عبدالعزيز مهدي العبار
-في ظل التطور والثورة العلمية التي وصل لها العلماء في القرن الواحد والعشرين، ما زالت تنتشر المعلومات المغلوطة في الفضاء الإلكتروني كالنار في الهشيم، التي تهدد المجتمعات المتحضرة؛ إذ ما زال يتظاهر مجموعة من الناس أمام البيت الأبيض والمحاكم المخصصة للأخطاء الطبية واللقاحات في واشنطن، ويطالبون بإيقاف كل اللقاحات التي بالأساس توفرها الحكومة مجانًا، أو بسعر رمزي؛ وذلك لمنع المرض وزيادة العمر الافتراضي للإنسان وتحسين جودة الحياة.
لماذا؟ ومن هم المتظاهرون؟
مع التوتر السياسي بين الأحزاب المتنافسة على حكم البيت الأبيض، ومع صدمة العالم بالإغلاق والحظر وتعطيل المدارس والأعمال، انتشرت أخبار ومعلومات تحمل الصفة الرسمية لكثير من الصحف والجامعات المرموقة والقنوات الرسمية والمشهورة في العالم، أكثر وأسرع من انتشار الفيروس المستجد نفسه، وأطلقت منظمة الصحة العالمية على هذه الإشاعات مصطلح infodemic، وهي كلمة مركبة، وتعني المعلومات الوبائية غير المؤكدة التي لا تحمل الصفة الرسمية، ولا توجد دراسات كافية تؤكدها أو تنفيها. وعلى سبيل المثال: ادعاء أن الفيروس يموت بالحرارة أو التعرُّض للشمس، أو كيفية انتقاله. علمًا بأن انتقال الفيروس إلى الآن لغز حيّر العلماء، وخصوصًا لمن يحملون الفيروس وليس لديهم أي أعراض.
لذلك، يصدق البعض نظرية المؤامرة، ويخشون على أنفسهم، وخصوصًا مع وجود حرية الإعلام في أمريكا التي استخدمها البعض في التسويق لنفسه أو لقناته على السوشال ميديا لكسب عدد كبير من المتابعين، وجني أرباح مالية بذلك.
وفي دراسة أُجريت على رافضي اللقاحات لمعرفة أسباب الامتناع وجدت أن المستوى التعليمي لهؤلاء 85 % كان (ضعيفًا جدًّا)، وأغلبهم لا يحمل مؤهلاً ثانويًّا، ونسبة 10 % يحملون بكالوريوس، و5 % دراسات عليا، إضافة إلى أن هذه الشريحة من الناس يوجد بينهم متدينون ترفض دياناتهم هذه اللقاحات ونقل الدم والبلازما، ويعتبرون ذلك شيئًا محرمًا.
الولايات المتحدة الأمريكية ثاني أكبر دولة بالجهل والأمية في العالم بين الدول النامية!!
نسبة الجهل في أمريكا تقدَّر بـ32 % بين فئة الشباب، وهذا منتشر في الولايات المتحدة الأمريكية؛ إذ أن اغلب الطلبة في مرحلة الثانوية العامة يتركون الدراسة، ولا يتخرجون، والأغلبية هم الإناث؛ وذلك بسبب الحمل والرضاعة بدون زواج، وتحمُّل المسؤولية على الأم. ووصلت هذه النسبة إلى أكثر من 50 %، وتسمى out of wood luck birth. ويُعتقد أن تصل النسبة في السنوات القادمة إلى 100 % بين الأمريكان من أصول إفريقية. وإضافة إلى ذلك يفضل البعض العمل عن الدراسة، وبعد فترة من الزمن يحصلون على شهادة اسمها GED، وهو اختبار مدته 4 ساعات، يستطيع من خلاله الشخص الحصول على شهادة تعادل دبلوم الثانوية العامة إذا رغب في إكمال الجامعة.
الخلاصة: ما يصل من مقاطع فيديو للوطن العربي أغلبها مترجم بالطريقة التي تخدم صاحب قناة اليوتيوب، أو صاحب الحساب في وسائل التواصل الاجتماعي؛ لزيادة عدد المتابعين، والكسب المادي من الإعلانات وعدد مرات المشاهدة. ويتعمد البعض تحريفها لجذب المشاهدين، أو ترجمتها عن طريق محرك البحث قوقل، وهذا قد يغيّر المعنى الأساسي للخبر أو التصريح الطبي حول كورونا. فاللقاحات تُصنع على أعلى مستوى من الأمان، ولا يتم التصريح لها إلا بعد التأكد من سلامتها، وضمان ذلك بالتجارب السريرية للفئات المستهدفة، وتدوين كل الأعراض التي قد تحدث أو تتطور. وما يشاع في هذه الأيام عن لقاح كورونا بأنه يصيب الإنسان بكورونا ادعاء غير صحيح، وجهل، سببه انتشار الأخبار المزيفة والمغلوطة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
لذلك، يجب أن يكون هناك جهة تنظِّم وترخِّص للمترجمين المعتمدين، ومن خلالهم يتم اعتماد مثل تلك الفيديوهات؛ لأنها منتشرة بكثرة، وبات المجتمع العربي أكثر احتياجًا في هذا الوقت لتصنيفها وفرزها، وترجمة المحتوى بالشكل الصحيح من وإلى العربية للغات الأخرى.
** **
- أمريكا