«الجزيرة» - وكالات:
اكتشف فريق دولي من العلماء نوعاً جديداً من الحريش السام، يعيش في أكثر النظم البيئية عزلة في العالم.
وعثر الفريق على الكائن في كهف موفيل (Movile) في رومانيا، وهو نظام بيئي فريد من نوعه تحت الأرض، معزول منذ ملايين من السنين من العصر النيوجيني.
ودرس العلماء من النمسا وبلغاريا وفنلندا المفصليات الموجودة في الكهف بعد جمعها من قبل المستكشفين سيربان ساربو وألكسندرا ماريا هيلبراند.
يعتقد الفريق أن الحريش الذي أطلق عليه اسم «Cryptops speleorex»، تطور من مسكن قريب فوق السطح على مدى ملايين السنين للتعامل مع ظلام الكهف.
ويُعتقد أن هذا النوع الجديد من حريش المفصليات لم ير ضوء النهار أبداً، وعاش في بيئة فريدة للغاية، حيث قد يكون الأكسجين في الهواء نصف كمية ما اعتدنا عليه، نحو 10 % فقط، ولكنه يحتوي على الكثير من الكبريت.
ويمتلئ النظام البيئي الجوفي بأنواع نادرة وغير معروفة، والتي تتغذَّى على ملايين البكتيريا التخليقية الكيميائية التي تبطّن جدار الكهف والتي بدورها تتغذَّى على ثاني أكسيد الكربون والميثان.
ويبلغ طول «Cryptops speleorex» ما بين 4.6 إلى 5.2 سم، وهو أكبر سكان الكهف المعروفة حتى الآن، تم وصف الأنواع الجديدة المكتشفة في مجلة ZooKeys.
ويشار إلى أن مكان كهف موفيل المعزول عن العالم الخارجي منذ العصر النيوجيني، جذب انتباه العلماء منذ اكتشافه غير المتوقع في عام 1986 من قبل عمال كانوا يبحثون عن مواقع مناسبة لبناء محطة طاقة في الأجزاء الجنوبية الشرقية من رومانيا.
ومن المثير للدهشة، أنه على الرغم من الظروف المعيشية القاسية، تم العثور في النظام البيئي موفيل على حيوانات متنوعة وفريدة من نوعها.
وحتى الآن، من المعروف أن الكهف يمنح موطناً للعقرب المائي troglobiont، وعلقات الكهف، وبعض أنواع العناكب، وبالتأكيد العديد من الأنواع الأخرى التي لم يتم اكتشافها بعد.