د.عبدالعزيز الجار الله
الاجتماع (41) لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي انعقد في محافظة العلا بالمدينة المنورة يوم أمس الثلاثاء، انعقد في أقدم المدن التاريخية في الجزيرة العربية في الركن الشمالي الغربي لجزيرة العرب، الذي يجمع الركن الغربي دول مجلس التعاون الخليجي والعراق والأردن ومصر واليمن والبحر الأحمر وخليج العقبة، وهذه دلالة تاريخية أن دول الخليج لها ارتباط تاريخي وجغرافي يربط ما بين:
- شمال الخليج العربي، وبحر عمان وبحر العرب من الشرق.
-وبين شمال البحر الأحمر، وخليج العقبة.
فقد كانت مملكة دادان العربية وعاصمتها العلا تسيطر على رأس الخليج العربي شرقا، وخليج العقبة وشمال البحر الأحمر غربا، منذ الألف الأول قبل الميلاد وحتى القرن السادس قبل الميلاد، ثم تلتها مملكة لحيان العربية لحكم المنطقة من القرن الخامس والسادس قبل الميلاد وحتى القرن الأول قبل الميلاد وعرف خليج العقبة باسم خليج لحيان.
فقد أتاحت اجتماعات دول الخليج للعالم الاطلاع على جغرافية العلا والواقعة في وادي القرى لكثرة القرى في الوادي، وقرح الاسم القديم لإحدى محطات طرق قوافل الحج على طريقي الحج الشامي المصري عبر وادي القرى، كما تميزت العلا بوقوعها في النهايات الجنوبية الشرقية لسلسلة حرات بركانية حرة عويرض وحرة الرحى وهما من الحرات البركانية القديمة، متداخلتين تقومان الحرات على نهايات جبال الحجاز الشمالية، وجنوب جبال مدين، فحرة عويرض شكلت الملاذ الآمن للمجتمعات التي عاشت في العلا حماية من الغزوات والهجرات التاريخية، حيث كانت تستهدفهم إمبراطورية الرومان، وإمبراطورية الأحباش، وتستهدف مجتمعات شمال الخليج العربي الإمبراطورية الفارسية، وتحولت مملكتا دادان ولحيان في العلا إلى حماية شمال الجزيرة العربية وممراتها المائية، كان الغزاة الرومان قبل الميلاد يدخلون الجزيرة العربية من بلاد الشام سورية والأردن وعبر خليج العقبة للسيطرة على الصحراء العربية، وتدمير ممالك تدمر العربية والأنباط وممالك شمال الجزيرة، وهنا تقف مملكة دادان ولحيان في وجه الطغاة لكسر الاحتكار الروماني.