فدوى بنت سعد البواردي
هي إستراتيجية، تعتمد على استخدام التقنية، لتحقيق أهداف المنظمة ولتحسين الأداء بها. ومن المتوقع، مستقبلاً، أن تكون جميع الإستراتيجيات رقمية، وهو ما يعرف بالتحول الرقمي، وذلك حسب ما يتوجه إليه العالم اليوم في التطور المذهل للتقنيات المستخدمة بجميع الخدمات اليومية للأفراد وللمؤسسات.
وحين تعتمد أي منظمة إستراتيجيتها الرقمية حديثاً، غالباً يتطلب ذلك تغييرات قد لا تتماشى مع إستراتيجيتها السابقة. وذلك لأن الإستراتيجية الرقمية تستلزم بناء ووجود خدمات تقنية حديثة تساعد على تحقيق أداء أفضل للمنظمة، كمثال، أن تستبدل المنظمة خدماتها الورقية الموجودة مسبقاً بمنصات وبرامج تقنية توفر كثيراً من الوقت والجهد في جمع البيانات وتحليلها، أو أن تبدأ المنظمة في الاعتماد على وسائط التواصل الاجتماعي social media في التسويق لمنتجاتها وخدماتها وأيضاً للترويج لإنجازاتها ونجاحاتها كمكسب إستراتيجي بعيد المدى، وغيرها من الأمثلة.
وبالإضافة إلى ما سبق ذكره، وجود الإستراتيجية الرقمية ليس فقط يساعد على تحسين جودة العمل من خلال تلك التقنيات الحديثة، بل ويعمل أيضاً على تحقيق المعايير الدولية benchmarks لمؤشرات الأداء الرئيسية، سواء الإستراتيجية أو التشغيلية، مما يضمن أن يكون وطننا الغالي في المقدمة دولياً، دائماً.
الإستراتيجية الرقمية تعمل على تحقيق الأهداف المحددة في خارطة عمل المنظمات، والمتابعة الفعَّالة لتقدّم الخطط التشغيلية لمشاريعها، من خلال وجود لوحات تشغيل، تمكِّن متخذي القرار من معرفة كافة نقاط القوة والنجاح، وأيضاً مواطن المخاطر والمشكلات التي يجب معالجتها.
وأخيراً، يجب أن نتذكر دائماً أن التقنية هي أداة وليست غاية. هي أداة تساعد على وصول المنظمات للأهداف الإستراتيجية، لكنها ليست هدفاً بذاته. لقد قطعت المملكة العربية السعودية شوطاً كبيراً ومبهراً في وجود إستراتيجيات رقمية فعَّالة، في كافة القطاعات، حسب رؤية 2030، وذلك كله تم بناؤه وتطويره في سنوات قليلة. وباستكمال الوصول إلى كافة الأهداف الوطنية والدولية قريباً، ستتمكَّن المملكة -بإذن الله - من أن تكون مثالاً للتخطيط يحتذى به ويتم تدريسه في أكبر جامعات العالم.