علياء بنت خميس الزهراني
من الوجهة التاريخية لأبناء الجزيرة العربية وواجهة الإرث والأصالة ذات الموقع والمناخ الذي يستهوي الجمال ورعاتها، من الصياهد في أرض الدهناء حيث تسرد العروق الرملية قصص القوافل ذهاباً وإياباً حتى أضحت اليوم المركز لمسيرة الإبل تتباهى في كرنفال ضخم أولته الحكومة الرشيدة عنايتها واهتمامها بمهرجان الملك عبدالعزيز لمزاين الإبل حيث يعد المحفل الذي يجتمع فيه هواة الإبل بشغفٍ يجسد عراقة ابن الصحراء ووفاءه لرفيقة أسفاره (الإبل) في مشهد منظم يليق بحضارة المملكة العربية السعودية ويعكس ثقافة وإرثا يفخرون به على مدى التاريخ في القدرة على مراس الصحراء وظروفها المختلفة، يُطَوقه حضورٌ أمني مكثف ومشرّف لتجمع أمني مكثف في قلب المهرجان حيث العمليات المشتركة من كافة القوات الأمنية تقيم عُرسا يوميا على مدار الحدث بتواجدها المكثف عالي الدقة في التنظيم والمتابعة والإقامة بجميع مواقع المهرجان تجول المكان في هيبة الأسود حين تخرج من عرينها في منظر تُدهش منه العين وتشرئب الأعناق فخرًا به، ليس هذا فحسب، فالخُلق السامي والرفق الذي يتحلى به رجال الأمن في التعامل مع أفراد المجتمع لكونهم جزءا من مجتمع إسلامي ذي قيم عُليا أصيلة يذكرنا بنهج بلادنا وقادتها مابين الحزم والحلم، في الضرب بيد من حديد على من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن والإنسانية العالية التي سطرتها في كل مواقفها النبيلة نحو الإنسان أياً كان، إن هذا المهرجان بوصفه جماهيريا يقع ضمن سلسلة التعامل مع الحشود التي أجادت وزارة الداخلية ممثلة في الأمن العام في إدارتها حيث إن الخبرة التراكمية القائمة على خطط تنظيمية واستقرائية تُعد حجر الزاوية في العملية الأمنية المحكمة، ويشرف عليها قيادات القطاعات المختلفة باهتمام لافت وينفذها رجال تمرسوا وتمرنوا على مجابهة الصعاب وفاءً وولاءً وطاعة لولي الأمر تُكسب التجارب الجديدة طابع النجاح المبهر، وكأن الأمر في قبضة رجل واحد، وحين يتصدر المشهد تصرف فردي لشخص يحاول طمس هذه الجهود بلحظة هوجاء عمياء متخمة بالحماقة وجهل العواقب مهما كانت الدوافع فإن التفسير المحتمل يتمثل في قدرة الجريمة على التشكل والتماهي والمجرمين على المراوغة والتحايل والمحاولة الفاشلة قطعاً لتعتيم قوة الأمن التي سرعان ما تعلن أن المجرم (في قبضة الأمن)، ولا أدل على هذا مما حدث قبل أيام عند إحدى بوابات المهرجان ذاته ففي غضون ساعات أعلنت شرطةلرياض عن القبض على الشخص الذي قام بإطلاق النار في الهواء ولاذ بالفرار لتؤكد أنها بالمرصاد للعابثين والمتلاعبين بأمن البلاد، شرطة منطقة الرياض التي تواجه التحدي الأكبر في المدينة الممتدة والمتمددة عمرانياً وحضارياً أثبتت كفاءتها في الرصد والمتابعة وثقة الناس بقدرتها على حفظ الأمن وضبط سلوكيات المجتمع في مرحلة الحراك المجتمعي والتغيير المتسارع فمن موسم الرياض وتطبيق لوائح الذوق العام إلى تداعيات جائحة كورونا ومتابعة تطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية ومابينهما من ظروف مختلفة أو أحوال عادية مافتئت حاضرة متأهبة تجسد الهيبة الأمنية حسياً وشعورياً، فلا غرابة إذاً أن تكون المملكة العربية السعودية بمثل هذه القوة الأمنية التي تعد عضواً في جسد أمني متكامل عملت على تقوية بنيته فأصبحت الأولى بين مجموعة دول العشرين في المؤشرات الأمنية وفي مؤشر ثقة المواطنين بخدمات الشرطة وهو مؤشر يقيس الثقة الشعبية بالضبط الأمني وفاعليته في فرض النظام والأمن، وهكذا نمضي مراحل متجددة وأزمات طارئة وأحداث مستجدة بأمن يحترف صناعة المجد والسلام ولايعرف للتراخي والراحة سبيلا.