كاتب فهد الشمري
يشهد الوسط الفروسي بالجنادرية مناسبة غالية وعزيزة على جميع محبي الفروسية ومالكي الإسطبلات والمدربين والفرسان مساء السبت 11 / 05 / 1442هـ الموافق 26 / 12 / 2020. وهي مناسبة تجمع بين روح الشباب التي تسعى إلى نيل المعالي، وبين حكمة المدربين الذين يضعون الخطط للفوز بهذا الكأس الغالية على قلوب جميع أبناء الوطن.
إنها ليست كأساً عادية، وليست بطولة من البطولات التي تمر مرور الكرام، بل هي بطولة وكأس يحمل اسم ولي العهد، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، صاحب الرؤية الوطنية 2030 وفارس المستقبل.
إن هذه البطولة تعد حدثاً استثنائياً لأن جميع المهتمين بالفروسية يتطلعون بكل لهفة إلى أن تجد هذه الرياضة الأصيلة والعريقة مزيداً من الدعم والرعاية وفاتحة خير من قبل سمو ولي العهد، وجعلها من الأنشطة الفعالة والمتميزة بالمملكة، وأن الجميع يقر بالشكر والعرفان لسموه ولولاة الأمر بشكل عام على الدعم الذي تحظى به هذه الرياضة، ولكن الملاك ما زالوا يطمحون في حل بعض المشكلات التي تعيقهم عن مواصلة هذا الدور المتصل بتراث المملكة والعروبة بشكل عام.
لقد تكرم ولي العهد -حفظه الله ورعاه- وزاد في قيمة الجوائز المخصصة لهذه البطولات كدعم للفروسية، وما ذاك إلا استشعار منه بعظمة وقدر هذه الرياضة الأصيلة، ولأن هذه الأسرة الملكية الكريمة قد ورثت حب الفروسية والخيل أباً عن جد ولا يفوتنا هنا أن نذكر أن المؤسس طيب الله ثراه فتح ووحد هذه البلاد على صهوات الخيول التي تعد جزءاً من تاريخ وتراث هذه البلاد.
وبما أن سموه دعم هذه الفروسية الأصيلة من خلال زيادة الجوائز والاهتمام بالفروسية إلا أن هناك شيئاً مهماً لا بد أن يكون في الحسبان وهو الأمر السامي رقم (4625) بتاريخ 25 / 01 / 1437هـ القاضي بترحيل الإسطبلات ومن ثم جاء الأمر السامي الأخير رقم (502916) بتاريخ 18 / 10 / 1439هـ القاضي بالتريث وهذا الأمر لا يكفي لحل هذه المشكلة لأن قرار الترحيل شكل هاجساً نفسياً ومعنوياً انعكس سلبياً على الوسط الفروسي من حيث عدم الاستقرار والقيمة السوقية للخيل وكل ما يتعلق بأمور الإسطبلات، ناهيك عن أن كثيراً من الملاك بنوا وأسسوا إسطبلات خيولهم على الطراز الحديث الذي يليق بمستوى الفروسية في المملكة.
وبما أن الملاك كانوا يتوقعون بأن يتملكوا هذه الأراضي وينتفعون بها لخدمة الفروسية وجعل من كل إسطبل مدرسة ومربط للتدريس والتدريب، إلا أن الملاك أصيبوا بالإحباط من قرار الترحيل.. والآن يستبشرون خيراً بمقدم ولي العهد لميدان الملك عبدالعزيز الذي عودهم الرعاية الكريمة والدعم اللا محدود للفروسية وأهلها لحل هذه المعضلة.
فإن وزارة الإسكان التي آل إليها صك ملكية أرض الإسطبلات من أجل بناء وحدات سكنية للمواطنين التي تقطنها الخيول منذ أربعين عاماً والموبوءة بالملاريا!! وعلى حساب أهل الفروسية من حيث تبدأ مشكلة أخرى للمواطنين الملاك هم الأولى والأحوج والأحرى في أن يكون هذا الحي القريب من النادي خاصاً بهم؟! وأن هذا الأمر أصبح همّ الملاك من عدة نواح وأصبحوا يشعرون بالظلم والإجحاف في حقهم فهم يتطلعون إلى شمولهم من خلال دعم هذا القطاع الواسع من قبل خادم الحرمين الشريفين الرئيس الفخري للفروسية وسمو ولي العهد فهو الشاب الذي شابه أباه في الشجاعة والكرم وجده في الإقدام ومن شابه أباه فما ظلم.
إن ساحة الفروسية وهي تشهد هذه البطولة وهذه الكأس (G-1 ) ستتزين بكامل زينتها، وستخرج بكامل إبداعها، كما أنها ستتشرف بمقدم ولي العهد إليها، ويتشرف القائمون عليها والملاك بالسلام على سموه، وهنيئاً للمالك والمدرب والفارس الذين سيكونون على موعد لتسلم هذه الكأس المهمة والغالية على قلوب الجميع.
إن الفروسية صفة يمتاز بها العربي قديماً وحديثاً، فقد كانت ولا تزال تشكل سمة بارزة من سمات الإنسان العربي، فقد جاء في الأثر: (علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل)؛ لأن الخيل لا يركبها إلا فارس، والفارس لا بد أن يكون فطناً ذكياً، وولي العهد هو من تلك النخبة التي تربت على الفروسية أباً عن جد وعشقها حتى صارت ملامح الفارس تظهر على محياه ومعالم وجهه، فهنيئاً لنادي سباقات الخيل الذي يحتضن هذه البطولة الغالية الذي يرأسه فخرياً خادم الحرمين الشريفين وهنيئاً لمجلس الادارة ممثلاً بسمو الأمير بندر بن خالد الفيصل وكل منسوبي النادي على هذا الحفل الكبير..
إنها للحظات لا تنسى وأحداث حق لها أن تسجل بماء الذهب تلك اللحظات والأوقات التي يرفع بها كأس ولي العهد عالياً، وقد استلمه الفائز به، ومن يسلمه الكأس هو ولي العهد أو من ينوب عنه راعي البطولة وصاحبها، فهنيئاً لكل الأيادي التي ستحمل هذه الكأس المباركة.
حفظ الله المملكة وولاة أمرها وأمنها واستقرارها ورجالها الساهرين على حمايتها في كل الثغور والجبهات.
مالك / إسطبل النشاما
المحامي والمستشار القانوني لنادي الفروسية (سابقاً)