عبدالعزيز مهدي العبار
مع انطلاق أول حملة للتطعيم ضد فيروس كورونا المستجد، الذي حصد عددًا كبيرًا من الأرواح، وشل اقتصادات العالم، وتسبب بخسائر كبيرة جدًّا لدول عدة، ما زالت مراكز الأمراض والسيطرة والوقاية منها (CDC) توصي باتباع التدابير والتوصيات والاحترازات الصحية من لبس الكمامة وغسل اليدين وتطبيق التباعد الاجتماعي.
اللقاح لا يعني ترك الاحترازات والعودة للحياة الطبيعية كما كانت قبل سنة مضت، بل قد يضطر الشخص الذي تلقى اللقاح إلى عزل نفسه إذا ما شعر بشيء من الأعراض المعروفة من ضيق في التنفس، والحرارة، أو الصداع، والألم العام بالجسم، وفقدان حاستَي الشم والتذوق.. ولا يوجد حتى الآن أي دليل علمي موثوق يضمن عدم إصابة الشخص بكورونا المستجد أكثر من مرة حتى مع أخذ اللقاح الذي يفترض أن يبني أجسامًا مضادة للجسم، بل سُجلت حالات عديدة أظهرت نتائج التحليل أنها في المرة الأولى كانت إيجابية وبعد أسبوعين أصبحت سلبية، بعد أن شفيت عاودت إيجابية بعد شهرين ونصف الشهر من تكوُّن الأجسام المضادة. وهناك دراسات ما زالت ترى أن الوقت مبكر جدًّا لاختفاء هذا الفيروس تمامًا حتى مع أخذ اللقاح، وأن كورونا سوف يكون فيروسًا موسميًّا أشبه بالإنفلونزا الموسمية.
ويأتي دور المواطن والمقيم في تطبيق الاحترازات وتوصيات مراكز الصحة العامة؛ حتى تنجلي هذه الغمة؛ إذ دخلت في هذا الوقت بعض الدول الأوروبية في موجة ثالثة، وما زالت دولهم مغلقة بسبب تعقيدات أنظمة تلك الدول، التي تفتقر لنظام حكومي قوي ومتين في سَن القوانين والأنظمة، واعتماد الميزانيات، وتشكيل لجان مختصة للرد على هذا الوباء بسرعة مهما كانت تكاليفه دون حزبية أو مصالح سياسية.. فالسعودية أصبحت مضرب مثل للعالم كله، يدرس في سلاسة وتعامل الجهات الحكومية مع بعضها للاستجابة والرد على الفيروس، وخفض مؤشر الإصابات، إضافة للتوعية والتثقيف الذي رافق تلك الإجراءات والبروتوكولات لخدمة المواطن والمقيم على حد سواء.
لا تألو حكومة المملكة العربية السعودية أي جهود في خدمة الإنسان؛ فهي من أولى الدول في المنطقة استجابة قبل أمريكا وأوروبا، وهي اليوم من أولى الدول حصولاً على لقاح كورونا المستجد، وقبل ذلك ما زالت المستشفيات والعيادات المنتشرة في كل المدن السعودية تستقبل المرضى والراغبين في إجراء الفحص وتلقي العلاج؛ وذلك تنفيذًا لأمر خادم الحرمين الشريفين، بمتابعة مستمرة ودقيقة من ولي عهده الأمين لضمان سير عملية التصدي للوباء المستجد بشكل يضمن الحصول على الخدمات الصحية للجميع دون استثناء، وبجودة عالية، وبشكل مجاني.
** **
- أمريكا