القاهرة - (أ ف ب):
يجسد فيلم «ستموت في العشرين»، وهو أول عمل درامي سوداني يُعرض على منصة «نتفليكس» وأول إنتاج من هذا البلد العربي يُرشح إلى جوائز الأوسكار، إلى جانب أعمال أخرى، قفزة نوعية في السينما السودانية تتزامن مع التحول السياسي الحاصل في البلاد.
ويقول المصري حسام علوان، منتج أول فيلم روائي في السودان منذ عشرين سنة، لوكالة فرانس برس إن ترشيح الفيلم إلى جائزة أوسكار لأفضل فيلم أجنبي وعرضه على «نتفليكس» «يعززان حضور السينما السودانية دوليا». وتدور أحداث الفيلم الذي أخرجه أمجد أبو العلاء حول شاب تقول نبوءة من أحد الدراويش الصوفيين إنه سيموت حينما يكمل عشرين عاما، فيقضي أيامه في قلق وترقب حتى يحدث ما يغير حياته تماما، إذ يلتقي مع مخرج مغامر في قريته يستعرض معه تجاربه في الحياة.
ووقّعت الشركة المنتجة للعمل أخيراً عقداً مع شركة التوزيع السينمائي الأمريكية «فيلم موفمنت» لتوزيع الفيلم وعرضه في أمريكا الشمالية. ونال الفيلم في 2019، جائزة «أسد المستقبل» من مهرجان البندقية السينمائي الدولي، وجائزة «نجمة مهرجان الجونة الذهبية» لمسابقة الأفلام الروائية الطويلة في مصر، وجائزة «التانيت الذهبي» من مهرجان أيام قرطاج السينمائية في تونس. وتسعى مؤسسة «سودان فيلم فاكتوري» التي تأسست في الخرطوم في 2010، لتعزيز صناعة الأفلام المستقلة في السودان وتشجيع أجيال جديدة على الاهتمام بالسينما، وتحصل على بعض الدعم من مؤسسات دولية.
ونفذت المؤسسة أكثر من ثلاثين ورشة تدريب في السيناريو والتصوير والإخراج والمونتاج والأزياء، وأنتجت أكثر من ستين فيلماً روائياً ووثائقياً وتجريبية قصيرة شارك كثير منها في مهرجانات عديدة حول العالم، في البرازيل وهولندا وكوريا الجنوبية واليابان وجنوب إفريقيا ومصر ونيجيريا.
ويقول عفيفي «ما حدث في سينما السودان من طفرات، ليس وليد الثورة وحدها وإنما هو نتيجة لعمل دؤوب بدأ قبل اقتلاع حكم عمر البشير بسنوات».
ويتتبع جهود «نادي الفيلم السوداني» التي يقوم بها المخرجون المتقاعدون ابراهيم شداد ومنار الحلو وسليمان محمد إبراهيم والطيب مهدي، لإعادة فتح دار سينما خارجية في مدينة أم درمان لإعادة الجمهور إلى السينما.
وحظي فيلم «الخرطوم أوفسايد» للمخرجة مروة زين باهتمام نقدي لافت. ويتحدث العمل عن مقاومة النساء لقرار رسمي بحظر مشاركتهن في مباريات كرة القدم.
وفاز بجوائز أبرزُها جائزة أفضل فيلم وثائقي في حفل توزيع جوائز الأكاديمية الإفريقية للأفلام الخامس عشر، وجائزة في مهرجان أيام قرطاج السينمائية. ويلاحظ أبو العلاء أن معظم صناع الأفلام السودانية التي نالت تقديراً دولياً، عاشوا خارج السودان لفترات طويلة.