تمضي الأيام والسويعات ترسم على مخيلتها شدو السؤال المتكرر متى ينطلق مهرجان الحمضيات بمحافظة الحريق، لتأتي الإجابة كطراوة وعذوبة تربة ومياه وفاكهة المحصول البلدي الذي ينهمر بفضل من الله سبحانه وتعالى على الأرض الخصبة، لتتولاها السواعد الفتية وتزهو معها زهواً حتى اخضرار أرضها بالخضرة والفواكه الطرية، الأيام تتلاحق وعوامل البناء والتشييد تتواصل بانتظار انطلاقته الفعلية على أرضه الخصبة.
هذا المهرجان بل هذه التظاهرة الثقافية التي تجمع الأحباب من كل الأطياف، يحظى باهتمام ومتابعة ودعم من سمو أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر، فهو الداعم الأول للمبادرات والرعايات بل والمحمس والمبادر لدعم المنجزات الحضارية والأعمال الشبابية على ثراء هذا الوطن المعطاء، تحت ظل قيادتنا الحكيمة حفظها الله ورعاها.
هذا المهرجان أبعاده تتلون كألوان الطيف تتناثر بذوره وثماره هنا على أرض وساحة المهرجان وهناك على فيافي المزارع ومشاتل المحافظة، ليصل صداه إلى الأذهان وإنتاجه إلى الأبدان .
اللجان العاملة بالمهرجان تقف على قلب رجل واحد، تعمل ليل ونهار تشكل فريق العمل الواحد بقيادة محافظ المحافظة الأستاذ محمد بن ناصر الجرباء الذي لمست منه الحماس والتشجيع والدعم منذ نهاية مهرجان العام الماضي وهو يقف على أعتاب المستجدات يتلمس القصور والسلبيات ليحسنها، وهذا الموسم ومعه طواقم العمل من أبناء المحافظة ولجنة التنمية الاجتماعية وشباب المحافظة سيتجدد الغرس ويختلف المشهد والمنظر، فهم في روحة وجية الكل يصغي ويعمل الكل يرسم ويبني صوراً متعددة واضحة باينة وتصورات تواكب الحدث والمناسبة، عمل احترافي وجذب جديد سيشع بموقع المهرجان من جديد ليشكل تظاهرة ثقافية اجتماعية إنسانية تسويقية للمحافظة ولأهلها الطيبين ولزوارها الكرام المحفزين.
وفي ثنايا البوح طرحت وطورت الأفكار لتوازي لطف وكرم وشهامة أبناء وأهالي محافظة الحريق لتعانق شدو البذل والعطاء بمهرجان الحمضيات الخامس، هذا المهرجان يأتي مختلفاً بمبادراته وتصميماته وبرامجه المتعددة، فهو امتداد للمهرجانات السابقة المتوثبة مع صباحات ومسايا أيام وليالي المهرجان الذي بدأ متوثباً ليبقى «بإذن الله»، ونهض وانتعش وتوقد بحماس أبنائه واستمر بجلاء بدعم مباشر من القامات ورجالات محافظة الحريق البررة الأوفياء، ليكون مرسى ونبراسا ثابتا وملتقى ومعلماً سنوياً من معالم المحافظة يرتاده الزوار ليتذوقوا ثماره، ويستأنسون أهل الدار بتاريخه وعنوانه.
الحاضرون والزائرون والبعيدون عنه ينعمون ويتذوقون من خيرات الله بحمضياته وأزهاره وبعسله الشهد يطعمه وانبهاره، وبتموره من النخل الباسقات يضمدون ثماره ويسمرون بشغف في طلعاتهم البرية على رماله في غربة وجنوبه وشرقه وشماله وهامات الطبيعة والفيافي وقمم الجبال الشاهقة على مرمي البصر وجمالة، ويستمتعون معها طيلة عشرة أيام بترديد وعلو الصوت بعبارات الترحيب والتقديم والتحايا المجلجلة، وكرم الضيافة تتهادى من أهل الطاعة والكرم، والدلة والقهوة والهيل يصحبها ريحة العطر وبخور فواحة.