زكية إبراهيم الحجي
التطور الذي يشهده العالم على مختلف الأصعدة وما يصاحب هذا التطور من تنوع للمخاطر والحوادث إضافة إلى ذلك ما يحدث من تغيرات مناخية نتيجة تعاقب الفصول وما يتبع هذا التعاقب من كوارث طبيعية تؤدي لأضرار جسيمة سواء في الممتلكات أو الأرواح إلى جانب الحوادث المنزلية التي قد يتعرض لها أفراد الأسرة وخصوصاً الأطفال والمسنين والتي غالباً ما يكون مردها إما جهل الوالدين أو الإهمال أو غياب ثقافة السلامة لدى أفراد الأسرة.. لا شك أن كل هذه الحالات السابق ذكرها تُبرِز الدور الكبير الذي تلعبه شخصية الجندي المجهول صاحب المهمة الإنسانية النبيلة «رجل الدفاع المدني» الذي اختار الخطر مهنة له شعاره في ذلك «إنقاذ وتضحية وحماية»
المديرية العامة للدفاع المدني.. منظومة تُعنى بتحقيق سلامة الأرواح والممتلكات وحمايتها من المخاطر التي قد تحدث سواء وقت السلم أو في حالات الكوارث والحروب والحد من الخسائر ونشر ثقافة الوعي بطرق ووسائل الأمن والسلامة.. تعود نشأة الدفاع المدني منذ اندلاع الحرب العالمية الأولى وازدياد نسبة الكوارث والتدمير ونتيجة الأعمال الحربية بدأ الاهتمام بالدفاع المدني وإدراك أهمية دوره المجتمعي في نشر الوعي وتوجيه الإرشادات للحد من الخسائر والآثار السلبية الناجمة عن الحروب..
وبحلول عام 1941 م أصبح جهاز الدفاع المدني منظومة دولية ولكل دولة من دول العالم نظامها الخاص في مجال الدفاع المدني للتدخل والتعامل السريع وبشكل كامل مع أي ظروف طارئة سواء كانت طبيعية أو ناتجة عن أخطاء بشرية والعمل على تخفيف الآثار الناجمة أياً كان نوعها..
ونظراً لأهمية دور الدفاع المدني في حياة الشعوب كونه قطاعاً خدمياً إنسانياً يقدم خدمات متعددة تهدف للحفاظ على الأرواح والممتلكات والتقليل من حجم الخسائر الناجمة.. وبالطبع المملكة العربية السعودية ليست بمنأى عن هذه الأحداث لذلك فقد أولت حكومتنا الرشيدة اهتماماً كبيراً للدفاع المدني كي يقوم بمهامه ويؤدي رسالته بفعالية ونبل وإنسانية صنائع المعروف تقي مصارع السوء..
لا شك أن ما يقوم به رجال الدفاع المدني السعودي من جهود جبارة ودور ناهض وعدم التهاون في تلبية نداء الواجب الإنساني وتقديم أرواحهم في سبيل حماية الوطن والمواطن كل ذلك يجسد مدى الخبرة والإمكانات المتطورة مما يعزز ثقة المجتمع بهم فكانوا بحق رجال بطولة وتحدٍ في مواجهة المخاطر والكوارث التي تحدث وذلك بشهادة من عايش تضحياتهم. ومن خلال الوعي والعلم والعمل والتعاون بين كافة فئات المجتمع ورجال الدفاع المدني نستطيع تجاوز أي كارثة قد تحدث سواء كانت طبيعية أو كانت من صنع الإنسان.. فالكوارث بشكل عام قدر يأتي دون سابق إنذار.. فلكم الشكر والثناء والعرفان.. ولكم الاحترام والتقدير يا جنود الإنسانية النبلاء يا رجال الدفاع المدني.