اللواء الركن م. د. بندر بن عبدالله بن تركي آل سعود
بسم الله الرحمن الرحيم، وبعونه وتوفيقه وفضله علينا، أعلن قائد مسيرة خيرنا الظافرة القاصدة على الأبد إن شاء الله تعالى، خادم الحرمين الشريفين، سيدي الوالد الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، حفظه الله ورعاه، وسدَّد على طريق الخير خطاه، ميزانية العام المالي الجديد 1442 - 1443هـ- 2021م، التي أقرها مجلس الوزراء في جلسته التي عقدت عبر الاتصال المرئي يوم الثلاثاء 30 - 4 - 1442هـ، الموافق 15 - 12 - 2020م.
أجل، بسم الله الرحمن الرحيم، لا باسم غيره من خلقه، وبعونه سبحانه وتعالى وتوفيقه وفضله عزَّ وجلَّ؛ لا بعون غيره، ولا بتوفيق غيره، ولا بفضل غيره، كما اعتدنا أن نسمع عادة من تلك الديباجة الفضفاضة المهترئة في الدول التي تحكمها أنظمة القومجية البائسة، التي تعلم أنها تكذب على شعوبها، وتعلم في الوقت نفسه علم اليقين أن شعوبها تعلم كذبها عليهم؛ بل هو كذب صارخ فاضح، يصدقه الواقع البائس التعيس الذي حوَّل حياة الناس البسطاء المساكين هناك إلى جحيم لا يطاق.أقول، إنها ميزانية الرؤية بامتياز؛ فمع ما عاشه العالم أجمع خلال العام المنصرم، الذي كان صعباً على الجميع، كما أكد قائدنا خادم الحرمين الشريفين سيدي الوالد الملك سلمان، وكذلك أخي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي عهدنا القوي بالله الأمين، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية، نتيجة ما تعرض له اقتصاد العالم من ضربة موجعة، بل قاتلة في بعض الدول بسبب جائحة كورونا التي اضطرت الجميع لتعطيل العمل في معظم مشروعات التنمية، وتركيز كافة الجهود للحد من آثار الجائحة.
أقول، مع هذا، إلا أن ميزانية عامنا الجديد هذا، قد حققت نجاحاً يشار إليه بالبنان، مقارنة بميزانية العام المنصرم، يمكن إيجازه باختصار في:
- زيادة الإيرادات بمعدل (10.3 في المائة).
- انخفاض العجز بنسبة (12 في المائة).
- خفض معدلات الدين العام بمعدل (2.4 في المائة).
أجل، إنها ميزانية الرؤية بامتياز، لأن ما تحقق من مكتسبات منذ انطلاق رؤيتنا الطموحة الذكية، أصبح اليوم يسهم بقدر فاعل في تنوع مصادر دخلنا القومي، الذي كان إلى عهد قريب يرتكز على النفط مصدراً أساسياً وحيداً.
أقول، إنها ميزانية الرؤية، لأن أهم توجيه صدر بشأنها من قيادتنا الرشيدة الحكيمة الواعية الذكية المخلصة الأمينة، هو ضرورة الاهتمام بصحة المواطنين والمقيمين وضمان سلامتهم؛ لأن خدمة الإنسان وتوفير أمنه واستقراره، وإتاحة فرص العمل الشريف له لكي يحقق ذاته لينعم بحياة مطمئنة كريمة آمنة، هي رأس الأمر كله ولحمته وسداه؛ إضافة لمواصلة الجهود المتميزة التي أذهل بها السعوديون قيادة وشعباً العالم للحد من الآثار المالية والاقتصادية لجائحة كورونا.
وأود أن أبشركم هنا أيضاً بهذه المناسبة، أن الحج القادم سيشهد إن شاء الله تميزاً أكثر، يفاجئ به السعوديون القومجية وغيرهم من الحاقدين الحاسدين الذين لا يجيدون شيئاً في حياتهم غير الصحافة الصفراء الشاحبة، صحافة النفاق والتدليس ومناصرة أعداء الأمة.
قطعاً صحيح، إنها ميزانية الرؤية بامتياز، لأن قيادتنا الرشيدة شددت فيها على أمور جوهرية، إضافة لما سبق، أهمها:
- تعزيز كفاءة الإنفاق الحكومي.
- ترسيخ مفاهيم الشفافية ومحاربة الفساد.
- المراجعة الذاتية من خلال نقد الذات البناء.
- الاهتمام بالحماية الاجتماعية.
- مواصلة تعزيز مكتسبات الرؤية التي تحققت خلال الفترة الماضية.
- مواصلة الجهود الحثيثة للقضاء على مشكلة الإسكان التي حققت نتائج مدهشة أثناء الفترة القليلة الماضية.
- دعم القطاع الخاص والاهتمام بتنفيذ مشروعات الرؤية لإتاحة مزيد من فرص العمل للسعوديين من الجنسين.
أجل، إنها ميزانية الرؤية التي تأخذ فيها القيادة بكل الأسباب التي تقود الإنسان إلى النجاح، من تخطيط سليم، تفكير متقدم، عمل دءوب، مبادرات ذكية، ترشيد في الصرف، المحافظة على المال العام وممتلكات الدولة والاهتمام بعامل الوقت الذي يعد صنو الصحة التي جعلتها القيادة الرشيدة أولى أولوياتها في الميزانية لأنها أساس كل نجاح.
ومع هذا كله، لا تنسى القيادة الرشيدة في دولة الرسالة، إسناد الأمر كله لله تعالى، المنعم الوهاب الذي بيده مفاتيح كل شيء؛ فباسمه سبحانه وتعالى، وبعونه وتوفيقه، يعلن قائد مسيرتنا القاصدة إلى الخير أبداً بإذن الله تعالى الميزانية، ويؤكد: (إن الله قد وفقنا في إطار ما جرى اتخاذه حيال هذه الجائحة من إجراءات احترازية استثنائية... إلخ). كما يؤكد ولي عهدنا القوي بالله الأمين، أخي الأمير محمد بن سلمان: (تمكنت المملكة - بفضل من الله - من اتخاذ تدابير صحية ووقائية هدفت في المقام الأول إلى حماية صحة الإنسان من خلال الحد من تفشي الوباء... إلخ).
فالحمد لله رب العالمين، الذي جعل لنا قيادة رشيدة مؤمنة، تعقلها وتتوكل فتأخذ بكل الأسباب التي توفر لنا حياة كريمة آمنة مطمئنة، وتحرس مقدساتنا، وتصون استقلال بلادنا، وتحثنا دوماً على التعاون على البر والتقوى، وتحفزنا كلنا لكي نظل يد خير طولى بين البشرية إلى الأبد إن شاء الله؛ تحقيقاً لمعنى الخلافة في الأرض.