عايض البقمي
أجل هناك من ملاك الخيل وسط أهالينا في الجوار الخليجي من طرق أبواب العالمية.. لكننا لم نكن أبداً متقاعسين من تلك الساحة العالمية المتسعة الأرجاء، بل إن الملاك السعوديين من سبقوا الآخرين على المستوى الخليجي للعالمية وتربعوا على عرش أكبر البطولات ولنا قدوة بفريق جود منت والأمير أحمد بن سلمان.
حراك في بعض أنحاء الساحة الخليجية لا يمكن إغفاله، ففي دبي أصبحت كأس دبي العالمية علامة فارقة في المنطقة وبانت جوائز هذا الكرنفال العالمية وهي العصب الرئيس في جذب أباطرة الخيل في العالم ثم سارت بلادي على نفس النهج وهي تقيم كأس السعودية العالمية وكأغلى سباق في العالم أقيمت نسخته الأولى الموسم الماضي.
لكن سؤالي الذي يلح في الخاطر يا سادة يا كرام قبل الخوض في طرحنا المهني الهمام، وتحديداً لمن يجيدون طبخة التقييم التي تسهم في تقدير التقدم لا التقهقر والتندم نحو تحقيق رؤية وصفه ناجعة لتصحيح المسار.
سؤالي الذي يقرقع في مخيلتي منذ فترة بالله عليكم يا صفوة القوم وعشاق المفرحات المزعلات الصافنات العاديات.
هل الوصول إلى لعالمية هو المهم أم صناعة العالمية هي الهدف والأهم؟
الإجابة لحسن الحظ سهلة وبديهية، فبالطبع صناعة العالمية هي الأمثل والأكمل اتساقاً مع المقولة الشهيرة (الوصول للقمة ليس الهدف، بل المحافظة عليها هي والله قمة الأهداف).
في خليجنا، بل على امتداد الساحة العربية وفي وضوح الشمس في رابعة نهار الجنادرية «الضاحية» في قلب عاصمة العرب الغالية تتربع السعودية على غزارة صناعة إنتاج الخيل في المنطقة وبفوارق شاسعة عن البقية، لكن تبقى منجزات الملاك الخليجيين ماثلة وراسخة بميزتها الوقتية لقوة الشراء ودون أن تتزين (بماركة انتج في السعودية).
من يريد تحريك الجبل عليه أن يبدأ بجمع الأحجار الصغيرة! هكذا بدأت في السنوات الأخيرة صناعة الإنتاج تبرز في الواجهة خصوصاً عبر غارات جيادنا السعودية نحو أشواط المستورد والإطاحة بها مراراً ولعل آخرها بالأمس القريب زعيم جياد السعودية (الزحزاح).
يسجل للمرة الثانية تحقيقه أفضل زمن وعلى حساب جياد المستورد.
ومن شارك في كأس السعودية في نسختها الثانية فإنه بحول الله قادر على تمثيل الإنتاج السعودي بمستوى الطلعات والطموحات التي لا حدود لها متى ضاعفنا الاهتمام بالإنتاج وتحفيز هذه الصناعة فإن عقدة الخواجة ستنجلي وبمساعدة نحسبها ضرورية المقاصد وينبغي توفرها وفي أقرب وقت دعم نادي سباقات الخيل بالأفعال لا الأقوال وأولها جلب الفحول العالمية.
إضافة إلى استهداف المشاركات الخارجية ما حدا بي لكتابة تلك المقالة الإقبال الخجول الذي طال المزادات السعودية. وفي الأعوام الماضية وهذا العام وفي وقت بلغت فيه ثقافة المنتج السعودية أعلى درجاتها في المزاد الأخير، ناهيك عن المزارع الكبرى التي تسير في تطوير إنتاج مزارعها.
المؤكد أن سوق الخيل السعودية هي اليوم (نيو ماركت) الشرق الأوسط وسيكون دعم المنتج السعودي تصديراً وتحفيزاً هو الميلاد الحقيقي لنتائج مبهرة متى وثقنا في إنتاجنا السعودي ودعمناه تحفيزاً وتشجيعاً.
إن اتجاهنا صوب صناعة الخيل لن يكون نشازاً ضمن معزوفة التجاوب العالمية، فقد نهجت اليابان مثلاً خطوات صارمة في مسألة صناعة الإنتاج وبانت التجربة اليابانية فريدة من نوعها حيث استقطبت العديد من الفحول المنجبة والشهيرة بداية بالفحل Sudaysilenee وحققت قفزات هائلة في صناعة الإنتاج وفعّلوا كذلك دور Nationalstad باستقطاب العديد من الفحول العالمية لمصلحة الجوكي كلوب الياباني ورفع إنتاجهم بوضع رسوم رمزية ولنا في فحلهم النافق والعالمي (ديب أمباكت) ثم مروراً بكاليفورنيا كروم، لتعزيز الإنتاج الياباني ومن أقصر الطرق لتصحيح جيادهم المحلية نحقق المكاسب في المضامير العالمية وبصنع ياباني واللافت في هذا الخصوص أنهم لم يوجهوا الدعوات للمشاركة في سباقاتهم الأعلى نطاقاً باستثناء (فريق قودلفين).
أيضاً الجواد العالمي تزلزلوا بطل البلمونت وثاني سباق الكنتاكي جاء بصناعة ولاية نيويورك الأمريكية.
وكنا قد شاهدنا الوقوف معه إعلامياً وجماهيرياً من نفس الولاية والدعم اللوجستي الكبير الذي وجده وأصبح علامة فارقة ويسعون لوضع جائزة كبرى باسمه في تأكيد على التفاخر بإنتاج تلك الولاية.
قريباً سيكون سؤالي من الماضي فرجال بلادي ورموزها يدركون أن كل رهاناتهم رابحة بعون القوي القادر وأن رب العباد جند لفروسيتنا رجال بلادي المخلصين القادرين على القفز بأبصارهم ورؤاهم إلى الغد ويتشرفون لفروسيتهم واقعاً مشرقاً وصناعة مشرقة تحتاج فقط (الثقة).
إنها سطور جادة لا تتكئ على أضغاث أحلام المحبطين، فما تعلمناه من تجاربنا الحياتية أن البداية المدروسة الممتزجة بالفكر والدعم المادي تعني قطع نصف المسافة لتحقيق أي طموح وتلك فقط أفكار لضربة الانطلاقة. السر في البداية الحصيفة ومن صلب قاعدة متينة وبعد ذلك تتوالى خطوات النجاح وسلامتكم دام عزنا وعزكم.