محمد ناصر الأسمري
أفاء الله جلَّ وعلا على بلدنا المملكة العربية السعودية من الفضائل والنعم ما يدعو إلى الشكر الوفير، ليس بالثروة النفطية والقرار والاستقرار السياسي والاجتماعي، بل بالثروة الأخلاقية والشهامة في المواقف الداعمة للأعمال الإنسانية.
كان بلدنا وما زال وسيظل سندًا وعضيدًا لقضايا العرب بشكل أخص ومباشر لكل ما يهم الإنسانية من قيم ومثل دونما نظر أو انتظار لشكر أو إشادة.
حينما ينظر المرء اليوم لما حلَّ ويحل في العالم من كوارث طبيعية أو من فعل بشر، فإن المجال واسع للنشر والإذاعة بما تسهم به بلادنا من غوث ومعونات مالية قبل السياسية، ليجعل المنصفين من قادة الرأي في العالم من لا يجد غضاضة أن يشير للمواقف الداعمة الراعية من وطننا شعبًا وقيادة، والأجمل أن من أعمي البصر والبصيرة من بني جلتنا صليبة وعشيرة لا مجال أو سعة لإقامة أي اعتبار لما يخرصون به من تهويمات وتضليل في الفهم والوعي والإدراك.
كنت أتساءل كثيرًا، لِمَ لا توجد في بلادي السعودية مخيمات لاجئين؟
بينما في بلدان عربية مخيمات لاجئين كما في سوريا ولبنان واليمن، ولمن؟ لأخوة لنا صليبة وعشيرة من فلسطين وأخوة في الإنسانية من أثيوبيا وغيرها ممن ابتليت بأناس من بني جلدتهم دمروا أوطانهم ناسًا وأرضًا وشجرًا ومدرًا،
كل من ساقتهم المقادير للهرب من أوطانهم واستوطنوا بلادنا السعودية لم يعزلوا في مخيمات ولم يدعوا أنهم لاجئون. هم معنا في الأرض أهلاً وسكانًا، لهم الرعاية والعناية في التعليم والصحة والتوظيف.
وجدت في اليمن مخيمات للفلسطينيين والصوماليين والأحباش.
وفي لبنان مخيمات عين الحلوة والمية مية ومثلها في سوريا مقفلة على من حبسوا فيها لا يخرجون منها لا لعمل ولا غيره.
بل في ليبيا مخيمات للهاربين من جور الجائرين من كل مكان.
الأسبوع الماضي حدث شيء مرعب في مخيم في بيروت، حين أُحرق المخيم وصار من أسكنوا فيه في العراء في زمهرير الشتاء القارص، ولا يُعرف لمصلحة مَن كان هذا العمل الإجرامي المشين؟ هل من مصلحة سياسية ناحرة أو منتحرة بررت هذا الفعل.
في المقابل تحركت النخوة العربية والإنسانية فتعهدت قيادة وطننا بالتكفل بإعادة المخيم وتوزيع الملاحف والغذاء، فهل شكرًا من الإنسانية للملك سلمان وولي العهد تكفي وتفي أم أن الشهامة هي العنوان الدائم لوطننا أرض القبلة والأرومة والاستقبال.
وصدق الله العظيم القائل في كتابه {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} (26) سورة يونس.