خالد بن حمد المالك
تقدَّم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان جموع المواطنين لتلقي الجرعة الأولى من لقاح كورونا؛ ليزيل بذلك - وهو القدوة - مخاوف بعض المواطنين، ويشجّعهم على الإسراع بأخذها؛ ليقيهم بأخذها- إن شاء الله - من الإصابة بكورونا. وكان إقدام ولي العهد على أخذ التطعيم في وقت مبكر مؤثراً في تضاعف عدد المطعمين؛ إذ ارتفع إلى ثلاثة أضعاف إثر قيام الأمير بأخذ الجرعة الأولى. كما ارتفع عدد المسجلين على قوائم الراغبين بالتطعيم إلى خمسة أضعاف في الساعة التي تلت تلقي الأمير محمد بن سلمان اللقاح، فيما ارتفع الإقبال على مراكز التطعيم إلى ثلاثة أضعاف المعدل اليومي الذي كان عليه قبل تطعيم سمو الأمير. وكل هذا تحقق لأن الأمير القدوة سارع إلى أخذ التطعيم مبكرًا.
* *
هذه الإحصائيات تعني -فيما تعني- أن هناك ثقة كبيرة وعالية بالأمير محمد بن سلمان، وقيادته الحكيمة لهذه الأزمة، حتى أُمكن من السيطرة عليها، بأكثر مما قَدرَت عليه الدول الكبرى. قيام سموه بالتطعيم كأنه أراد أن يطمئن المواطنين على سلامة ومأمونية اللقاح. وتلك ترجمة عملية لحرصه الكبير، ومتابعته المستمرة في توفير اللقاحات لعموم المواطنين والمقيمين في إطار جهود المملكة لاحتواء هذه الجائحة، والسيطرة على هذا الفيروس. وفي المقابل، وكأن سموه أراد أن يبعث برسالة إلى المواطنين والمقيمين بأنه يثق ثقة كبيرة في القطاعين الصحي والدوائي بالمملكة، وبالخيارات التي قدموها ويقدمونها لتحصين الناس من كورونا باللقاحات الأكثر مأمونية وفاعلية.
* *
نستخلص من قيام ولي العهد بأخذ الجرعة الأولى من اللقاح، وتفاعُل المواطنين والمقيمين مع ما أقدم عليه سموه، قوة وحجم تأثير شخصية الأمير محمد بن سلمان؛ بوصفه قائدًا ملهمًا، محبًّا للمواطنين وللمقيمين. وكذلك حرصه على بذل الأسباب لرفع مستوى القناعة بالقرارات المتعلقة بالصحة العامة، وبينها الخطة الوطنية للقاح كوفيد19 التي تقوم بتنفيذها وزارة الصحة، وهو ما يفسره وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة بالقول: «إن هناك توجيهات من ولي العهد بتقديم أفضل الخدمات للمواطنين والمقيمين. وإن ما نراه اليوم من مكتسبات تحققت للمملكة منذ بداية الجائحة هو امتداد لإحدى أهم السياسات ضمن رؤية المملكة 2030، وهي سياسة (الوقاية خير من العلاج). وقد تمثلت في تكثيف الإجراءات الاحترازية الاستباقية، والتأكيد على أن صحة الإنسان أولاً، وتوفير اللقاح الآمن والمعتمد دوليًّا في وقت قياسي، وتوفيره للمواطنين والمقيمين؛ وهو ما جعل المملكة من أفضل دول العالم في مواجهة جائحة كورونا».
* *
هذا الكلام الجميل لوزير الصحة إنما يعبّر عن حقيقة ملموسة ومشاهدة، تدعمها الإحصائيات والأرقام والنتائج، وهي تعكس بجلاء اهتمام الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان والحكومة بكل أجهزتها، وبخاصة وزارة الصحة، والأجهزة الحكومية الأخرى ذات الصلة بالتعامل احترازيًّا مع هذه الجائحة، وتطبيق الأنظمة التي سُنت استثناءً للحد من خطورة هذا الوباء، وتقديم الخدمات المناسبة لحماية المواطنين والمقيمين من التأثيرات السلبية على صحة الناس؛ ما جعل الجهد الذي بُذل، والعمل الذي تم، والإنجازات التي تحققت، موضع تقدير الداخل والخارج. بحكم أن المعايير والشفافية التي تم التعامل بها مع هذه الجائحة أعطت انطباعًا على كفاءة الأجهزة الصحية في المملكة، والأجهزة الأخرى المساندة لاحتواء هذه الجائحة.