أ.د.محمد بن حسن الزير
بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية الذي يوافق هذا العام يوم الجمعة 18 ديسمر 2020م
اللهُ علّمَ بالبَيَانِ وَسَدّدا
واختارَ للتنزيلِ لفْظاً أَوْحَدا
اللهُ أعلمُ حيْث يجْعلُ وحْيَهُ
فُصْحى اللغاتِ وللأنامِ بِهَا هُدى
وأنا اللسانُ المُجْتَبَى للوَحْي قدْ
نزلتْ بهِ الآيَاتُ نُورَا مُسْعِدا
ولسانيَ الوحْيُ البليغُ مُبَيّنٌ
لِلعَبْدِ دِيناً فاستقامَ وَوَحّدا
وأنا اللسانُ فصاحةً وبلاغةً
وأنا اللسانُ لِمَنْ أرادَ تعبُّدا
الرّوحُ جاءَ إلى النبيّ محمدٍ
مِنْ ربّه كيْما يُنبّئُ أعْبُدَا
أثنَى عليّ اللهُ في قرآنِه
بلسانيَ العربيّ ، قالَ وفنّدا
هلّ الفلاحُ وفي بيانيَ آيُهُ
نزلَ الملاكُ مُعَلّما ومُرَدّدا
«اقرأ» وبِسْمِ اللهِ منْ خلقَ الأنا
مَ بقُدْرةٍ ، ولأنْ تُطيعَ وتسْجُدا
يَجْلو الضلالَ ويهتديْ بِبَيانِهِ
منْ رامَ حقّا في الحياةِ وَمَا اعْتدَى
كمْ مِنْ سَقيمِ الفهْمِ تاهَ هَديتُهُ
نَحْوَ السبيلِ وقدْ تقصّدَ واهْتَدى
أهْدَيتُه نُورَ القُلوبِ تَعَقّلاً
فَهِمَ الصّوَابَ وحازَ فِكْرَا أرْشَدا
وأنا العُروْبَةُ قالها: مَنْ قالَ بيْ
حُسْنَ البَيَانِ ، عَنَيْتُ قولةَ أحْمَدا
ما كانَ ليْ نَسَبٌ دمٌ تحكي الثقا
تُ وإنّمَا نَسَبيْ البَيانُ مُسَدّدا
عِرْقي الفصاحةُ والبلاغةُ والنّهى
في منْطقِ الكلِمِ البليغِ له صدى
نَسَبيْ عُروبةُ قائلٍ عَذْبِ اللسَا
نِ بقولِهِ حَسُنَ الكلام ُ وجوّدا
في صوتيَ الحانيْ وفي لفْظي بَدا
حسْنُ البيان جلالةً وتفرُّدا
في حُسْنِ إشْرَاقيْ ورَوعَةِ مَنْطِقي
عَظُمَ البيانُ بِهِ ، وزان َ المُنتدى
وسموتُ في لفْظي، وإبداعي سَمَا
في فنّه جلّى ، وفي عِلْمٍ بَدا
سُلْطَانِيَ السّحْرُ الحلالُ وآيُهُ
بِدَعُ الخَطِيْبِ ؛ مَقاَلُه أو مَا شَدا
وصُنِعْتُ في كنَفِ الإلهِ رعايةً
وترعْرعَتْ فِيّ المناقبُ مذْ بَدا
عَهْدُ الكلامِ وصارَ ليْ حُكْمُ البيا
نِ شريعةً ؛ رُوِيَتْ ، وقالَ ، وأنْشَدا
وتشرّفتْ عُصْمُ القصائدِ ، عُلّقتْ
من حُسْنها ، في الكعبةِ الغرّا نَدَى
وأنا اللتي شَرُفتْ بأعْظَمِ مِنْحةٍ
جادَ الإلهُ بِهَا عَلَيَّ وقلّدا
طُوِّقْتُ بالفَضْلِ العَمِيْمِ ومِنّةٍ
ما نالها لُغةٌ سِوايَ ومَا لدَى
يُسّرْتُ في حَرْفي وفي كَلِميْ لِمنْ
رامَ التّذكّرَ قُرْبَةً وتَعَبُّدا
وحُفِظْتُ بالذكْرِ الحَكيمِ وآيِهِ
يُتلَى بِيَ القرآنُ مَا مَرّ المَدَى
غنّى بِيَ العُبّادُ فِي تلْحِينِهمِ
بتلاوةٍ ، في خلْوةٍ ، وتَهَجُّدا
والقارئُ القرآنَ في شَغَفٍ وفي
حُبِّ الإلهِ تقرّبَا وتَوَدّدا
أحْيَا بِهِ ليْلَ العِبَادَةِ ضَارِعا
ومُناجِيَا رَبّ العِبَادِ مُوحّدا
** **
الرياض - المملكة العربية السعودية