماهيري ، وبعد توقف طويل جاء عام 1997 ليرى الجمهور مسرحية ذات طابع فكري جاد ( الاجراس ) من اخراج علي الهويريني ، تم تخصيصها لفئة النخبة من ادباء ومثقفين واعلاميين ، وجميع هذه المسرحيات الاربعة من تأليف الأديب الراحل سليمان الحماد رحمه الله والذي يعتبر رائد ومؤسس هذا المسرح ، وللجمهور النخبوي مسرحية مونودراما ممثل واحد ( هاملت اخرج من راسي ) 1435 هـ من تأليف فهد الحوشاني واخراج صبحي يوسف ( مصر ) وفي عام 1439 هـ مسرحية ( مولوتوف ) أيضاً مونودراما من تأليف عبدالعزيز الصقعبي واخراج عبدالهادي القرني ، ولم يقتصر مسرح النادي على عروضه للكبار ، بل قدم للصغار العديد من المسرحيات، على سبيل المثال لا الحصر مسرحية ( الاصدقاء الأربعة ) تأليف حسين الفيفي واخراج عبدالهادي القرني 1440هـ ، ولنفس العام مسرحية ( عكسوم ) تأليف واخراج محبكم كاتب هذه الاسطر ، كذلك من اخراج محبكم كاتب هذه الاسطر ، قدم النادي مسرحية ( الأعشى ) 2018 م تأليف الدكتور سامي الجمعان ، جسدت صراع الشاعر الجاهلي الاعشى قيس مع شعراء زمانه وماكان يتصف به من اخلاقيات وصلت به للتفكير بالإسلام ، بطولة الفنان اسامه خالد والنجمة رند عبدالله ، لكن الابرز في مسيرة مسرح النادي بعد مرحلة الراحل سليمان الحماد ، جاءت مرحلة الاستاذ فهد الحوشاني الذي تولى المسرح ادارياً وتنظيماً لفعالياته ، حيث نظم عدة مهرجانات مسرحية لعدة مناسبات اجتماعية ووطنية لسنوات عدة تحت مسمى بيت المسرح ، ومن عروضه (نقطة تحت السطر ، البرواز ، هاملت اخرج من رأسي ، عكسوم ، الاعشى) كذلك مرحلة الاستاذ عبدالهادي القرني والتي اتصفت بعروض مونودراما نخبوية (المولوتوف ، البلا اوراق ، رحى ) وكلا المرحلتان ازدهر فيها هذا المسرح البديع ،
تدوينة:
خلاصة القول ان مسرح النادي الأدبي بالرياض يتساوى أن لم يكن زاد على مسرح جمعية الثقافة والفنون بالرياض في عدد المسرحيات التي انتجها برغم عدم اولوية المسرح في اهداف ونشاطات النادي الاساسية ، الأمر الذي يدعونا كمسرحيين الى توجيه الشكر والتقدير والعرفان بالجميل لهذا النادي الأدبي بما فيه من رؤساء تولوا ادارته بالتتابع ، كذلك الموظفين والعاملين بالنادي ، وكل الأمل يحدونا الى استمرار هذا المسرح الثقافي الأدبي في تقديم عروضه المتنوعة والتي تخدم جمهوره ومجتمعه.
** **
- مشعل الرشيد