د. عبدالعزيز بن عبداللطيف آل الشيخ
الدورة الواحدة والأربعون للقمة الخليجية التي عُقدت في العلا بتاريخ 21-5-1442هـ الموافق 5-1-2021 ، عقدت بعد غياب. تأتي أهمية هذه القمة لكونها قمة المصالحة بين دول الخليج العربية، كان لا بد من ذلك، لا بد من صمود هذه الدول في كل وقت ولكنها في وقت الشدة أحوج ما تكون للصمود والاتحاد والتعاون في شتى المناحي مطلب لجميع مواطني تلكم الدول، تعاون في النواحي التجارية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والثقافية والسياسية والعسكرية والأمنية والصحية، نعم هذه الأخيرة على قدر كبير من الأهمية، ألم نكن أحوج ما نكون للوقوف متحدين متعاونين لمجابهة جائحة فيروس كورونا؟ نقول ونحن متأكدين بأن تعاون دول الخليج مطلوب في أوقات الرخاء والشدة. دول الغرب، على سبيل المثال، رغم تطورها تنتظم في اتحادات وهيئات ومنظمات في شتى نواحي الحياة، وبذلك ترسخ تطورها وتأكده، نحن ندرك ذلك، ولكننا لا نستفيد من الوقت المتاح لنا ونزاول نشاطاتنا على استحياء، على الرغم مما لدينا من موارد بشرية وطبيعية. لو أقوم بذكر تلكم الموارد بشتى أنواعها لاحتجت إلى مساحة أكبر من المتاح لي في هذه المقالة، ولنا أن نتصور أحد تلكم الموارد، الموقع الجغرافي لدول المجلس والمجال الحيوي لبعضها، تتمتع دول الخليج مجتمعة بموقع إستراتيجي وموارد جيوإستراتيجية مهمة، كما تتمتع بموارد وثروات طبيعية تستثمر بشكل أكثر فعالية إذا ما استغلت الدول متعاونة تلكم الموارد. ألم نردد القول المتداول:
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا
وإذا انفردن تكسرت آحادا.
لنتصور عدم وجود مجلس التعاون، وبضدها تتبين الأشياء، في زمن تعظم الحاجة فيه إلى الاتحاد. وهل في زماننا هذا فقط؟ التضامن مطلوب عبر الحقب التاريخية، ذكر ذلك ربنا سبحانه في كتابه المطهر: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}.
لنا أن نتصور لو لم نتحالف ولَم نتفق، فماذَا سيكون حالنا أفراداً ومجتمعات؟ كل واحد منا يعرف الجواب على هذا السؤال.