لاحظنا أن العديد من الدول التي تفاءلت بفوز جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة هم غالبًا الدول التي تعتمد كثيرًا في سياساتها الداخلية على دول أخرى والتي تأمل أن تكون السياسات الخارجية للرئيس الأمريكي الجديد أفضل من سابقه، أيضًا بعض تلك الدول تعتقد بأن بايدن سيتخذ قرارات سلبية ضد السعودية نصرةً لقضاياهم.
هؤلاء هم أنفسهم الذين فرحوا بقدوم دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، ولكنهم تفاجأوا بأن أول دولة اختارها ترامب في زياراته الرسمية الخارجية كانت السعودية، ونسوا بأن السعودية هي قلب العالم الإسلامي ولها تأثير قوي جدًا على الدول الإسلامية، ولهذا اختارها ترامب في أولى جولاته الخارجية.
تجاهلت تلك الدول كذلك أن المملكة لها ثقل اقتصادي عالمي بارز، ولهذا نجدها ضمن مجموعة دول العشرين G20 التي تضم أكثر الدول تأثيرًا في الاقتصاد العالمي. غضت تلك الدول نظرها أيضًا عن النفوذ السياسي والدبلوماسي القوي للسعودية عالميًا، بالإضافة إلى قدرتها على تشكيل تحالفات عسكرية وخير مثال على ذلك هو تأسيسها للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في 2015.
يقول السفير السعودي السابق في واشنطن الأمير بندر بن سلطان في إحدى لقاءاته التلفزيونية بأن كل رئيس أمريكي منذ عهد روزفلت إلى الآن تعامل مع السعودية باحترام، ولكن كل مرشح ذكر كلامًا سلبيًا تجاه المملكة أثناء ترشحه للرئاسة يكتشف الرئيس بعد توليه المنصب بأن السعودية دولة ثابتة وصادقة وتعمل في سبيل الخير.
حديث الأمير بندر يثبت بأن رؤساء أمريكا يستهدفون السعودية بتصريحاتهم المستفزة أثناء الترشح الرئاسي ويتراجعون بسرعة عن مواقفهم ولو كانت السعودية دولة هامشية لما هاجموها في خطاباتهم السياسية من الأساس، فالمملكة دولة كبرى ثابتة ومؤثرة ولا تتأثر بمن يحكم في الشرق أو الغرب.