«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
منذ بداية هذا الموسم «الاستثنائي» لم يقدم فريق الهلال أي مباراة تجعل المتابع للمشهد الرياضي يكون راضياً عن الأداء الفني للفريق باستثناء مباراتي الفتح والقادسية في الدوري، بينما كان فريق الهلال يفوز في جل مبارياته دون أي مستوى، وهذا ما جعله يفقد النقاط توالياً جراء خسارته من فريق الوحدة ومن ثم التعادل مع فريقي الشباب والاتحاد، ليقترب منه المنافسون بشكل كبير.
انخفاض وتراجع مستوى فريق الهلال له مسببات كثيرة لعل أهمها تراجع مستوى بعض اللاعبين، فمهاجم الهلال وهدافه الفرنسي قوميز يعيش فترة عصيبة وكأنه مشتت، فلا يمكن تصديق أن هذا القناص الذي كان يسجل من أنصاف الفرص، يضيع كرات سهلة جداً وأمام المرمى!! كما أن تراجع المستوى الفني للبيروفي كاريلو يضع أكثر من علامة استفهام!! ماذا حدث حتى يصبح كاريلو عبئاً على تشكيلة فريق الهلال...؟! سؤال يحتاج للمناقشة مع المدرب واللاعب، أما الظهير الأيمن محمد البريك فقد تراجع مستواه الفني حتى أصبح ضئيلاً جداً، وتراجع بشكل مخيف، فهذا اللاعب الذي كان مركزه انطلاقة حقيقة لهجمات الهلال، أصبح اليوم يعاني بشكل كبير، وما ينطبق على قوميز وكاريلو والبريك ينطبق تماماً على سالم الدوسري الذي تراجع مستواه في آخر جولتين، بينما كان قبلها نجم الفريق الثابت على مستواه.
أيضاً من الأسباب التي أدت لتراجع فريق الهلال، مدرب الفريق رازفان الذي يبدو بأنه «شبع» من البطولات بحسب تصريحه الأخير، الذي ذكّر فيه الجمهور الهلالي البطولات الثلاثية التي حققها مع الفريق، وهذا تاريخ سيسجل له، ولكن ماذا بعد...؟! فنفس المدرب خرج من بطولة آسيا الأخيرة وخرج من كأس الملك على يد الفتح، وهو في طريقه للتنازل على صدارة الدوري أن بقي يسترجع ذكرياته، فتلك الذكريات لن تبقيك بطلاً دائماً ما لم يكن لديك دافع لتحقيق المزيد من البطولات، وهذا هو هدف الجمهور الهلالي، فالبطولات التي تحققت تاريخ مضى، ولكن ماذا عن الحاضر والمستقبل...؟!
رازفان ترك عمله وراح يتحدث عن «التحكيم» في أكثر من مباراة، وهذا خطأ جسيم، فحتى وإن كان للحكام أخطاء كبيرة ومؤثرة «اعتاد عليها الهلال منذ عقود، وكان يتجاوزها» فإن لرازفان أخطاء فنية يجب عليه تصحيحها قبل أن يتحدث عن حال التحكيم، ومن تلك الأخطاء هي المواصلة على نفس الطريقة والأسلوب «اللعب عن طريق الأطراف» رغم أن الطرف الأيمن بوجود كاريلو والبريك أصبح «مشلولاً» في ظل غيابهما عن مستوياتهما، ولا يمكن أن تلعب عن طريق الأطراف لإيصال الكرة للمهاجم قوميز وهو غائب عن مستواه، وهذا ما شاهدناه في أكثر من لقاء، تصل الكرة لقوميز لكنه لا يستغلها، كما أن الفرق أصبحت تغلق الأطراف، وتلعب على الكرات المرتدة، وهذا ما جعل الهلال يعاني أمام فريق الوحدة والشباب تحديداً، وهذا الأسلوب الدفاعي البحت واللعب على المرتدات من الفرق سيجعل الهلال يعاني كثيراً ما لم يعمل رازفان على التصحيح، فلا يمكن أن تلعب طوال الوقت عن طريق الأطراف والفرق متكتلة، أين اللعب عن طريق العمق..؟. وأين التسديد...؟! وأين استغلال الكرات الثابتة...؟! لماذا جيوفينكو أصبح لا يجيد لعبها..؟! وهل رازفان يُدرب الفريق على التسديد وعلى لعب الكرات الثابتة.؟! الواضح بأن اللاعبين لا يتمرنون عليها، وإلا لشاهدناها في المباريات...!
أيضاً يتحمل رازفان تراجع الفريق بشكل ملاحظ، فإن كان لديه لاعبون مستوياتهم منخفضة، فأين البدلاء..؟! أين فواز الطريس؟! لماذا لا يحل مكان كاريلو؟! وأين صالح الشهري؟! لماذا لا يحل مكان قوميز؟! لماذا يستعين رازفان باللاعبين البدلاء حتى يتم تقييمهم بشكل صحيح، ومنها يستشعر اللاعبون الذين انخفضت مستوياتهم بأنهم لا يمكن لهم ضمان المركز بهذه المستويات...؟! وأين فييتو الذي صب الجمهور جام غضبه على الإدارة بسببه..؟! لماذا لا يُزج بأنه كلاعب أساسي حتى يُقيم بالشكل الصحيح، فما قدمه فييتو حتى الآن باستثناء مباراة واحدة يجعل الجمهور لا يرغب ببقائه، ولكن لماذا لا يُمنح الفرصة كاملة...؟!
عدة تساؤلات يطرحها المشجع الهلالي تحتاج لإجابات وافية من السيد رازفان، بينما يحتاج الجمهور من إدارة النادي وتحديداً فهد المفرج وسعود كريري مناقشة المدرب في الأخطاء التي يقع فيها باستمرار، ولماذا لا يمنح البدلاء فرصة إثبات الوجود!! ويحتاج رازفان أن يصحح الأخطاء التي يقع فيها وترك التحكيم للمختصين ولإدارة النادي، فمثل هذه الأحاديث قد تنطلي على جماهير فرق أخرى، ولكن جمهور الهلال الذي اعتاد على منصات الذهب لا ينتظر من رازفان انتقاد التحيكم بقدر ما يحتاج منه صنع فريق قادر على مواجهة التحديات وتجاوزها.
أما إدارة النادي برئاسة الأستاذ فهد بن نافل، فنقول له، لا شك بأن عملك أكثر من رائع، وتشكر على كل ما قدمته لفريقك، ولكن الهلال يحتاج لعدة لاعبين في عدة مراكز، مثل الظهير الأيسر الذي بغياب ياسر الشهراني يهتز الهلال، كما يحتاج لمهاجم أجنبي من طراز عالي، ويحتاج لقلب دفاع محلي، فهل تتحركون لسد هذه الثغرات ليكون الهلال في قمة مستواه..؟!