سلمان محمد البحيري
هناك جمال من روعته يبكيك أحياناً، فجمال الطبيعة يكون ساحراً للفلاسفة والأدباء والشعراء الذين يأتيهم الإلهام بسببه حينما يروا ذلك، وتتهيض قريحتهم عند رؤية هذا النوع من الجمال، فتجعل الإنسان يؤمن ويقول سبحان الله ما هذا الجمال الذي أُحسِن صُنعه، فالطبيعة حينما يعبث بها الإنسان وتطالها الحروب أو عندما تصلها المدنية يصبح هناك تلوث من عوادم المصانع والسيارات وقطع للأشجار، ومؤلم بأن يختفي هذا الجمال الساحر وتطاله أيدي الخراب والتجريف والتقطيع في الصخور والأشجار والأزهار وتلويث الأنهار وموت الكائنات الحية هناك ومنها الفراشات والنحل، فهذا جمال إذا فقد لا يمكن تعويضه لأن الطبيعة يوجد بها كنوز وتعيش عليها مخلوقات كثيرة وتعتبر ملاذاً آمناً ليس للحيوان والطيور وغيرها من المخلوقات فحسب، وإنما للإنسان أيضاً حيث يجد في تلك الأجواء راحة البال والبعد عن التلوث والضجيج وإيقاع الحياة السريع، لأنه مكان هادئ ومريح للأعصاب وذلك حينما يشعر بقسوة الحياة وكثرة ضغوط المسؤوليات، فيستجم الإنسان في هذا الهدوء والصفاء ومستمتعاً بموسيقى الطبيعة من غناء العصافير والطيور وحفيف الأشجار وصوت الرياح وخرير المياه وأصوات الحيوانات وصوت الرعد والبرق وقطرات المطر وشلالات المياه وجريان المياه في الأنهار العذبة، ومستمتعاً أيضاً بنقاء الهواء وعذوبة الماء، لذلك كان لابد من إيجاد المسطحات الخضراء والحدائق الكبرى من خلال زراعة الشجر في المدن لإيجاد متنفس لسكانها والمحافظة على البيئة البكر في خارج المدن بعدم الاحتطاب وترك المخلفات فيها.
وقد قال جيمي كارتر الرئيس الأمريكي السابق: «مثل الموسيقى والفن، حب الطبيعة هي لغة مشتركة يمكن أن تتجاوز الحدود السياسية والاجتماعية».
وقد قال أحمد صبري غباش: «الطبيعة مجرد وسيلة رمزية بسيطة أهدانا الله إياها، فقط كي نأخذ من خلالها فكرة عن الجنة».
فجمال الطبيعة التي أبدع الله في خلقها، شاهداً قوياً على عظمة الله وأنه سبحانه جميل يحب الجمال، فإذا كانت هذه الطبيعة في الدنيا، فكيف بالجمال الساحر في جنات النعيم، ومهما رأت العين وتحدث الأدباء والفلاسفة والشعراء فلن يستطيعوا وصف سحر الطبيعة، لأنه شيء لا يصدق لذلك نتفاعل مع هذا الجمال ونقول سبحان الله الذي أحسن خلق كل شيء.