نورة بنت محمد بن سعود، الأميرة التي خلعت خفيها، وامتطت الطرقات الوعرة في عسير، وجعلتها يسيرة.. استخرجت من جبالها ماء ثجاجًا، وصلت للمرأة وراء جبال عسير.. صنعت من المستحيل بذرة عطاء.. ثم شقت التاريخ من الخاصرة إلى المخيخ، وعملت في تاريخ مجيد بكل أبجدياته.. ترسم فيه ملامح العطاء.. كانت مبادرات جميلة من أجل أن يكون العمل التطوعي الخيري أيقونة!
ثم جاء بها قدرنا الجميل إلى القصيم.. قالت في بداياتها: نساء القصيم ألماس، ولكن يعلوه الغبرة.. ظلت سنوات وهي تلمع هذا الألماس، وتزيل غباره.. حتى صنعت جيشًا مسلحًا بالمعرفة، وانطلقت به إلى ميدان العمل التطوعي والتنمية المجتمعية.. افتتحت جمعيات ولجانًا نسائية، وسعت للخصخصة، وأسهمت في تدريب المتطوعات، وصرفت من جيبها مبالغ طائلة لتأهيل فتيات مدربات تدريبًا عاليًا لخوض التجارب التي لا تقبل التكرار، أو تكون نسخة بالكربون من تجارب آخرين..
لذلك كان للقصيم السبق في العديد من المشاريع التنموية، و»يجيّر» ذلك لسموها؛ فقد كانت قدمًا وساقًا؛ لتسابق الوقت، وتشكل الحضارة..
وحينما استوى العمل الخيري على سوقه، وأصبحت القصيم مرجعية لكثير من المناطق للتعلم من التجربة.. ذهبت نورة وتركت خلفها فهارس تستحق أن تكون مرجعية للجميع.. واستقرت في الرياض لتواصل مسيرتها الزاخرة بالعطاء.. والآن يتم تكريمها من قِبل الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية بوسام المرأة العربية القيادية المسؤولة اجتماعيًّا لعام 2020م..
جديرة هي بهذا التكريم، وتستحقه بجدارة، ولكنني ما زالت أتساءل: كيف يُقلَّد الوسام وسامًا؟!
** **
- عنيزة