السعي في الحياة لتحقيق هدف ما يعطي حياتك معنى، ويقوي عزيمتك. وإذا انتهيت من تحقيق هدف فابحث عن هدف آخر؛ فالبحث والسعي المستمر لتحقيق الأهداف سبب من أسباب السعادة، وصنع الأثر في الحياة.
عُرف عن الخليفة الأموي الخامس عمر بن عبدالعزيز -رحمه الله- الذي في عصره اكتملت الفتوحات الإسلامية، وعم الرخاء والازدهار من المشرق إلى أقصى المغرب، وكان عمال بيت مال المسلمين يبحثون عن المستحق لدفع الزكاة والصدقة له فلا يجدون المحتاج، أنه قال: «إن لي نفسًا تواقة، وما حققتُ شيئًا إلا تاقت لما هو أعلى منه. تاقت نفسي إلى الزواج من ابنة عمي فاطمة فتزوجتها، ثم تاقت نفسي إلى الإمارة فوليتها، وتاقت نفسي إلى الخلافة فنلتها، والآن تاقت نفسي إلى الجنة فأرجو أن أكون من أهلها».
وبالرغم من قِصَر خلافته التي لم تستمر سوى سنتين وبضعة أشهر لكن انظر وتمعن في حجم الإنجازات التي حققها.
وبعد استعراض هذه القصة المحفزة والملهمة واصل السعي، وتغلب على ظروفك؛ فإن أقوى تحدٍّ هو تحدي الذات، وعدم الركون إلى الكسل.
حفظنا ونحن صغار لأمير الشعراء أحمد شوقي:
وما نيل المطالب بالتمني
ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وما استعصى على قوم منال
إذا الإقدام كان لهم ركابا
إذن نتفق تمامًا مع هذه الأبيات المحفزة بأن الإقدام هو سر النجاح؛ فثق بإمكاناتك وقدراتك، وتذكر أن العمل والسعي لتحقيق الهدف يجعلان من الناس العاديين أشخاصًا لا يقهرون!
فلا تستمع إلى الصوت السلبي داخلك، ولا تُلقِ بالاً لمن يقول لك «أنت لا تستطيع! أنت يسخر منك الآخرون، أنت فاشل...»! واستبدله بصوت التحفيز وشحن الطاقة «أنت قادر، أنت عبقري، أنت موهوب، أنت قوي... وثق بالله، وأحسن الظن، والله عند حسن ظن عبده به».
وعليك بقراءة سِيَر الناجحين المتقدمين والمتأخرين، ولا تنسَ عزيزي القارئ الكريم احتفاءك بإنجازاتك وإن كانت بسيطة؛ فسوف تشعر من خلاله بالسعادة، ويعزز ثقتك بنفسك.