خالد بن حمد المالك
لم يتبق كثير على الموعد المحدد لالتئام القادة في اجتماع قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربي، وما زالت التحليلات والقراءات والتوقعات والاستنتاجات هي سيدة الإعلام وعناوينه على مستوى أهم حدث خليجي سوف تكون له نتائجه وقراراته المؤثِّرة على مستقبل منطقتنا الخليجية.
* *
ومن المتفق عليه بين ملوك وأمراء قادة دول المجلس، أن الحفاظ على منظومة مجلس التعاون، وازدهار دوله، وتنمية متطلبات شعوبه، تأتي ضمن أولويات اهتماماتهم، وأن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -تحديداً- يضع ضمن رؤيته أن تتحول هذه المنطقة إلى أوروبا جديدة، بالغة الأهمية.
* *
وفي كل لقاءات واجتماعات وأحاديث ومقابلات للأمير محمد بن سلمان يذكِّرنا دائماً بأن جهوداً تبذل وراء التنمية التي تشهدها دول المنطقة، وبالذات دول مجلس التعاون، وأنها ستحولها إلى منطقة جذب متميزة، ومن شأنها زيادة معدلات تنمية الدول الخليجية، وفرص جذب للاستثمارات فيها، وتحسين حياة شعوبها، وزيادة معدلات انخراطهم في أسواق العمل، وزيادة الفرص في القطاعات الجديدة والواعدة.
* *
وما دمنا نتحدث عن رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وطموحه لأن تكون دولنا أوروبا جديدة، فإن تحقيق ذلك ينبغي أن يصاحبه إزالة كل ما قد يعرقل أو يعيق تحقيق رؤية سموه، من منطلق حرص المملكة على تآلف كل أعضاء المنظومة الخليجية شعوباً وحكومات، وهذا ما نتطلع إليه ونأمله من القمة الخليجية في دورتها الـ41 .
* *
ويأتي حديثنا عن الأمير محمد بن سلمان، ودوره في لم الشمل الخليجي، والدفاع عن مصالح دوله وشعوبه، من خلال ما نراه ونلمسه من علاقات وثيقة تجمع سموه مع قادة دول مجلس التعاون، وحرصه على تبادل الزيارات رفيعة المستوى لتنسيق المواقف وتكاملها، وصولاً إلى تحقيق كل ما من شأنه الحفاظ على وحدة هذا الكيان، وتعزيز أمن دولنا، وتقوية المجلس لمواجهة التحديات والتهديدات الإقليمية التي تتربص بدولنا.
* *
ومن الطبيعي أن يصاحب تفاؤل شعوب دول مجلس التعاون الخليجي الذي يسبق انعقاد القمة الخليجية في اليوم الخامس من الشهر القادم، ما تتوقعه من أن تكون قرارات المجلس بمستوى هذا التفاؤل، وأن تطوى كل صفحات التأثير السلبي والمواقف والسياسات التي لا تخدم دولنا وشعوبنا، وهذا إن تحقق -وهو المتوقع- فسوف تشهد منطقتنا ازدهاراً اقتصادياً، واستقراراً أمنياً، ورخاءً تنعم به شعوبنا، ومرحلة جديدة من علاقات الأخوة الصادقة التي لا يدنسها موقف أو اختراق أو سياسة تتعارض مع مبادئ الأخوة والجوار والمصالح المشتركة.
* *
غير أن التوقعات والآمال شيء، وما يجب أن تسفر عنه هذه القمة من نتائج في هذه الظروف الاستثنائية شيء آخر، إذ إن الملفات التي كانت على طاولة اجتماع وزراء خارجية المجلس الذي عُقد في البحرين تحضيراً لاجتماع القادة وتم الاتفاق عليها، وتلك الموضوعات التي ترك وزراء الخارجية أوامر البت فيها وأخذ القرار المناسب بشأنها للقادة، تضعنا أمام الانتظار المتفائل إلى حين اجتماعات القمة، والإعلان عن القرارات والتوصيات التي تشغل أذهاننا جميعاً.
* *
ومن المؤكد أن قادة دول مجلس التعاون ما كان ليلتم شملهم في هذا الاجتماع الاستثنائي، لولا وجود الرغبة لدى الجميع في تجاوز كل ما يعيق المرحلة القادمة من التميز في العلاقات التي تنتظرها شعوب دول المجلس، وصولاً إلى تحقيق طموحاتنا وتطلعاتنا نحو الأفضل.